رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة تهدد 4 دول، 15 مليون شخص في مرمى الفيضانات

15 مليون شخص في مرمى
15 مليون شخص في مرمى الفيضانات، فيتو

تهدد الفيضانات العنيفة الناجمة عن البحيرات الجليدية التي تشكلت أو اتسعت بسبب تغير المناخ، ما لا يقل عن 15 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

4 دول معرضة لخطر الفيضانات

ووفقًا لدراسة نُشرت، الثلاثاء، في مجلة "نايتشر كوميونيكيشن" Nature Communications، فإن هناك 4 دول معرضة للخطر بشكل خاص هي الهند وباكستان والصين والبيرو، كما ذكر الباحثون الذين أجروا هذا التقييم العالمي الأول للمناطق المهددة بهذه الظاهرة.

وزاد حجم البحيرات التي تشكلت نتيجة ذوبان جبال الجليد في العالم بسبب الاحترار بنسبة 50% في 30 عاما، وفق دراسة سابقة عام 2020 تستند إلى بيانات الأقمار الصناعية.

كتبت المعدة الرئيسية للدراسة كارولين تايلور طالبة الدكتوراه في جامعة نيوكاسل في إنجلترا: "ليست المناطق التي بها أكبر عدد من البحيرات الجليدية أو تلك التي يكون اتساعها الأسرع هي بالضرورة الأكثر خطرا. بل يأتي الخطر من عدد الأشخاص المقيمين قرب هذه البحيرات وقدرتهم على مواجهة الفيضانات".

وهكذا، لقي آلاف الأشخاص مصرعهم بسبب الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب البحيرات الجليدية في أعالي الجبال في آسيا لكن العدد كان محدودا في شمال غرب المحيط الهادئ بأمريكا الشمالية، حتى وإن تضمنت هذه المنطقة ضعف عدد البحيرات.


وتواجه الأنهار الجليدية في العالم وتحديدا الأصغر بينها خطر الزوال بحلول نهاية القرن الحالي بسبب ظاهرة التغير المناخي.

215 ألف نهر جليدي مهدد بالزوال بسبب التغيرات المناخية


وطرحت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ساينس" التوقعات الأكثر دقة التي جرى التوصل لها حتى اليوم في شأن مستقبل 215 ألف نهر جليدي في العالم.



انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن التغير المناخي


ونبه معدو الدراسة إلى أهمية اتخاذ خطوات تحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن التغير المناخي، بهدف الحدّ من ذوبان الأنهار الجليدية والعواقب الناجمة عنها كارتفاع مستوى مياه البحار والنقص في الموارد المائية.

وقالت المشاركة في إعداد الدراسة ريجين هوك لوكالة الأنباء الفرنسية: "أعتقد أن دراستنا تحمل بصيص أمل صغيرًا ورسالة إيجابية، لأنّها تؤكّد أن البشر قادرون على إحداث فرق وأنّ اتخاذ تدابير في شأن حل هذه المسألة أمر مهم".

وتتميز الدراسة بأنها تطرقت إلى التأثير المباشر الذي يحدثه الاحترار المناخي ضمن سيناريوهات عدة محتملة (+1,5 درجة مئوية، +2 درجة مئوية، +3 درجة مئوية، +4 درجة مئوية) على الأنهار الجليدية، من أجل توجيه القرارات السياسية بصورة أفضل.

 

ارتفاع درجات الحرارة على الأرض


وإذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقية باريس المناخية، فسيزول 49% من الأنهار الجليدية في العالم بحلول 2100.

وتمثل هذه الخسارة نحو 26% من مجموع الكتلة الجليدية، لأنّ الأنهار الأصغر حجمًا ستكون أول المتضررين من الاحترار.

ويتوقع الباحثون ارتفاع مستوى البحار بنتيجة ذوبان الجليد إلى 9 سنتيمترات تقريبًا (ارتفاع سيُضاف إلى ذلك المرتبط بذوبان القمم الجليدية مثلًا).

وتوضح ريجين هوك أنّ "المناطق التي تحوي كميات قليلة نسبيًا من الجليد كجبال الألب أو القوقاز أو جبال الأنديس أو غرب الولايات المتحدة، ستفقد تقريبًا كل كميات الجليد التي تكسوها بحلول نهاية القرن، بغض النظر عن الاحتمال المرتبط بالانبعاثات"، مضيفةً انّ "الأنهار الجليدية هذه مهددة بشكل أو بآخر بالزوال".



أسوأ تصور محتمل للأنهار الجليدية


وفي حال سجل الاحترار المناخي +4 درجات مئوية، فسيُحدث أسوأ تصور محتمل، إذ ستتضرر كميات متزايدة من الأنهار الجليدية الأكبر حجمًا كتلك الموجودة في ألاسكا مثلًا. وستزول 83% من الأنهر الجليدية، أي ما يشكل 41% من مجموع الكتلة الجليدية في العالم، فيما سيرتفع مستوى مياه البحار إلى 15 سنتيمترًا.

وتشير ريجين هوك التي انكبت خلال مسيرتها المهنية على دراسة الأنهار الجليدية إلى أن "9 و15 سنتيمترًا قد لا يبدوان رقمين كبيرين"، إلا أنّ هذين المستويين يدعوان لـ"قلق كبير"، لأنّ مستوى البحار كلّما ارتفع يتسبب بفيضانات كبيرة خلال العواصف، مما يحدث "مزيدًا من الأضرار".

وبدأ العالم يشهد أصلًا فيضانات حادة مع ارتفاع مستوى البحار (3 ميلليمترات سنويًا).
 


زوال تام للمساحات الجليدية


يتجه العالم راهنًا نحو احترار بـ+2,7 درجة مئوية، مما سيؤدي إلى زوال المساحات الجليدية بصورة شبه كاملة في وسط أوروبا، وغرب كندا والولايات المتحدة، ونيوزيلندا.

وهذه التوقعات التي تنطوي على تنبيه أكبر من تلك التي تستند إليها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي، جرى التوصّل إليها بفضل بيانات حديثة عن التغييرات في حجم كل نهر جليدي بالعالم خلال العقود الأخيرة. فتمكّن الباحثون مستندين إلى هذه البيانات من إعادة ضبط النموذج الحسابي المستخدم لتوقّع مستقبل الأنهر، بصورة أفضل.

كذلك، جرى الأخذ في الاعتبار عوامل لم يتم التطرق لها في الدراسات السابقة، بينها تأثير تغطية الأنهار الجليدية بالصخور أو انفصال كتل من الجليد عن الجبال الجليدية.

ولا تمثل الأنهار الجليدية التي خضعت للدراسة سوى "1% من مجمل الجليد الموجود في العالم"، إلا أنها "تتأثّر" أكثر من المساحات الجليدية الأخرى، لأنها غالبًا ما تقع في مناطق تُسجَّل فيها درجات الحرارة قريبة من تلك التي يذوب عليها الجليد.

 

ارتفاع مستوى البحار


وتشير هوك إلى أن هذه الأنهار الجليدية "ساهمت في ارتفاع مستوى البحار تقريبًا بقدر ما ساهم ذوبان القمم الجليدية في جرينلاند وأنتاركتيكا مدى العقود الثلاثة الفائتة".

إلى ذلك، ستتأثر الموارد المائية التي يستفيد منها نحو ملياري شخص، بزوال الأنهر الجليدية.

وتشير الباحثة إلى أن "الأنهار الجليدية من شأنها سدّ النقص في المياه الذي تشهده مناطق عدة خلال الصيف حين تكون معرّضة للحرّ والجفاف"، مضيفةً أنّ زوال الأنهر "لن يحدث تغييرًا في المواسم فقط، بل سيتسبب في تسجيل نقص بكميات المياه".

كذلك، ستتأثر حركة القوارب في الأنهار المنخفضة والنشاطات السياحية في محيط الأنهر الجليدية الصغيرة التي يسهل الوصول إليها.

وتؤكد ريجين هوك أنّ تفادي حدوث الكارثة لا يزال ممكنًا لكن "وقوعها مرتبط بالمسؤولين السياسيين".
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية