رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة‭ ‬داود‭ ‬يكتب‭ ‬بالحيثيات‭:‬ عزل‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬بداية‭ ‬إنقاذ‭ ‬وتصحيح‭ ‬مسار‭ ‬57357

الكاتب الصحفي أسامة
الكاتب الصحفي أسامة داوود، فيتو

البداية‭ ‬بفرع‭ ‬طنطا‭.. ‬والمستشفى‭ ‬الأم‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭.. ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نشرناه‭ ‬بالوثائق‭ ‬والمستندات


وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬تعلم‭ ‬بتجاوزات‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬أصدقاء‭ ‬المبادرة‮»‬‭ ‬التى‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬ولم‭ ‬تتخد‭ ‬أى‭ ‬إجراء

خطة‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬للدخول‭ ‬كمؤسس‭ ‬بالتحايل‭ ‬فى‭ ‬2016‭ ‬وتواطؤ‭ ‬الوزارة


‭- ‬انقلب‭ ‬على‭ ‬جمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬معهد‭ ‬الأورام‭ ‬وحوَّلها‭ ‬إلى‭ ‬جمعية‭ ‬المبادرة‭ ‬واستبعد‭ ‬ممثلها


‭- ‬نسى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإدارة‭ ‬بالإكراه


‭- ‬تهميش‭ ‬الجمعية‭ ‬المصرية‭ ‬وانتزاع‭ ‬نصيبها‭ ‬فى‭ ‬مجلسى‭ ‬الأمناء‭ ‬والإدارة‭ ‬بداية‭ ‬رحلة‭ ‬الانهيار

حملة‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬‮٤‬‭ ‬سنوات‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬سيناريوهات‭ ‬تصفية‭ ‬المستشفى‭ ‬ولم‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬التبرعات‭ ‬ولا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تفعل


تحول‭ ‬إلى‭ ‬قلعة‭ ‬يصعب‭ ‬اختراقها‭ ‬أو‭ ‬الكشف‭ ‬عما‭ ‬بداخلها


الأسئلة‭ ‬المحرمة‭ ‬التى‭ ‬يرفض‭  ‬‮«‬أبو‭ ‬النجا‮»‬‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها


لماذا‭ ‬تولولون‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬التبرعات‭ ‬ولم‭ ‬تحرك‭ ‬مشاعركم‭ ‬دموع‭ ‬أمهات‭ ‬لم‭ ‬يجدن‭ ‬مكانًا‭ ‬لأبنائهن؟‭!‬
المستشار‭ ‬عدلى‭ ‬حسين‭ ‬يعلق‭ ‬عضويته‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬احتجاجًا‭ ‬على‭ ‬المخالفات


‮«‬القومى‭ ‬للأورام‮» ‬‭ ‬يعالج‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬مريض‭ ‬جديد‭ ‬سنويًّا‭ ‬ويتابع‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬مريض‭ ‬قديم‭ ‬وكل‭ ‬إيراداته‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬ولم‭ ‬يغلق‭ ‬أبوابه‭ ‬أمام‭ ‬علاج‭ ‬طفل‭ ‬واحد

كيف‭ ‬يتغنى‭  ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬بإنجاز‭ ‬مع‭ ‬حفنة‭ ‬أطفال‭ ‬قد‭ ‬يستوعبهم‭ ‬مستوصف؟‭!‬


4‭ ‬ أعوام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬هى‭ ‬الفارق‭ ‬الزمنى‭ ‬بين‭ ‬حملتى‭ ‬فى‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬عن‭ ‬التجاوزات‭ ‬بمستشفى‭ ‬57‭ ‬وبين‭ ‬الحملة‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬مؤخرا‭ ‬وتحذر‭ ‬من‭ ‬نضوب‭ ‬التبرعات‭ ‬وقرب‭ ‬إغلاقها‭.‬


فى‭ ‬الأربعة‭ ‬أعوام‭ ‬ونصف،‭ ‬جرت‭ ‬مياه‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الجسور،‭ ‬ولكن‭ ‬بقى‭ ‬مدير‭ ‬المستشفى‭ ‬شريف‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬إدارتها‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬16‭ ‬حلقة‭ ‬من‭ ‬مخالفات‭ ‬مالية‭ ‬صارخة‭ ‬مدعومة‭ ‬بالمستندات،‭ ‬وهاهو‭ ‬الرجل‭ ‬يشرع‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬حذرنا‭ ‬منه‭ ‬قبل‭ ‬54‭ ‬شهرًا‭ ‬وهو‭ ‬التمهيد‭ ‬لتصفية‭ ‬المستشفى‭ ‬لتؤول‭ ‬أصوله‭ ‬الثابتة‭ ‬والمتداولة‭ ‬وأمواله‭ ‬وممتلكاته‭ ‬إليه‭.‬


