رئيس التحرير
عصام كامل

أين وزير الشباب من هروب أبطالنا وغياب العدالة؟!

"إذا كان الكذب منجى فالصدق أنجى" حكمة يعرفها كل صاحب عقل، لأن الحقيقة لابد أن تظهر في يوم من الأيام، منذ أيام هرب أحد أبطال مصر في المصارعة إلى فرنسا، وهاجت الدنيا، بالرغم من إن هذا أمر متكرر في ألعاب كثيرة، وعلى مدى السنوات الماضية، كان يحدث هذا وسط تعتيم إعلامي وأيضا صمت الدولة ووزير الشباب الذى يبدو أنه لا يدرك دوره الحقيقى.

 

سأذكر عدة قصص لأبطال هربوا إلى دول أخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصرالبطل معاذ محمد صابر تم تجنسيه في قطر، وهذا البطل كان طالبا فى مدرسة الموهبين التابعة لوزارة الشباب ولكنه فى عام 2015 هرب إلى قطر، ولم يكن هو أول المسافرين فقد سبقه أحمد بدير وأشرف أمجد وأحمد أمجد وجميعهم من اتحاد ألعاب القوى، هنا فقط اكتشف الاتحاد أن أحد العاملين بالاتحاد يعمل كشافا للاتحاد القطرى.. 

Advertisements

 

وفى قطر أيضا نجوم مصر الدوليين في كرة اليد الذين حصلوا على الجنسية محمود زكى وحسن عواض، وأحمد علاء في كرة القدم، وهناك خمسة لاعبين في كرة السلة، وفي السباحة سيد باروكى سباح المسافات الطويلة الذى له رقم في موسعة جينيس هذا كله في بلد واحد.

 

حتى الصهاينة خطفوا أبطالنا، الملاكم محمد صبحى الذى أصبح بطلا للصهاينة بعد أن أغلقت أمامه الأبواب للالتحاق بالمنتخب بداعى ضعف مستواه، إلا أن المعاناة مع مسئولى اتحاد الملاكمة دفعته للهرب من مصر، كما هناك لاعبين يلعبون في أندية صهيونية منهم حسن توفيق إبراهيم، جرجس فوزى وصفوت حليم.


أما محمد الشوربجى بطل الاسكواش والمصنف الأول على العالم، وبعد أن حقق 44 بطولة بإسم مصر والذى يعد من أهم أبطال الاسكواش في تاريخ اللعبة عالميا، فهو يعد أيضا أول لاعب اسكواش يتم تجنيسه، حيث حصل على الجنسية الإنجليزية.

غياب الرعاية

البطل طارق عبدالسلام المصارع الذى حقق ذهبية الأمم الافريقية، عندما أصيب في عام 2015 رفض رئيس الاتحاد علاجه بحجة أنه غير أساسى، سافر إلى بلغاريا وعمل في محل شاورما حتى يعيش ويعالج نفسه، علم بهذا الاتحاد البلغارى بقصته فقام بعلاجه وتجنيسه وفى عام 2017 فاز ببطولة أوروبا.


ومن أشهر المصارعين المصريين محمد عبدالفتاح بوجى فهو المصارع العالمى، وكانت مؤسسة الأهرام قد اهتمت به أثناء رئاسة الراحل إبراهيم حجازى رئاسة القسم الرياضى، وظل بطلا من 1977 حتى 2013، ولكن بعد خروجه من دور 32 فى لندن رأى الإتحاد أنه انتهى ولم يعد مفيدا، إلا أنه فاجأ الجميع وحقق برونزية أسيا في 2016 للبحرين، وحاليا مدرب للمنتخب الامريكى.


الأمر لم ينته فالبطل محمود فوزى يعتبر من أحسن عشرة لاعبين في العالم في المصارعة، وحصوله على خمسة ميداليات في الأمم الافريقية وبطولات في المجر والمانيا واسبانيا والمغرب، تم استبعاده من بطولة العالم، وحاليا يمثل أمريكا منذ 2018.


البطل سامح الدهان استبعد من الاشتراك في الاوليمبياد 2020 وبالرغم من ترتيبه الثالث إلا إنهم اختاروا أربعة غيره فمثل بريطانيا أوليمبيا، ونفس الأمر حدث مع الفارس عبدالقادر سعيد المصنف 40 عالميا حيث مثل بلجيكا أوليمبيا، والسبب سوء معاملة الاتحاد لهما وغياب العدالة..

 

وفي أمريكا أيضا قامت تم تجنيس البطل عمرو الجزيرى الخماسى الحديث الذى مثل مصر في 2008، 2012، 2016، ثم مثل أمريكا 2020، وفى أمريكا أيضا حسام بكر خامس ريودى جانيرو، ووليد سعيد صاحب ذهبية البحر المتوسط، ومحمود عبدالعالم الحاصل على ذهبية افريقيا..

 
هذه مجرد نماذج لأبطال هربوا وتركوا مصر، لأنهم لم يجدوا العدالة، لم يجدوا الرعاية من الدولة، ثم يخرج الوزير للإعلام ليؤكد أن البطل المصرى يحصل على مرتبات شهرية من عشرة آلاف إلى عشرين ألف جنيه، إلا أن السيدة لميس الحديدى استضافت أبطال جميعهم كذبوا هذه التصريحات، بل أكدوا ان الرواتب 1800 جنيه فقط، وعندما أصيب بعضهم توقف هذا الراتب..

 

الأبطال لا يجدون الرعاية من الدولة، والرعاية ليست مجرد المدرب والمعسكر ولكن هناك إعداد نفسى ووطنى للأبطال، فهل وزير الشباب والرياضة يعلم بهروب هؤلاء؟ وإذا كان يعلم فماذا فعل؟ البطل يكلف مصر عشرات الملايين وبالتالى الخسارة مزدوجة، لأن خسارة بطل مصر يقلل من قوة الرياضة المصرية وأيضا خسارة مادية هائلة! ماذا فعل معالى الوزير!
وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية