رئيس التحرير
عصام كامل

هدى شعراوي، حاربت تعدد الزوجات وأول امرأة تقود مظاهرات وتكشف عن وجهها في شوارع مصر

الرائدة النسائية
الرائدة النسائية هدى شعراوي، فيتو

هدى شعراوي.. رائدة الحركة النسائية في مصر هي من طبقة الأعيان، لكنها كانت صاحبة اتجاه ثوري حيث شاركت في ثورة 1919 لمناصرة سعد زغلول ورفاقه، شاركت هدى شعراوي في الكثير من المظاهرات النسائية، ونادت بتحرير المرأة، وأنشأت الاتحاد النسائي المصري، كما أسست جمعية لرعاية الأطفال، وعقدت منتديات وكتبت مقالات تدعو إلى قيام المرأة بأدوار تتجاوز نطاق الأسرة؛ تدافع عن حقها في التعليم والعمل.

هدى شعراوي

في مثل هذا اليوم 23 يونيو 1879 ولدت هدى محمد سلطان الشهيرة بـ "هدى شعراوي"،  كان والدها محمد سلطان باشا رجلًا عصاميًّا كافح حتى حصل على لقب الباشوية، وكان رئيس مجلس النواب في عهد الخديوي توفيق، وأحد أهم قادة الإصلاح في القرن التاسع عشر، وتوفي والدها وهي في الثامنة من عمرها واشتهرت نسبة إلى زوجها “علي شعراوي” أحد أبرز المطالبين بإلغاء الأحكام العرفية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى ورفيق سعد زغلول في رحلة الكفاح للحصول على الاستقلال.

وعندما قامت ثورة 1919 اجتمعت بسيدات من مصر في الكنيسة المرقسية وتم انتخاب اللجنة التنفيذية للنساء الوفديات برئاسة هدى شعراوي، ونظمت اللجنة التنفيذية لنساء الوفد مظاهرة ضد الاحتلال، وأعلنت هدى شعراوي شهيدات الثورة، واستمر نشاط هدى شعراوي مطالبة بالاستقلال حتى آخر يوم في حياتها.

 

زواج غريب

وتروي شعراوي في مذكراتها قضية زواجها الغريب الذي فرض عليها وهي في الثالثة عشرة من عمرها. إذ تقدم إليها رجل طاعن في السن ومتزوج وعنده أولاد. وقد قاومت بكل طاقاتها ذلك الزواج. لكنها فشلت، وأذعنت في نهاية المطاف، وتزوجته، وأنجبت ابنة.

وقصة ذلك الزواج غريبة. فهي عانت كثيرًا في مواجهة الزواج، وخلال ارتباطها بزوجها، ثم في انفصالها عنه بمساعدة والدتها، ثم بعودتها إليه.

ولعل هذا الزواج ذاته، في مراحله المختلفة، ومعاناتها فيه، هو الذي أسهم في بناء شخصيتها المتمردة، التي حولتها مع مرور الأيام وتعاقب الأحداث في مصر وفي العالم إلى زعيمة كبيرة ومتميزة لحركة تحرير المرأة منذ وقت مبكر، ضد التقاليد القديمة السائدة، وضد النظام السائد وضد قوانينهما الجائرة.

إلا أن هذه الشخصية المميزة لشعراوي إنما كانت تتكون بالتدريج وسط الأحداث ووسط صعوبات الحياة، حياتها هي، لا سيما معاناتها مع ابنتها التي ولدت مريضة، وحياة المرأة المصرية، وحياة الشعب المصري في كفاحه من أجل تحرره من الاستعمار وتحقيق استقلال مصر.

 

تأسيس الجامعة المصرية

وتتوقف شعراوي في المذكرات عند حدث تاريخي في حياة مصر هو تأسيس الجامعة المصرية في عام 1908، الحدث الذي شكل بداية نهضة علمية وأدبية وثقافية عامة في مصر، أسهمت في تحويل مصر إلى مركز متقدم في العالم العربي في هذه الميادين جميعها.

وما أكثر الرموز العلمية والأدبية التي عبَّرت عن هذه النهضة الكبيرة. 

وتشيد شعراوي على وجه الخصوص بدور الأديبة المصرية ملك حفني ناصف التي عرفت باسم «باحثة البادية»، لا سيما المحاضرات التي كانت تلقيها في الجامعة بعد تأسيسها. 

ومعروف أن «باحثة البادية»، هي واحدة من رائدات الحركة النسائية قبل هدى شعراوي، بإقرار شعراوي وبكثير من التقدير لها ولأخريات معها وقبلها مثل اللبنانيتين زينب فواز ومي زيادة.

 

ارتياد الآفاق

سافرت هدى شعراوي، في العام الذي تلا تأسيس الجامعة، مع عائلتها إلى أوروبا. وساحت في بلدان القارة. وتعرفت إلى معالمها، وإلى حضاراتها وثقافاتها. وأسهم ذلك في تعميق ثقافتها، وفي تكوين عناصر التمرد والثورة في شخصيتها، ارتباطًا بما كان يجري في بلدها مصر، في المجالين السياسي والاجتماعي. وحين عادت من رحلتها إلى أوروبا وجدت بلدها مصر في حالة غليان.

وكان من أهم ما كان يحصل في تلك الحقبة من تاريخ مصر هو تعاظم النضال من أجل الاستقلال. هذا النضال الذي سرعان ما تحول إلى ثورة في عام 1919، كان يقودها سعد زغلول. وكان هذا النضال يترافق مع بروز نهضة أدبية كانت تشارك فيها شخصيات نسائية مرموقة، في مقدمتهن «باحثة البادية». وقد شجعتها تلك الحركة الأدبية على التفكير في تأسيس نادٍ أدبي للسيدات يجتمعن فيه للبحث في الشؤون الأدبية والاجتماعية.

وإذ لقيت فكرتها الترحيب دعت إلى تأسيس ذلك النادي. واستعانت في تأسيسه بالكاتبة الفرنسية مارجريت كليمان التي كانت قد التقتها قبل ذلك. فجاءت إلى مصر تلبية لدعوة من شعراوي، وعقدت في منزلها بحضور عدد من الأميرات أول اجتماع تأسيسي لذلك النادي، الذي تشكل تحت اسم «جمعية الترقي الأدبي للسيدات». وشاركت فيه مي زيادة. واختيرت لبيبة هاشم صاحبة مجلة «فتاة الشرق» لتكون سكرتير اللجنة التأسيسية.

 

بداية منذ سن العشرين 

هدى شعراوي كانت قد بدأت نشاطها العام في العشرين من عمرها عندما شاركت في الجهود الأهلية لمقاومة الوباء الأصفر الذي اجتاح البلاد، وفي سنة 1907 دعت إلى جمع تبرعات لإنشاء "جمعية رعاية الطفل" وتحمس الناس لها، لكن الحكومة حينها أوقفت المشروع بشكل كامل، وفي سنة 1908 بدأت الدعوة لمحاضرات ثقافية للسيدات في قاعة من قاعات الجامعة الأهلية ووافق الأمير أحمد فؤاد في عام 1909 على تخصيص قاعة لمحاضرات السيدات يوم الجمعة فقط من كل أسبوع. 

 

كشفت وجهها لاستقبال الزعيم 

واهتمت شعراوي بحقوق المرأة ونادت بتحريرها من القهر الذي عاشته آنذاك، فحاربت تعدد الزوجات، ودعت إلى رفع سن زواج الفتاة إلى 16 عامًا، وأسهمت في وضع قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة، وهي أول من دعت لإنشاء دور حضانة في أماكن العمل للتخفيف على المرأة العاملة.


في عام 1921 كانت هدى شعراوي من أوائل من خلعن النقاب وكشفت عن وجهها ـ ولم يكن ذلك مقبولًا في ذلك الوقت ـ أثناء استقبال الزعيم سعد زغلول عند عودته من المنفى وسط جموع المصريين.

وكما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الرافعي عن المظاهرة النسائية التي خرجت للثورة يقول: خرجت طالبات مدرسة السنية رافعين شعار مدرستهم تتقدمهن السيدة نبوية موسى خريجة المدرسة والمعلمة فيها هي وزميلات الدراسة والكفاح منهن هدى شعراوي وكريمة ابنة محمود سامي البارودي وحرم قاسم أمين وجولييت صليب وغيرهن.. خرجن في حشمة ووقار وعددهن يزيد على الثلاثمائة من كرام العائلات، وقد أعددن احتجاجًا مكتوبًا لتقديمه إلى معتمدي الدول الأجنبية في مصر طالبين فيه إبلاغ احتجاجهن على الأعمال الوحشية التي يقوم بها الإنجليز في مصر قاصدين بيت الأمة، ومنعتهم قوات الأمن من العبور إلى بيت سعد زغلول ومنعوهم من السير.

 

الدور السياسي لهدى شعراوى 

كما أسست هدى شعراوي الاتحاد النسائي العربي عام 1944، وتولت رئاسته واستمرت تشغل منصب الرئاسة فيه حتى وفاتها، وشاركت طوال نضالها السياسي الممتد من مارس 1919 حتى ديسمبر 1947م فى عديد من الأنشطة المصرية والعربية والدولية دفاعًا عن القضايا الوطنية والقومية، ودفاعًا عن حقوق المرأة، كما أسست جمعية الرقي الأدبي للسيدات بالتعاون مع الأميرة عين الحياة والمناضلة أمينة حلمي، ونظمت هدى شعراوي أول مؤتمر للدفاع عن فلسطين بعد إصدارها مجلة باسم المصرية، ورأست تحريرها تلميذتها سيزا نبراوي لمؤازرة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية