رئيس التحرير
عصام كامل

الذي عض الكلب!

لانه يهوى أن ينشغل الناس دوما به وبأخباره وحكاويه نشر الممثل المشهور صورته على مواقع التواصل الاجتماعى وهو يجلس فى إحدى الطائرات الخاصة وبجواره حفنة متناثرة من الدولارات.. إلى هنا الأمر مفهوم، لكن غير المفهوم أن يحقق له البعض غرضه وهو الحديث الواسع والمنتشر عنه وعن تصرفه هذا.. 

 

فيرد عليه طبيب مشهور مطالبا إياه بالتبرع بدولاراته لشراء مستلزمات طبية لمستشفيات هى فى أمس الحاجة اإيها لإنقاذ حياة مرضى.. وينشر ممثل آخر صورته فى ميكروباص وبجواره بضعة جنيهات مصرية متناثرة، ليقول له أن عموم المصريين الذين لا يعرفون الدولار فى حاجةَ لبضعة جنيهات تعينهم على تحمل شدة الغلاء.. وتطالب برلمانية بعد انتقاد ممثل الدولارات بفرض ضرائب على ما يحققه من أرباح يحصدها من حفلاته بالخارج..


ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل ينتقل الحديث عنه وعن صورته فى الطائرة إلى الصحافة والاعلام أيضا، سواء بالمتابعةَ الخبرية أو بالتعليق وإبداء الرأى فى تلكَ الواقعة.. وهكذا حقق ذلك الممثل غرضه وهو أن يصير محط الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الإعلام أيضا الذى يهتم أكثر بمن عضوا الكلب وليس بمن عضهم الكلب كما تقول النظرية الصحفية الشهيرة! 

 

وهذا سوف يشجع ذلك الممثل على أن يستمر فى ممارسة تلك الأفعال والتصرفات التى تثير الاستفزاز ولا تراعى مشاعر عموم الناس ليظل دوما محور الاهتمام ومحل الحديث المستمر من قبل كثيرين، دون أن يدفع جنيها أو دولارا واحدا مقابل الحديث عن نفسه واعماله وتصرفاته فى اعلانات باهظة الثمن! 

 


ولو كان ما يفعله يقابل بعدم الاهتمام منا أو بقليل منه لتوقف عنه.. وبهذا المعنى نحن الذين نشجعه على التمادى فى هذه التصرفات بإبداء اهتمامنا بما يفعله ويأتيه من تصرفات مثيرة للاستفزاز!

الجريدة الرسمية