رئيس التحرير
عصام كامل

بقايا إنسان تكشف جريمة الزمن المدفونة، أم تتعرف على ابنها تحت الرمل بعد 8 أعوام من الغياب، شبشب وقطعة ملابس تفك لغز الطفل المفقود

اسعاف، فيتو
اسعاف، فيتو

فى قرية كفر العرب التابعة لمدينة فارسكور بدمياط، قادت الصدفة إلى كشف جريمة مر عليها أكثر من 8 سنوات، عندما عاد صاحب منزل تحت الإنشاء من الخارج، وقرر استكمال إنشاء العقار الذى تركه وسافر  للعمل، وتوفر له من المال ما يكفى لاستكمال حلم العمر، ببناء عقار له ولأفراد أسرته.. لكن المفاجأة التى خرجت من الرمال حولت الحلم إلى كابوس.

 

البداية كانت فى اتفاق صاحب العقار مع مقاول لاستكمال عمليات الإنشاء، وبالفعل بعد نحو أسبوع من الاتفاق أحضر المقاول العمالة، وبدأت عملية تنظيف العقار من المخلفات حتى يتمكن من استكمال أعمال الإنشاءات الهندسية، وأثناء قيام العمال بعملهم فى الطابق الثالث، وجدوا كمية من الرمال المتبقية منذ سنوات داخل إحدى الغرف،  فاستدعوا المقاول لسؤاله عن مدى صلاحية تلك الرمال لاستخدامها من عدمه.

 

 صعد المقاول إلى العقار وطلب البدء فى رفع سطح الرمال المخزنة  لمعاينة باطنها، ومعرفة مدى صلاحيتها من عدمه، وأثناء قيام العمال بالحفر فى الرمال، ظهرت جريمة السنوات المخفية، بعدما عثر العمال على أشلاء عظام لجثة طفل، وعلى الفور اتصل المقاول بالشرطة وأبلغ بالواقعة، وانتشر الخبر فى البلدة كالنار فى الهشيم لفظاعة جريمة السنوات المخفية.

 

على الجانب الآخر سمعت أسرة تقيم بجوار العقار تحت الإنشاء ما عدا الأم لم تكن متواجدة فى ذلك الوقت، بماعثر عليه الأهالى داخل العقار،  فتذكروا نجلهم الصغير المتغيب منذ 8 أعوام ، وبالتحديد فى شهر أبريل 2015، عندما خرج طفلهم “محمد البربري” يلعب أمام المنزل ولم يعد منذ ذلك التاريخ، وتبخر الأمل فى العثور عليه بعد فشل التوصل لمعرفة مصيره المجهول بين الحياة أو الموت.

 

ووقتها خرج الضحية من منزل أسرته للعب مع الأطفال أمام منزله، واختفى تماما عن الأنظار ولم يظهر له أثر،  ظلت أسرته تبحث عنه فى كل مكان فى القرية، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، حرروا محضر بتغيب الطفل، وقاموا بتوسيع دائرة البحث فى المستشفيات وأقسام الشرطة بالمدينة والمحافظة والمحافظات المجاورة.

 

لم تكف أسرة الطفل  “محمد البربري” بالبحث عنه فى كل مكان، ولكنهم قاموا بطبع صوره وتوزيعها فى كل قرى ومدن المحافظات، أملا فى العثور عليه، لكن جميع المحاولات تبخرت.

 

والدة الطفل “محمد البربري” التى ظلت طوال تلك السنوات تبحث عن فلذة كبدها، لم تكن سمعت خبر العثور على جثة طفل مدفونة فى العقار المجاور لتعود له، وعندما سمعت هرولت مسرعة بإحساس قلب الأم ، وتوجهت إلى مقبرة ابنها فى العقار المهجور، وعندما صعدت تيقنت أن الجثة لابنها وعرفته من “الشبشب" الذي كان يرتديه وقتها، وكأن القدر أرد أن يترك لها ما تقتفي به إثره،   علي الفور توجهت نحو جثته وأمسكت بما تبقى من رفاته، وأبكى المشهد الجميع وأدخلهم فى صدمة عندما كان “شبشب” طفلها أحن عليها من قاتله الذي حرمها من حضنه.

 

وصل رجال المباحث لمكان الواقعة وتم فرض كردون أمنى بمحيط العقار، وتم استدعاء رجال الأدلة والمعمل الجنائي لمعاينة المكان ورفع جميع البصمات، وأثناء استخراج الرفات والعظام، تعرفت الأم على قطع من ملابس نجلها التى ما زالت متماسكة، وهى فى حالة من الانهيار ومرددة “ده لبسه.. سيبولى حاجة من ريحته”، وانهارت وسقطت على الأرض مغشيا عليها، وتم نقلها إلى منزلها لمحاولة إسعافها.

الرائد أحمد موسي رئيس مباحث فارسكور بدمياط، فيتو
 

 

وعقب الانتهاء من استخراج الرفات ورفع جميع البصمات، وصلت النيابة العامة لمعاينة المكان واستمعت لأقوال صاحب العقار والمقاول والعمال، وأمرت بنقلها الى الطب الشرعي لتشريحها والتعرف على هوية صاحب الجثة، وبيان سبب الوفاة.

 

وعلى الفور شكل الرائد أحمد موسي رئيس مباحث مركز شرطة فارسكور، فريق بحث وتحر لكشف لغز الجريمة، واستمع فريق آخر لأقوال الجيران بمحيط الواقعة، للوقوف على ملابسات الجريمة وتحديد هوية مرتكبها.

 

وبإجراء الصفة التتشريحية تبين أن رفات الجثمان لطفل يدعى “محمد البربري” تغيب منذ أكثر من 8 سنوات.

 

وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة جار المجنى عليه يدعى “ م.ر.ا” وشهرته الطيطة، وأن المتهم استدرج الطفل داخل عقار تحت الإنشاء وصعد به إلى الطابق الثالث، وأثناء محاولة هتك عرضه دافع الطفل عن نفسه فقام المتهم بقتله خوفا من الفضيحة، ثم قام بدفنه أسفل كمية رمال وفر هاربا.

وعقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

 

عقوبة القتل العمد

والقتل يتحقق فيه أمران، أحدهما قصد الشخص بالقتل، فلو كان غير قاصد لقتله، فإنه لا يسمى عمدًا؛ وثانيهما، أن تكون الوسيلة في القتل مما يقتل غالبًا، فلو أنه ضربه بعصا صغيرة، أو بحصاة صغيرة في غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل في الغالب".

وتنص الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه "يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"؛ وأشار إلى أن القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات تقضى بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات).

وخرج المشرع على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلًا هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدي، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذي يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه في نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى في فترة زمنية قصيرة".

والظروف المشددة في جريمة القتل العمدي، سبق الإصرار وعقوبته الإعدام، والترصد - هو تربص الجاني في مكان ما فترة معينة من الوقت سواء طالت أو قصرت بهدف ارتكاب جريمته وإيذاء شخص معين - وعقوبته الإعدام، القتل المقترن بجناية، وهي الإعدام أو السجن المشدد.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية