رئيس التحرير
عصام كامل

التسرع !

ما معنى أن يطرح أحد اقتراحا يساعد على حل أزمة النقد الأجنبي اليوم ثم يتراجع عن اقتراحه غدا؟! 
الاجابة بكل بساطة أن الاقتراح كان متسرعا وليس مدروسا أو أن الاقتراح لم يلق قبولا فقرر أن يتراجع عنه حتى يتفادى تداعيات رفضه.. وليس ثمة إحتمال آخر بكل تأكيد!.. وهذه واحدة من أبرز مشاكلنا الآن.. 

 

فتحت ضغط أزمة النقد الأجنبي التى طالت وساهمت في التهاب الغلاء والتضخم الذى نشكو منه نتسرع في طرح الأفكار والمقترحات للخروج من هذه الأزمة والتى كان آخرها إلزام المصريين في الخارج بدفع قدر من رواتبهم للحكومة، وهو الاقتراح الذى لم يلق قبولا لا من العاملين في الخارج ولا من الحكومة ذاتها..

 

لإنها تعرف أن تطبيقه سوف يؤثر سلبا على تحويلات هؤلاء العاملين بالخارج من النقد الأجنبي، وهى تعد المصدر الثانى من مصادرنا الأساسية للنقد الأجنبي بعد الصادرات التى نأمل في زيادتها وليس تناقصها! ولذلك لم يدم طرح هذا المقترح سوى بضعة ساعات قليلة فقط وتم التراجع عنه من قبل من طرحه.


وإذا كنّا نحتاج الآن في ظل أزمة النقد الأجنبي لكل اقتراح يعيننا على تجاوز تلك الأزمة فهذا ليس معناه أن نتسرع في طرح أفكار ومقترحات غير مدروسة لآن ذلك قد يجلب لنا ضررا ولا يحقق لنا فائدة.. 

 

 

التسرع هنا ضار والتراجع السريع أكثر ضررا لآنه يؤثر سلبا على ثقة الناس في قدرتنا على تجاوز هذه الأزمة، بينما هذه القدرة مهمة جدا في أزمة النقد الأجنبي لإنها تؤثر على تدفقات النقد الأجنبي، خاصة تحويلات العاملين بالخارج وتدفقات الاستثمارات الاجنبية.. ويمكن رصد ذلك في بطء تنفيذ برنامج الطروحات لأسهم عدد من الشركات الحكومية والعامة لآن المشترين ينتظرون استقرارا في سعر الصرف.

الجريدة الرسمية