رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، غراب البين يكتب: الحب مقابل المصلحة

غراب البين، فيتو
غراب البين، فيتو

بعد نهار طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. وقفت فوق سور المدرسة الإعدادية لاستظل بفرع الشجرة فى ساعة القيلولة انكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عينى سمعت صوت حوار بين اثنين من المدرسين أسفل الشجرة أحدهم يقول للآخر أنا بحب الأستاذ منصور مُدرس الإنجليزى لله فى لله.. فنظر إليه الآخر من فوق لتحت وقال له: يعنى ملقتش غير منصور علشان تحبه؟!

 

دا أنا طلبت منه يزود درجات ابنى فى امتحان التيرم وعمل نفسه الشيخ الشعراوى وقالى كل تلميذ هياخد حقه دون زيادة أو نقصان.. لكن الأستاذ رأفت دا اللى يتحب بصراحة طلبت منه نفس الطلب وبالفعل ابنى أخد الدرجة النهائية فى التاريخ مع أن الواد لم يُجب عن كل الأسئلة، الثانى نظر إليه نفس النظرة من فوق لتحت وقال له: بالعكس رأفت دا كان بيراقب على لجنة فيها بنت أختى ومرضيش يغشش العيال والبنت خرجت ودموعها على خدها ومعملش ليا أى اعتبار..

 

 دا بنى آدم ميتحبش أبدا يا جدع وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح الإثنان يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب كعادتهم ولسان حالى يقول: هما ليه البنى آدمين مش بيحبوا بعض زى زمان.. 

 

ليه بيحبوا مصلحتهم فقط لا غير يعنى أنت بتحب فلان علشان معاه المصلحة وتكره فلان علشان بيعطل المصلحة بغض النظر عن نوع المصلحة وعن صفات هذا الفلان.. والغريب أنهم بيضحكوا فى وجه بعض ويحضن كل منهما الآخر عند كل لقاء بينما قلوبهم مليئة بالغل والحقد.. 

 

أنا من رأيى إنكم تلغوا كلمة أنا بحب فلان وتستبدلوها بعبارة مصلحتى مع فلان ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم.. الحب عندهم دائمًا ما يكون مقابل المصلحة!

الجريدة الرسمية