رئيس التحرير
عصام كامل

الفن المصرى والاشقاء العرب

لست منزعجا مثل البعض من تنظيم حفلات غنائية وفعاليات فنية في إحدى الدول العربية تعتمد على الفنانين المصريين.. فهذا أمر مفهوم  ليس فقط لأن الفنانين المصريين يتم إغراؤهم بأجور كبيرة، وإنما أيضا لأن أى دولة عربية تسعى لتحقيق انفتاح ثقافى لديها لن تجد إلا مصر الشقيقة الكبرى وصاحبة النهضة الثقافية التاريخية  القديمة، والأكثر تميزا في مجال الفنون، لكى تعتمد على فنانيها المحبوبين لدى كل الشعوب العربية.

 
إنهم يعتمدون علينا في تحقيق الانفتاح الثقافى، وهذا أمر يتعين أن نرحب به لأكثر من سبب من بينها أننا تاريخيا ساعدنا أشقاءنا في مجالات شتى من مجالات النهضة الحضارية، والفن أحد مجالات تلك النهضة.. كما أننا أكثر الدول التى عانت من الانغلاق الثقافى لبعض الدول الشقيقة، حينما استوردنا التطرّف الدينى منها.. 

 

ولذلك عندما تشرع هذه الدول في الانفتاح الثقافى يتعين علينا دعمها ومساندتها، ومشاركة فنانينا في احتفالاتهم الفنية يسهم في تحقيق هذا الانفتاح الثقافى بها، والذى سيكون له تداعيات إيجابية علينا بدلا من التداعيات السلبية للانغلاق الثقافى الذى أعلنوا بشجاعة التخلص منه.. أى أن دعمنا ومساندتنا بواسطة فنانينا للانفتاح الثقافى للدول الشقيقة هو أمر يخدم الأمن القومى المصرى.

 
أما من يخشون على الريادة الثقافية والفنية المصرية، فعليهم أن يتخلصوا من مخاوفهم هذه لأن الفن المصرى مثل الثقافة المصرية سوف يظل رائدا له تاريخه وتأثيره في الشعوب الشقيقة، وهذا ما يؤكده إقبال هذه الشعوب على الفنانين المصريين حتى الآن ومنهم من ينتمون لأجيال جديدة.. 

 

بل إن الاعتماد المتزايد على الفنانين المصريين من قبل الأشقاء العرب سوف يزيد من تأثير ومكانة الفن المصرى عربيا.. مثلما كان لنا دور في النهوض بالتعليم لدى العديد من الأشقاء حينما زودناهم بأفضل المدرسين لدينا فنحن نقوم الآن بدور مهم بالنهوض بالفن لديهم باعتمادهم على فنانينا المتميزين.

الجريدة الرسمية