رئيس التحرير
عصام كامل

الأمن أبرز ضحاياه، هل يشكل الذكاء الاصطناعي خطرا على مستقبل البشرية

التطوير المستمر للذكاء
التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي يهدد البشر،فيتو

تتصاعد التخوفات من الذكاء الاصطناعي، التقنية تتطور بسرعة مذهلة والشكوك في قدرتها على إحداث ثغرات قاتلة في بنية المجتمعات، واستخدامها في الإرهاب والتطرف واختراق المؤسسات الأمنية تتزايد وتقلق أغلب بلدان العالم أجمع، لكن ما السبيل للتعامل مع الظاهرة ! 

 

 تطوير الذكاء الاصطناعي دون ضوابط خطر على البشر 

قال عبد الرحمن الحبيب، الكاتب والباحث أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح خطرًا على الوجود البشري نفسه إذا لم يتم التعامل معه بحكمة وتعقل وفرض تنظيمات صارمة.

 

وأشار الحبيب إلى أن العديد من مراكز الأبحاث المعنية دعت مؤخرا إلى وقف تطوير كل أشكال الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتضامن مع الدعوة شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا بمن فيهم إليون ماسك لإحساسهم بالخطر الداهم من التقنية. 

 

سر التخوفات من التقدم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي 

وأضاف: يقول أصحاب الدعوات المحذرة من التقنية، إن قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي تثير المخاوف من التقدم السريع للتكنولوجيا بحيث لا يمكن التحكم فيها بأمان، إذ لم يعد التخوف على نقص الوظائف والخصوصية وحقوق الملكية الفكرية أو تنامي المعلومات المضللة والمنحازة، بل القلق على الوجود البشري نفسه.

 

واستكمل: القدرات المذهلة لهذه الأنظمة يفوق البشر في التلاعب وتوليد اللغة والفكر والقوانين، سواء بالكلمات أو الأصوات أو الصور، مما يشكل اخترقًا للأسس المعرفية في حضارتنا البشرية جمعاء.

 

وأوضح أن الأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون حذر من أنه يتطور بسرعة مما قد تجعله أكثر ذكاءً من الإنسان، حينها سيشكل خطرًا عليه عندما تستغله دول أو منظمات لأغراض شريرة.

 

ولفت إلى أن قدرات «النماذج اللغوية الكبيرة» وأشهرها حاليًا روبوت محادثة شات جي بي تي، مدهشة حيث يمكنها التفكير الإبداعي وحل الألغاز وكتابة الشعر والروايات والفكر والفلسفة والقانون، حتى أن إحداها نجحت مؤخرًا في اختبار نقابة المحامين الأمريكية وكان من بين 10 % الأفضل نتيجة مع أنه هو اختبار صارم جدًا لمهارات المحامين.

 

وأوضح أن هذه النماذج ستعمل على تغيير علاقة البشر بأجهزة الكمبيوتر والمعرفة وحتى مع أنفسهم. كذلك قدرتها على حل العلل الكبيرة عن طريق تطوير عقاقير جديدة، أو تصميم مواد جديدة للمساعدة في مكافحة تغير المناخ، أو حل تعقيدات قوة الاندماج لأشكال الطاقة.

 

وأكد الباحث أن الكثير من أصحاب الدعوات التحذيرية، يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيكون له وصول غير مقيد إلى الطاقة والمال ما يمكن أن يقضي على عالمنا العقلي والاجتماعي، وقد نجد أنفسنا قريبًا نجري مناقشات مطولة عبر الإنترنت حول تغير المناخ أو عمل عسكري خطير مع كيانات نعتقد أنها بشر لكنها في الواقع ذكاء اصطناعي.

 

وتابع: الكابوس المتخيل هو أن الذكاء الاصطناعي المتقدم يسبب ضررًا على نطاق واسع، من خلال صنع السموم أو الفيروسات، أو إقناع البشر بارتكاب أعمال إرهابية، إذ لا يحتاج الأمر إلى نية شريرة فهذه الأجهزة لا تملك نية أو وعيًا على الأقل حتى الآن، إنما الخشية أن يكون للذكاء الاصطناعي بالمستقبل أهداف لا تتماشى مع أهداف المبدعين من البشر.

 

وأضاف الباحث أن الحكومات في العالم حتى الآن تتبى ثلاث طرق مختلفة تتراوح في التعامل مع الشركات المنتجة للذكاء الصناعي، الأولى أقرب أمثلتها في بريطانيا وأمريكا التي تتهامل بنهجٍ «خفيفٍ» بدون قواعد أو هيئات تنظيمية جديدة، لكنها تطبق اللوائح الحالية على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستثمار ودعم الذكاء الاصطناعي.

 

بينما النهج الثاني يتخذه الاتحاد الأوروبي بصرامة أكبر، حيث يصنف قانونها المقترح الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي حسب درجة المخاطرة، ويتطلب مراقبة وكشف أكثر صرامة مع ارتفاع درجة المخاطر، لاسيما أن بعض استخدامات الذكاء الاصطناعي محظورة تمامًا، مثل الإعلانات اللاشعورية والقياسات الحيوية عن بُعد، ويغرم الاتحاد الأوروبي الشركات التي تنتهك قواعده.

 

أما النهج الثالث فهو أكثرها صرامة، حيث يرى آخرون أنه يجب على الحكومات التعامل مع الذكاء الاصطناعي مثل الأدوية، مع وجود منظم مخصص، واختبار صارم وموافقة مسبقة قبل الإصدار العام. وتقوم الصين ببعض من هذا، حيث تطلب من الشركات تسجيل منتجات ذكاء اصطناعي والخضوع لمراجعة أمنية قبل إصدارها.

 

كيفية التصدي للمخاوف المتزايدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي 

ولفت الباحث إلى ضرورة تحقيق بلدان المنطقة التوازن بين الفرص والمجازفة في الذكاء الاصطناعي،  والسير بحذر مع تقدير المخاطر الجديدة وتعديل النهج الحالي والأنظمة والقواعد وفقًا لما يلوح من خطر، فقد حان الوقت للبدء في تأسيس تلك التنظيمات، على حد قوله. 

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية