رئيس التحرير
عصام كامل

الموقف الأمريكي المنافق!

هي زيارات إطفاء معتادة لأن الحريق متجدد، والقتيل متجدد والقاتل ثابت لا يتغير. ثلاثية إسرائيل القاتل، والفلسطيني القتيل، وأمريكا راعى القتل والقاتل مع تلاوة الصلوات! ولسوف ينجح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، في اسكات صوت الضحية، وطمأنة القاتل، كما نجح من قبل كل وزير خارجية سابق جاء إلى المنطقة، واعدا بحل الدولتين.

 

وهي جميعها ادارات باعت للعرب أكبر وهم في تاريخهم الحديث بعد حربى تحرير الكويت وتدمير العراق. تسويق حل الدولتين عملية نصب سياسي أمريكي صارت مكشوفة لا معنى لها، وباتت كالمخدر الذي تتعاطاه كل الأطراف وهي تعلم أنه مزيف، وغير فعال، لكنه مسكن للألام والأوهام الوطنية. 


اسرائيل تقتل بدم بارد في الشعب الفلسطيني وتعتقل شبابه، وبوتيرة متدافعة منذ تنصيب حكومة الإرهاب والعنصرية، يرأسها أكبر محتال سياسي في تاريخها، لا أحد يطيقه، ولا يصدقه، جاء إلى حكومته بالمخربين والعنصريين واليمين المتطرف !


قد تفلح جولة بلينكن في إخماد الاعراض الملتهبة، لكن ربما يدرك وزير الخارجية أن ما يجرى حاليا ضد الاحتلال السقيم في الأراضي المحتلة بالقدس والضفة ليس موجة عابرة، فالاسرائيليون في هلع باعتراف محلليهم وسياسييهم، لأن الحاصل بالضبط هو انتفاضة شباب ليس محسوبا الإ على الهوية الوطنية الفلسطينية، هو ليس حماسيا ولا هو عباسيا، ولا هو حزب الله، ولا هو تابع لايران، بل هو شاب فلسطيني وطني، وعيه أعمق وغضبه نار، وقراره فورى. 

الموقف الامريكي والمقاومة المشروعة

إنه غاضب لانه يائس، ولأن الظلم يحدق به، ولأن البطش الإسرائيلي ينكل بمنازلهم فيهدمها وبشباب الأسرة فيعتقلهم، وبرصاص القناصة في وحدات القتل الخاصة التابعة للجيش الاسرائيلى، تتصيد الشباب كما كان الأمير البريطاني هارى ابن ملك بريطانيا يصطاد بنيرانه المدنيين الأفغان، على حد تعبيره!


ما يحدث في القدس وفي الضفة هو فيض الغضب، وهو انتفاضة، وما فعله الصبي الذي ادانوه بقتل واصابة العشرات، يفعل أضعافه الجيش الاسرائيلي، ولم نسمع صوت إدانة واحد من حكومة واشنطن! أقصى ما تخرج به إدارة بايدن هو رفض العنف من الطرفين، وتأييد وتأبيد حل الدولتين، وتثبيت الوضع التاريخي للقدس. 

 

كلام مكرر خال من الصدق لأن ما يفعله الشبان الفلسطينيون هو مقاومة مشروعة ضد قوة احتلال مزمن ترعاه أمريكا ذاتها وتحميه وتجدد دماءه وتهدد من يتهدده! أما أنها تؤيد حل الدولتين. فشعارات فارغة لأن المستوطنات تزحف حتى ستخنق رام الله، أما الوضع التاريخي للقدس فإن عمليات طرد وهدم البيوت وسحب الجنسية وتدنيس المسجد الأقصى تناقض التصريحات الأمريكية. 


الموقف الامريكي منافق، والعالم يعلم أنها سياسة تتوارثها الإدارات السابقة واللاحقة. تحارب أمريكا ومعها أوروبا والناتو روسيا بسبب أوكرانيا، ولكنها لا تحرك ساكنا لانهاء الاحتلال القائم من 1967، بل منذ تقسيم فلسطين في عام 1947!

 


سيعود بلينكن مرات ومرات.. فالقتل مستمر والرعاية الأمريكية مستمرة.. لكن نحسب أن الشباب الفلسطيني المنتفض هذه المرة له حساباته خارج التنظيمات.. حساباته نابعة من فطرته الوطنية الصرفة.. واصلوا انتفاضة التحرير وتوحدوا تحت راية الشبان الوطنيين فهم أطهر من حساباتكم. 

الجريدة الرسمية