رئيس التحرير
عصام كامل

الشكر مستحق لجماهير ومسئولي المغرب الشقيق

الرياضة صانعة السعادة والأمل والتفاؤل.. وكرة القدم أو الساحرة المستديرة تنجح دائما فيما تفشل فيه السياسة؛ فعلى ساحة المستطيل الأخضر يمكن لدول صغرى أن تناطح الكبار وتلحق يهم هزائم مدوية تدخل البهجة إلى قلوب الشعوب المستضعفة.


الساحرة المستديرة تنجح في توحيد  مشاعر الشعوب العربية؛ وقد أثلج صدري ما لمسته من دعم ومساندة جماهير المغرب ومسئوليه لبعثة النادي الأهلي في البلد الشقيق؛ حتى حقق نادينا الكبير ممثل الكرة المصرية نتيجة طيبة في أولى مبارياته التمهيدية بكأس العالم للأندية المقامة في مدينتي الرباط وطنجة  فوزًا كبيرًا على أوكلاند سيتى النيوزيلندى بثلاثة أهداف دون رد، ليتأهل  إلى الدور ربع النهائي الذي نأمل أن يتجاوزه بالروح والعزيمة ذاتها ويحقق فوزًا مماثلًا على سياتل الأمريكي الذي يلتقيه اليوم.


روح الحب والدعم الجماهيري المتبادل بين شعبي مصر والمغرب هو ما نرجو أن يستمر بين الشعوب العربية كافة؛ فقد انبرت الجماهير المصرية  لتؤازر منتخب أسود الأطلس في كأس العالم الأخيرة بقطر وهو ما خلق حالة ارتياح وربما امتنان لدى الجمهور المغربي الشقيق فانطلق يؤازر ويشجع بحماس لاعبي الأهلي أمام الفريق النيوزيلندي..مثل هذه الروح الداعمة والمؤيدة والمحبة نتمنى أن تنتقل من الرياضة إلى الاقتصاد والسياسة والتكامل في جميع المجالات.. فما أحوجنا لهذه الوحدة.


روح رياضية
هذه هي روح الشعوب التي تتحرق شوقًا للوحدة والتضامن والتآزر في مواجهة أزمات طاحنة تكاد تعصف باستقرار دولنا إذا لم تتوحد في مواجهة التحديات.. هذه حالة إيجابية ينبغي ألا يفلتها من بيدهم صنع القرار لتمتين العلاقات العريية العربية، لتحريك المياه الراكدة في ملفات التكامل العربي المفقود وإنشاء قوة دفاع عربية مشتركة لمواجهة الأطماع الإقليمية والدولية في بلادنا. 


سفيرنا في ِالمغرب أكد أن العلاقات التاريخية الطيبة بين الشعبين المصري والمغربي، تجسدت بقوة في مباراة الأهلي وأوكلاند سيتى النيوزيلند؛ ذلك أن أعدادًا غفيرة من الجماهير المغربية حضرت المباراة، كما حرص عدد من الوزراء والمسئولين السياسيين في المغرب على الذهاب إلى مدينة طنجة، لدعم الفريق المصري، ولا أبالغ إذا قلت إن ذلك يعكس صحوة عربية تعبر عن نفسها بصورة عفوية في ملاعب كرة القدم ويحدونا الأمل أن تتسع لتشمل كل مجالات العربية لتعود كل بلاد العرب أوطاني كما تعلمنا صغارًا في مدارسنا..

 

كل التحية والتقدير لأشقائنا في المغرب الذين حققوا نتائج غير مسبوقة عربيًا وأفريقيا في مونديال قطر وصنعوا تاريخيًا سيظل حافزا لمنتخبات أخرى شاهدت كيف كسرَ أشقاؤنا المغاربة حاجز الرهبة أمام أساطين الكرة العالمية وألحقوا بهم هزائم مدوية نالت الإعجاب والإشادة وبعثت برسائل مهمة تؤكد أننا نستطيع إذا ما توفرت الإرادة وأسباب النجاح في أي مجال.. حفظ الله بلادنا ووحد شعوب أمتنا وجمعنا على قبل رجل واحد لتحقيق التنمية لشعوبنا والاستقرار لبلادنا.

الجريدة الرسمية