رئيس التحرير
عصام كامل

محنة ندى ومنحتها

إذا كنت محبطًا وسلمت نفسك لليأس، أو إذا كنت مبتلى وتشعر بالعجز.. فاجلس مع هذه السيدة، واستمع إليها وهي تتحدث عن محنتها التي حولتها بإرادتها القوية إلى منحة، وألمها الذي حولته بإيمانها إلى أمل، ويأسها الذي حولته إلى شغف.


منذ أكثر من أربعين عامًا.. رزقت السيدة ندى ثابت بمولود من ذوي الاحتياجات الخاصة، فاقد لكل حواسه، لم تكن الأم صغيرة السن مؤهلة في ذلك الوقت للتعامل مع مولودها، لكن تحديًا ولد بداخلها، فانكبت على البحث والقراءة، وبعد رحلة طويلة.. أعادت إلى إبنها  حواسه، وأصبح ماجد يتكلم وكان فاقدًا للنطق، ويمشي وكان فاقدًا للحركة، وحواسه المفقودة عادت إليه.


معاناة ندى ثابت الطويلة تختصرها في دقائق، فتشعر وأنت تنصت أن طاقة إيجابية تولد بداخلك.
ندى ثابت طافت العالم لتعرف كل ما هو جديد عن إعاقات الأطفال، ونقلت خبراتها إلى العديد من الأسر، فصارت أمًا لذوي الإحتياجات الخاصة. 

قرية الأمل

أسست قرية الأمل في الإسكندرية، واستقبلت العديد من الأطفال، تعلم أسرهم كيفية التعامل معهم، وتقدم لهم كل ما يلزمهم، وعلى يدها تدرب العشرات الذين تحولوا إلى موظفين في القرية التي لا تزيد مساحتها عن نصف فدان.


تحقق حلم ندى ثابت بتقديم مشروعات لقوانين خاصة بذوي الإحتياجات الخاصة، بعد أن فاجأها رئيس الجمهورية بتعيينها في مجلس النواب، لتحول عملها النيابي إلى فصل من فصول رحلتها.
 

حلم ندى ثابت هو الوصول لكل ذوي الإحتياجات الخاصة في محافظات مصر، فبدأت في وضع خطة لإنشاء قرى مماثلة لقرية الأمل في كل المحافظات، وها هي تفتح قنوات إتصال مع المسئولين في الوزارات، معتمدة على إهتمام أولته الدولة لذوي الإحتياجات الخاصة.


ندى ثابت التي تم تكريمها في العديد من المحافل في الداخل والخارج لديها مشروع كبير، بإمكانه أن يعيد الأمل المفقود إلى أسر يائسة، وأن يحول محنة الألاف إلى منحة، لذلك تمنيت وأنا أستمع إليها أن أكون حجرًا في بنيان هذا المشروع.

 


جلست مع ماجد الذي كان فاقدًا لكل حواسه.. فكانت متعتي في التعامل معه وقد تجاوز الأربعين لا تقل عن متعتي وأنا أنصت إلى والدته ندى ثابت وهي تحكي عن مشوارها الطويل معه، وخبراتها التي لم تبخل بها عن أمثاله، وإرادتها القوية، وحلمها الذي تسعى لتحقيقه.

besheerhassan7@gmil.com

الجريدة الرسمية