رئيس التحرير
عصام كامل

تذبذب الأسعار.. إختراع مصري!

استهلت وزارة البترول الإعلان عن الأسعار الجديدةَ للبنزين بعبارة تتحدث عما أسمته تذبذب أسعار النفط وسعر الصرف.. وهذا اختراع جديد في عملية صك المصطلحات وتسمية الأمور والأفعال.. فالحادث الآن في سعر النفط هو تراجع بعد ارتفاع كبير مع اندلاع الحرب الأوكرانية.

 

أما الحادث في سعر الصرف هو الانخفاض الكبير للجنيه إلى النصف الآن.. أى أننا لسنا إزاء ارتفاع يتلوه انخفاض ثم يأتى بعده ارتفاع لسعر النفط أو سعر الصرف.. ولذلك لم يكن موفقًا بيان وزارة البترول وهى تعلن الأسعار الجديدة للبنزين والمازوت!  


ولا يوجد تفسير لاختيار وزارة البترول لفظ أو فعل تذبذب هنا سوى إنها تخجل من تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية.. والحقيقة أن ذلك لا يقتصر على وزارة البترول وحدها.. وإنما تشاركها فيها هيئات ومؤسسات ووزارات أخرى.


ومنذ سنوات ونحن نسمى إرتفاع الأسعار تحريكا، رغم أن التحريك المفترض أن يكون في الاتجاهين صعودا وهبوطا. ونسمى أيضا تخفيض الجنيه مرونة  في سعر الصرف.. ونسمى تخفيض الدعم ترشيدها له! وهكذا دواليك!

 

وقد لاحظ كثيرون أن وزارة البترول تجنبت استخدام لفظ زيادة أو رفع سعر البنزين والمازوت واكتفت فقط في بيانها بالإعلان عن الأسعار الجديدة فقط، رغم أن هذه الأسعار الجديدة أكبر مما كان معمولا بها حتى منتصف ليلة أمس بنسبة لا تقل عن 10 في المائة.

 


 

باختصار.. نحن مغرمون بعدم تسمية الأشياء والأفعال والقرارات بأسمائها الحقيقية والمباشرة.. وغرامنا هذا قديم وليس جديدا.. ولعلكم تتذكرون أنه حينما تم الإعلان عن انسحاب قواتنا من سيناء فى يونيو 67 قلنا إن قواتنا اتخذت مواقع دفاعية جديدة لها على الضفة الغربية للقناة، وحتى حينما اعترف بهول ما حدث لم نسميها هزيمة وإنما أطلقنا عليها وصف نكسة!

غير أن ذلك لم يعد مستساغا في عصر المعلومات التى باتت متاحة على قارعة الطريق بفضل أدواتنا الإلكترونية التى أتيحت لنا!

الجريدة الرسمية