غير‭ ‬أننا‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬وسنظل‭ ‬نؤكد‭: ‬عزل‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬لإنقاذ‭ ‬وتصحيح‭ ‬مسار‭ ‬57357‭.‬.


يشعل‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬الدنيا‭ ‬صراخًا،‭ ‬مستخدمًا‭ ‬كتائب‭ ‬الهتيفة‭ ‬والمطيباتية‭ ‬وآكلى‭ ‬فتات‭ ‬كل‭ ‬الموائد،‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬تبرعات‭ ‬المستشفى،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تتحرك‭ ‬مشاعره‭ ‬أمام‭ ‬دموع‭ ‬آباء‭ ‬وأمهات‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬مكانًا‭ ‬لأبنائهم،‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬فتحت‭ ‬فيه‭ ‬باقى‭ ‬المستشفيات‭ ‬التى‭ ‬تئن‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الفقر‭ ‬والشح‭ ‬من‭ ‬التبرعات‭ ‬وكثرة‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬أبوابها‭ ‬أمام‭ ‬أطفال‭ ‬السرطان؟‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬مريض‭ ‬جديد‭ ‬سنويًّا‭ ‬يلجؤون‭ ‬إلى‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للعلاج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬المترددين‭ ‬لمتابعة‭ ‬حالتهم،‭ ‬ورغم‭ ‬ضآلة‭ ‬موارده‭ ‬وتضاعف‭ ‬أعبائه‭ ‬لم‭ ‬يغلق‭ ‬أبوابه‭ ‬دونهم‭.. ‬حتى‭ ‬الأطفال‭ ‬مطاريد‭ ‬57357‭ ‬تجدهم‭ ‬بالدور‭ ‬الخامس‭ ‬بالمعهد‭ ‬القومى‭ ‬بمبناه‭ ‬القديم‭ ‬الذى‭ ‬جرى‭ ‬تحديثه‭ ‬وتم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬قبل‭ ‬70‭ ‬عامًا‭.‬


الأرقام‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬الإدارية‭ ‬التى‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬التبرعات‭ ‬تحت‭ ‬زعم‭ ‬العلاج‭ ‬وإنقاذ‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬بالسرطان،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يتم‭ ‬البذخ‭ ‬والإسراف‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬مرتبات‭ ‬وحوافز‭ ‬وبدلات‭ ‬للعاملين‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمور‭ ‬المساندة‭ ‬للعملية‭ ‬العلاجية،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬الإمساك‭ ‬والشح‭ ‬على‭ ‬علاج‭ ‬الأطفال‭.‬

أرقام كاشفة
كما‭ ‬تكشف‭ ‬الأرقام‭ ‬عن‭ ‬فائض‭ ‬مُرحَّل‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬سابقة‭ ‬حتى‭ ‬2017‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬و856‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الرقم‭ ‬تقريبًا‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬المالية‭ ‬2018‭.‬


وأسأل‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭: ‬أين‭ ‬ذهب‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬بينما‭ ‬إجمالى‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يدخلون‭ ‬57357‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬يتعدون‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬طفل‭ ‬حسب‭ ‬تصريحاتك،‭ ‬بينما‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يزيدون‭ ‬على‭ ‬بضع‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬فقط،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬يصاب‭ ‬سنويا‭ ‬بالأورام‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬طفل‭ ‬أى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬330%‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بالسرطان‭ ‬يطردون‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬أسوار‭ ‬مستشفى‭ ‬57357‭ ‬الذى‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬قلعة‭ ‬يصعب‭ ‬اختراقها‭ ‬أو‭ ‬الكشف‭ ‬عما‭ ‬بداخلها‭.‬


حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خرج‭ ‬المبنى‭ ‬الجنوبى‭ ‬بطوابقه‭ ‬الـ13‭ ‬والذى‭ ‬أنشئ‭ ‬فى‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬لعيوب‭ ‬فنية،‭ ‬كان‭ ‬المستشفى‭ ‬يرفض‭ ‬دخول‭ ‬الأطفال‭ ‬والمعهد‭ ‬القومى‭ ‬يلتقطهم‭ ‬ويعالجهم‭.‬


نعم‭ ‬مستوى‭ ‬النظافة‭ ‬والأبهة‭ ‬فى‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬ليس‭ ‬مثل‭ ‬المستشفى،‭ ‬ونعم‭ ‬ليس‭ ‬الطبيبات‭ ‬والأطباء‭ ‬فى‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالميك‭ ‬آب‭ ‬وأحدث‭ ‬أنواع‭ ‬البرفانات‭ ‬وتشغيل‭ ‬الموسيقى‭ ‬الهادئة،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مرضى‭ ‬يعالجون‭ ‬وفقًا‭ ‬لبروتوكولات‭ ‬العلاج‭ ‬العالمى،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬قطع‭ ‬جرعات‭ ‬الكيماوى‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬57‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭ -‬لدىَّ‭ ‬أسماؤهم‭- ‬مما‭ ‬أحدث‭ ‬لهم‭ ‬انتكاسة‭.‬


أتحدث‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬لمن‭ ‬يولولون‭ ‬ويلطمون‭ ‬الخدود‭ ‬ويشقون‭ ‬الجيوب‭ ‬مدعين‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬57357‭ ‬يتعرض‭ ‬لمؤامرة‭.‬

عزل شريف أبو النجا
إن‭ ‬إنقاذ‭ ‬57357‭ ‬يكون‭ ‬بعزل‭ ‬الإدارة‭ ‬الجاثمة‭ ‬فوق‭ ‬صدره‭ ‬والتحقيق‭ ‬معها‭ ‬فيما‭ ‬ترتكبه‭ ‬من‭ ‬مخالفات‭ ‬كنت‭ ‬نشرتها‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬وقائع‭ ‬موثقة‭ ‬لم‭ ‬تنفها‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬التى‭ ‬تنفق‭ ‬ببذخ‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬علاج‭ ‬الأطفال‭ ‬وتترك‭ ‬الأسرة‭ ‬خالية،‭ ‬باعتراف‭ ‬الدكتور‭ ‬شريف‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬مدير‭ ‬المستشفى‭ ‬وصاحبه،‭ ‬والذى‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬أغلب‭ ‬الظن‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬واضع‭ ‬أسئلته،‭ ‬لكن‭ ‬أخذته‭ ‬الجلالة‭ ‬وخانه‭ ‬ذكاؤه‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬كعادته‭ ‬الإمساك‭ ‬بلجام‭ ‬لسانه،‭ ‬فخرج‭ ‬عن‭ ‬النص‭ ‬ليعلن‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬رسالته‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬57‭ ‬والتى‭ ‬يتحصل‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬شهريا‭ ‬من‭ ‬جنيهات‭ ‬التبرعات‭ ‬لكان‭ ‬فى‭ ‬عيادته‭ ‬ينتزع‭ ‬من‭ ‬جيوب‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬البؤساء‭ ‬فقرائهم‭ ‬قبل‭ ‬أثريائهم‭ ‬2000‭ ‬جنيه‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬كشف‭! ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوازى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للراتب‭ ‬الشهرى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬


انفلات‭ ‬لسان‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬نواياه‭ ‬ومبدأه‭ ‬وعقيدته،‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فى‭ ‬خصومة‭ ‬مع‭ ‬الإنسانية‭ ‬لقال‭: ‬كنت‭ ‬أهب‭ ‬حياتى‭ ‬لخدمة‭ ‬طفولة‭ ‬بائسة‭ ‬سقطت‭ ‬فى‭ ‬شباك‭ ‬السرطان،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬خيوط‭ ‬السرطان‭ ‬أكثر‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭.‬


ونسى‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإدارة‭ ‬بالإكراه،‭ ‬وانفلات‭ ‬لسانه‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬مكنون‭ ‬صدره،‭ ‬وتمادى‭ ‬الرجل‭ ‬فى‭ ‬خروجه‭ ‬عن‭ ‬النص‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬تنبيهات‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬المخطط‭ ‬له‭ ‬مسبقا‭ ‬أن‭ ‬يوقف‭ ‬انزلاقه‭ ‬فتدحرج‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬شدقه‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬الحجارة‭ ‬الطائشة،‭ ‬ليعلن‭ ‬فى‭ ‬فشخرة‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاته‭ ‬التاريخية‭ ‬وعبر‭ ‬عملية‭ ‬حزق‭ ‬استهدف‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬كلماته‭ ‬مؤثرات‭ ‬صوتية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬بشرى،‭ ‬ومفاجآت‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬تاريخها‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره،‭ ‬وهى‭ ‬أنه‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬عامل‭ ‬أسانسير‭ ‬وعامل‭ ‬نظافة‭ ‬لا‭ ‬يتقاضى‭ ‬بقشيش،‭ ‬نعم،‭ ‬وعن‭ ‬اشتراك‭ ‬المترو‭ ‬وتذكرة‭ ‬القطار‭ ‬للمريض‭ ‬وأسرته‭.‬


ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬تأخير‭ ‬جرعات‭ ‬الكيماوى‭ ‬عنهم،‭ ‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أسَّرة‭ ‬تظل‭ ‬فارغة‭ ‬دون‭ ‬شغلها‭ ‬بأطفال‭ ‬لم‭ ‬يتطرق‭ ‬لهم،‭ ‬ولم‭ ‬يسأله‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬محاوريه‭ ‬ما‭ ‬موقف‭ ‬أجهزة‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬تبقى‭ ‬دون‭ ‬استخدامها‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬وتبقى‭ ‬رهن‭ ‬استخدام‭ ‬بضعة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬تستقبلهم‭ ‬المستشفى‭ ‬سنويا،‭ ‬بينما‭ ‬الآلاف‭ ‬خارج‭ ‬أسوارها‭.‬


كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المنتفعين‭ ‬والعائمين‭ ‬فى‭ ‬فتة‭ ‬مليارات‭ ‬التبرعات‭ ‬يغترفون‭ ‬منها‭ ‬دون‭ ‬رقيب‭ ‬أو‭ ‬حسيب‭ ‬يروجون‭ ‬للأسف‭ ‬أن‭ ‬شريف‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬صاحب‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬57،‭ ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭.‬


هل‭ ‬من‭ ‬المنطق‭ ‬أن‭ ‬أتباهى‭ ‬بالنظافة‭ ‬والنظام‭ ‬وروائح‭ ‬العطور‭ ‬الزكية‭ ‬وأتغنى‭ ‬بإنجازى‭ ‬مع‭ ‬حفنة‭ ‬أطفال‭ ‬قد‭ ‬يستوعبهم‭ ‬مستوصف،‭ ‬بينما‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لمستشفى‭ ‬بناه‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬تبرعاتهم‭ ‬ثم‭ ‬تتركه‭ ‬باعترافك‭ ‬‮«‬شبه‭ ‬فارغ‮»‬‭ ‬وكل‭ ‬دورك‭ ‬هو‭ ‬تقليص‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال‭ ‬المقبولين‭ ‬طبقًا‭ ‬لتنسيقك‭ ‬الذى‭ ‬تضعه‭ ‬وفقًا‭ ‬للهوى‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬تخضع‭ ‬لرقابة‭ ‬الله‭ ‬وليس‭ ‬رقابة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭!‬

بلاغات للنائب العام
لقد‭ ‬قلت‭: ‬إنك‭ ‬تقدمت‭ ‬ببلاغات‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬ولم‭ ‬نتقدم‭ ‬نحن‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬،‭ ‬وأؤكد‭ ‬لك‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬لديك‭ ‬نفى‭ ‬لأى‭ ‬واقعة‭ ‬من‭ ‬الوقائع‭ ‬التى‭ ‬نشرناها‭ ‬لكنت‭ ‬تقدمت‭ ‬بردك‭ ‬الذى‭ ‬تلزمنا‭ ‬حقوقك‭ ‬بنشرها،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديك‭ ‬نفى‭ ‬لأى‭ ‬واقعة‭.‬


وأسأل‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬بعض‭ ‬التساؤلات‭ ‬عن‭ ‬مخالفات‭ ‬إدارته،‭ ‬وبالطبع‭ ‬ليس‭ ‬كلها،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يجيبنا‭ ‬عنها‭:‬
‭- ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬الأجهزة‭ ‬المليارية‭ ‬التى‭ ‬يمتلكها‭ ‬57357‭ ‬وتعمل‭ ‬بطاقة‭ ‬تقل‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬طاقتها‭ ‬الاستيعابية‭ ‬فى‭ ‬الفحص‭ ‬والتشخيص‭ ‬لتراجع‭ ‬أعداد‭ ‬مستخدميها،‭ ‬بينما‭ ‬الأطفال‭ ‬مطرودون‭ ‬وممنوعون‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬أو‭ ‬الاستفادة‭ ‬بها؟


‭- ‬ألا‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬إهدارا‭ ‬للمال‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات؟‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬التكاليف‭ ‬الثابتة‭ ‬من‭ ‬أطقم‭ ‬طبية‭ ‬وفنية‭ ‬وتمريض‭ ‬وعمالة‭ ‬وصيانة‭ ‬وغيرها‭ ‬لتلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬تنفق‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬عولج‭ ‬طفل‭ ‬أو‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال؟


‭- ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬البيزنس‭ ‬الذى‭ ‬تتفوق‭ ‬فيه‭ ‬أنت‭ ‬ومن‭ ‬حولك؟‭ ‬ألم‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬ألف‭ ‬باء‭ ‬اقتصاد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬التكاليف‭ ‬الثابتة‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستخدمين‭ ‬لتقليل‭ ‬نفقات‭ ‬علاج‭ ‬الطفل؟‭ ‬أنت‭ ‬أشبه‭ ‬بمن‭ ‬يستأجر‭ ‬حافلة‭ ‬عملاقة‭ ‬لنقل‭ ‬طفل‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلا‭ ‬لمقعد‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬مقعدًا‭.‬


‭- ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬الإدارة‭ ‬الرشيدة‭ ‬وطبقًا‭ ‬للقوائم‭ ‬المالية‭ ‬أن‭ ‬تكشف‭ ‬ميزانية‭ ‬2017‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬و856‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬مُرحَّلة‭ ‬من‭ ‬سنوات‭ ‬سابقة‭ ‬تدر‭ ‬فى‭ ‬أسوأ‭ ‬الأحوال‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬ثم‭ ‬نكتشف‭ ‬تبخرها‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬التالية؟


‭- ‬أين‭ ‬هذه‭ ‬المليارات‭ ‬وفى‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬أنفقت؟
هذا‭ ‬بخلاف‭ ‬التبرعات‭ ‬المليارية،‭ ‬وحسبما‭ ‬هو‭ ‬مسجل‭ ‬بالقوائم‭ ‬المالية‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬دخل‭ ‬57357‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬مليارًا‭ ‬و369‭ ‬مليون‭ ‬جنيه،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬نفقات‭ ‬تشغيل‭ ‬المستشفى‭ ‬منها‭ ‬265‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬بينما‭ ‬الإعلانات‭ ‬106‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه‭ ‬والأجور‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬33‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭.‬


لقد‭ ‬نسيت‭ ‬أن‭ ‬حملتى‭ ‬الصحفية‭ ‬فى‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬هى‭ ‬لكشف‭ ‬مخالفات‭ ‬إدارة‭ ‬57357،‭ ‬ونسيت‭ ‬تهديدك‭ ‬الخفى‭ ‬بأنكم‭ ‬قادرون‭ ‬ونافذون‭ ‬وتستطيعون‭ ‬أن‭ ‬تجعلوا‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬مواجهتنا‭ ‬نحن‭ ‬كاشفى‭ ‬المخالفات؟


‭- ‬ألم‭ ‬تعترف‭ ‬للكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬عصام‭ ‬كامل‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬بصحة‭ ‬كل‭ ‬الوقائع‭ ‬المنشورة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬فيتو‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬حقكم‭ ‬فى‭ ‬الرد‭ ‬مكفول‭ ‬طبقًا‭ ‬للمواثيق‭ ‬المهنية‮»‬،‭ ‬لتقول‭ ‬له‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭:‬‮«‬للأسف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬عندكم‭ ‬صحيح»؟‭!‬


‭- ‬ألم‭ ‬ترفض‭ ‬دعوة‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬التى‭ ‬تجاهلت‭ ‬كل‭ ‬مطالباتها‭ ‬بتوضيح‭ ‬موقفك‭ ‬واكتفيت‭ ‬بضخ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬85‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬لبرامج‭ ‬فضائية‭ ‬وإذاعية‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬مخالفاتك‭.‬


لم‭ ‬تتضمن‭ ‬الحملة‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬تخرج‭ ‬بنا‭ ‬عن‭ ‬شرف‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬التى‭ ‬أعتز‭ ‬بانتمائى‭ ‬لها،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬سيادتك‭ ‬اعتبرتها‭ ‬حملة‭ ‬ظالمة‭.. ‬فماذا‭ ‬تسمى‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬مبنى‭ ‬أنشئ‭ ‬عبر‭ ‬التبرعات‭ ‬وتم‭ ‬تجهيزه‭ ‬بأجهزة‭ ‬بمئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬وبأطقم‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والتمريض‭ ‬والعناصر‭ ‬الفنية‭ ‬والنظافة‭ ‬والصيانة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ولا‭ ‬توظفه‭ ‬التوظيف‭ ‬الأمثل‭ ‬فى‭ ‬علاج‭ ‬الأطفال‭ ‬وتكتفى‭ ‬بعلاج‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التى‭ ‬اعترفت‭ ‬لى‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬واسطة،‭ ‬ولكنك‭ ‬استدركت‭ ‬الأمر،‭ ‬فأضفت‭ ‬أنها‭ ‬فى‭ ‬حدود‭ ‬5‭% ‬فقط؟‭!‬


‭- ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لمستشفى‭ ‬سرطان‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬وكم‭ ‬بالضبط‭ ‬الطاقة‭ ‬الفعلية؟


‭- ‬ألم‭ ‬تدفع‭ ‬رجالك‭ ‬فى‭ ‬المستشفى‭ ‬لإخراج‭ ‬أهالى‭ ‬الأطفال‭ ‬المتوفين‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الخلفى‭ ‬بأطفالهم‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬الوفيات‭ ‬داخل‭ ‬المستشفى‭ ‬وعلى‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحتسب‭ ‬حالات‭ ‬وفيات‭ ‬من‭ ‬المعالجين‭ ‬بـ57357؟‭!‬


‭- ‬ألم‭ ‬تقم‭ ‬بالدخول،‭ ‬عبر‭ ‬تواطؤ‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬كمؤسس‭ ‬لمستشفى‭ ‬57357‭ ‬عبر‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬يرأسه‭ ‬زوج‭ ‬شقيقتك‭ ‬السيد‭ ‬محمود‭ ‬التهامى،‭ ‬بحضور‭ ‬بعض‭ ‬أتباعك‭ ‬ومنفذى‭ ‬تعليماتك‭ ‬والعائمين‭ ‬فوق‭ ‬فتة‭ ‬التبرعات‭ ‬بعد‭ ‬خطبة‭ ‬مسجلة‭ ‬بالأوراق‭ ‬الرسمية‭ ‬تنسب‭ ‬لك‭ ‬وحدك‭ ‬حتى‭ ‬نسوا‭ ‬أن‭ ‬ينسبوا‭ ‬الفضل‭ ‬لله‭ ‬أولًا‭ ‬واعتبروا‭ ‬المستشفى‭ ‬الابن‭ ‬الشرعى‭ ‬لشريف‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الفكرة‭ ‬والنطفة‭ ‬والتكوين‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬شابًا‭ ‬يافعًا؟


‭- ‬هل‭ ‬نسيت‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬صوتًا‭ ‬وصورة‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬57‭ ‬فكرة‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬لإنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬للأطفال‭ ‬عبر‭ ‬مؤسستين؛‭ ‬الأولى‭: ‬الجمعية‭ ‬المصرية‭ ‬للتنمية‭ ‬والثقافة‭ ‬والتى‭ ‬جاءت‭ ‬بالأرض‭ ‬ومساحتها‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬والثانية‭: ‬جمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬والتى‭ ‬تمثل‭ ‬الجانب‭ ‬الفنى،‭ ‬والتى‭ ‬انقلبت‭ ‬عليها‭ ‬لتخلع‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬منها،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬المستشفى‭ ‬إلى‭ ‬المعهد‭ ‬طبقًا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬عقد‭ ‬المشاركة‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬بين‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬حمزة‭ ‬عميد‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬بصفته‭ ‬يمثل‭ ‬جمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬وبين‭ ‬الدكتور‭ ‬فتحى‭ ‬سرور‭ ‬بصفته‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المصرية‭ ‬للتنمية‭ ‬والثقافة‭ ‬والتى‭ ‬قمت‭ ‬بتهميشها‭ ‬وانتزاع‭ ‬حقها‭ ‬فى‭ ‬تعيين‭ ‬نصف‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلسى‭ ‬الإدارة‭ ‬والأمناء‭ ‬وبحيلة‭ ‬تخالف‭ ‬الشرع‭ ‬والقانون‭ ‬والعرف‭ ‬أيضًا؟‭!‬


‭- ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬تدبيرك‭ ‬خلع‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬سيناريو‭ ‬نجحت‭ ‬بالفعل‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬وليتم‭ ‬تشغيله‭ ‬لعدد‭ ‬محدود‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬المرضى‭ ‬لزوم‭ ‬استدرار‭ ‬عطف‭ ‬الناس‭ ‬والاستحواذ‭ ‬على‭ ‬كيكة‭ ‬التبرعات‭ ‬مقابل‭ ‬تشغيل‭ ‬المستشفى‭ ‬بجزء‭ ‬يسير‭ ‬من‭ ‬طاقته‭.‬


لقد‭ ‬أصبح‭ ‬سور‭ ‬مستشفى‭ ‬57‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬أنين‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬ينهش‭ ‬غول‭ ‬السرطان‭ ‬أبدانهم‭ ‬النحيلة‭ ‬ووسط‭ ‬صراخ‭ ‬وعويل‭ ‬الأمهات‭ ‬والآباء،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الدخول‭ ‬للعلاج،‭ ‬وأن‭ ‬أردت‭ ‬سوف‭ ‬أرسل‭ ‬لك‭ ‬عشرات‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬التقاطها‭ ‬لهم‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تلتقطهم‭ ‬أيادى‭ ‬الخير‭ ‬ليتوجهوا‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬كيكة‭ ‬التبرعات‭ ‬التى‭ ‬تتضمن‭ ‬الصدقات‭ ‬والزكاة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يساوى‭ ‬كسرة‭ ‬خبز‭ ‬جافة‭.‬


‭- ‬هل‭ ‬نسيت‭ ‬أنك‭ ‬تدفع‭ ‬115‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات‭ ‬لتكاليف‭ ‬الدعاية‭ ‬وترويض‭ ‬بعض‭ ‬الصحف‭ ‬والفضائيات‭ ‬والإذاعات‭ ‬وملايين‭ ‬أخرى‭ ‬للدعاية‭ ‬وإنتاج‭ ‬المسلسلات‭ ‬والتعاقد‭ ‬مع‭ ‬الفنادق‭ ‬الفخمة‭ ‬على‭ ‬أفخر‭ ‬الأطعمة‭ ‬والمشروبات؟


‭- ‬ألم‭ ‬تطالب‭ ‬وعبر‭ ‬مذكرة‭ ‬داخلية‭ ‬فى‭ ‬‮١‬‭ ‬ديسمبر‭ ‬‮٢٠٢٠‬‭ ‬بزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬التبرعات‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬‮٢٠‬‭% ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬الإيرادات‭ ‬للاستحواذ‭ ‬على‭ ‬التبرعات‭.. ‬ولم‭ ‬تتطرق‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬حصة‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬استيعاب‭ ‬أطفال‭ ‬السرطان؟


‭- ‬ألم‭ ‬تضع‭ ‬خطة‭ ‬التوسعات‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬مخططًا‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬2015‭ ‬واكتفيت‭ ‬بوضع‭ ‬أساسات‭ ‬لها‭ ‬وتركتها‭ ‬للاستعراض‭ ‬لجلب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التبرعات‭ ‬باسم‭ ‬الأطفال،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬فائضًا‭ ‬بخلاف‭ ‬تبرعات‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬المليار‭ ‬سنويا؟


‭- ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬عائد‭ ‬المليارات‭ ‬الأربعة‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬كفيلًا‭ ‬بإنجاز‭ ‬المشروع‭ ‬كاملًا،‭ ‬لكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬به‭ ‬أى‭ ‬توسعات‭ ‬لاستقبال‭ ‬مريض‭ ‬واحد‭ ‬زيادة‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬فيه‭ ‬سرير‭ ‬واحد؟


إن‭ ‬ما‭ ‬قلته‭ ‬يؤكد‭ ‬أنك‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬57357‭ ‬واعتبرت‭ ‬نفسك‭ ‬فى‭ ‬منعة‭ ‬من‭ ‬الانتقاد‭ ‬أو‭ ‬الرقابة‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬تتفوه‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬بأنك‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وأنك‭ ‬خارج‭ ‬منظومة‭ ‬الدولة،‭ ‬بينما‭ ‬أى‭ ‬مسئول‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬طالما‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الأهلى‭ ‬أو‭ ‬الخيرى‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يراقب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وأجهزتها،‭ ‬وإلا‭ ‬أصبحت‭ ‬مؤسسة‭ ‬57357‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الدولة،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬كنت‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬لإعادة‭ ‬تسميتها‭ ‬جمهورية‭ ‬أبو‭ ‬النجا؟‭!‬


لقد‭ ‬زعمت‭ ‬أن‭ ‬حملتى‭ ‬كانت‭ ‬سببًا‭ ‬فى‭ ‬الإحجام‭ ‬عن‭ ‬التبرعات،‭ ‬وأقول‭ ‬إن‭ ‬تراجع‭ ‬التبرعات‭ ‬سببه‭ ‬افتقادك‭ ‬لعنصر‭ ‬الشفافية‭ ‬وإنفاقك‭ ‬البذخ‭ ‬والتغنى‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عامل‭ ‬الأسانسير‭ ‬إلى‭ ‬الجناينى‭ ‬وعامل‭ ‬النظافة‭ ‬وصولًا‭ ‬للممرض‭ ‬والطبيب‭ ‬وحشود‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬يتقاضون‭ ‬مبالغ‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬المنطق،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬طردهم‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬وليس‭ ‬فى‭ ‬مستشفى‭ ‬57‭ ‬وحده‭.‬


وهذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭.. ‬وسوف‭ ‬نكمل‭ ‬حتى‭ ‬تتحرر‭ ‬مؤسسة‭ ‬57357‭ ‬من‭ ‬قبضتك‭ ‬لتعود‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للأورام‭ ‬لتصبح‭ ‬داخل‭ ‬حدود‭ ‬الدولة‭ ‬وتحت‭ ‬رقابة‭ ‬مؤسساتها،‭ ‬تعود‭ ‬ملكًا‭ ‬للشعب‭ ‬الذى‭ ‬أنشأها‭ ‬بقروشه‭ ‬وجنيهاته‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬فى‭ ‬جيوب‭ ‬أفراد‭.‬


لدى‭ ‬آلاف‭ ‬المستندات‭ ‬والوثائق‭ ‬التى‭ ‬تكشف‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬الوحيد‭ ‬على‭ ‬57357‭ ‬هو‭ ‬الدكتور‭ ‬شريف‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬وإدارته‭ ‬التى‭ ‬نجحت‭ ‬بامتياز‭ ‬فى‭ ‬تبديد‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الجنيهات‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬عبر‭ ‬تبرعات‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬ومن‭ ‬خارجها‭.‬


كلمة‭ ‬ليست‭ ‬أخيرة‭:‬
المستشار‭ ‬عدلى‭ ‬حسين،‭ ‬صاحب‭ ‬التاريخ‭ ‬الوطنى‭ ‬والذى‭ ‬تشبع‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬وتجاوز‭ ‬السبعين‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬حضر‭ ‬الخميس‭ ‬الماضى‭ ‬29‭ ‬ديسمبر‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬57357‭ ‬ليكتشف‭ ‬إجابات‭ ‬ممسوخة‭ ‬عن‭ ‬تساؤلاته،‭ ‬فيقدم‭ ‬مطالبه‭ ‬وهى‭ ‬تغيير‭ ‬مجلسى‭ ‬الإدارة‭ ‬والأمناء‭ ‬وإعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬مستشفى‭ ‬57357‭ ‬فرع‭ ‬طنطا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جميعها‭ ‬قوبلت‭ ‬بالرفض‭ ‬ليعلن‭ ‬عن‭ ‬تجميد‭ ‬عضويته‭ ‬فى‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬ضمير‭ ‬القاضى‭ ‬وعقل‭ ‬الإدارى‭ ‬المتمرس‭ ‬وقلب‭ ‬الإنسان‭ ‬الذى‭ ‬يرضى‭ ‬ربه‭ ‬وضميره‭ ‬وينتصر‭ ‬لتاريخه‭ ‬المشرف‭.‬
وللحديث‭ ‬بقية‭..‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية