رئيس التحرير
عصام كامل

بوسطة.. صناعة النجوم فن

في واحدة من ليالي الصيف التي تتخللها نسمات رقيقة كانت الأجواء أمام مسرح جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بأكتوبر مزدحمة للغاية أمام بوستر لا يضم صورة لواحد من نجوم الكوميديا الكبار، كل الوجوه شابة، وغير معروفة ولاتزال غضة تحمل حلما في الغد.


بوسطة.. العرض المسرحي الثاني في سلسلة استوديو خالد جلال مع تجربة ثرية لواحدة من أشهر شركات الإنتاج الفني "كنج توت" والتي يديرها هشام وعصام شعبان وقد قدمت أعمالا درامية لا تزال في ذاكرة الوطن خالدة بإبداعها وعمقها وتأثيرها الممتد.


وبوسطة هي مسك ختام لورشة امتدت لسبعة أشهر، وأبطالها يصعدون المسرح لأول مرة في حياتهم بعد أن صاغهم فنيا وإبداعيا واحد في حجم الفنان الكبير وصانع النجوم خالد جلال.. أكثر من خمسين ممثلا هنا على المسرح يقدمون أنفسهم  في واحدة من أجرأ تجارب خالد جلال.


سبق العرض إجراءات عدة بدءا من الاختيار والاختبار ثم مرحلة التمهيد والإعداد والتدريب والتجربة والخطأ في إطار عملياتى لبناء فنان قادر على تقديم نفسه وإبداعه للجمهور وعلى مدار سبعة أشهر من العمل المتواصل داخل أكاديمية كنج توت وبصياغة إبداعية خلاقة للكبير خالد جلال كانت النهاية عمل مسرحي إبداعي قدم لنا أكثر من خمسين فنانا شابا اضيفوا إلى مكنون مصر الفني الزاخر بالمبدعين.


وبوسطة نوستالجيا من الزمن الجميل.. زمن الجوابات وصياغة الإحساس الإنساني بخط اليد وكل جواب يحمل حكايات من حكايات زمن فات وأبقى فينا كل ذكريات العمر الماضي، ووسط هذا الزحام الحياتى المزعج يمزجنا خالد جلال بمشاعر إنسانية فياضة في عرض شائق وجذاب.


وبوسطة وقبلها ألف عيلة وعيلة إنتاج إبداعى خلاق مع أجيال جديدة تمد شريان الحياة الفنية بأكسير البقاء وسط تنافس إقليمي مهم وآخاذ ومخيف أيضا يثبت للعالم أن القوة الناعمة تنتجها قريحة أفراد يتسمون بفكرة إنكار الذات وتقديم المعين الخبراتى لأجيال جديدة قادرة علي العطاء وإبقاء الدور الريادي المصري على القمة.


ومن أجل ذلك لا يجب النظر إلى هذين العملين بمعزل عن فكرة البقاء الفني المصري متوهجا ومشعا ومضيئا في ميحطه الإقليمي، فمصر التي قادت العرب ثقافيا وفنيا وإبداعيا لاتزال تقدم تجاربها الإنسانية المتفردة عبر فنانين كبار وشركات إنتاج فنى تؤمن بدورها ليس فقط في إنتاج الأعمال الدرامية وإنما تمتد لإنتاج البشر ذوي المواهب.

 


لساعتين متواصلتين قدم أكثر من خمسين حالما بمكان تحت شمس الإبداع عملا متفردا واستطاعوا أن يثبتوا أن الموهبة بكثير من الرعاية والاهتمام والتدريب تنتج في النهاية مشروعا ثقافيا نتمنى أن يمتد ونحتفل مع خالد جلال وكنج توت بالدفعة العاشرة والعشرين من مبدعي مصر.

الجريدة الرسمية