رئيس التحرير
عصام كامل

المصري للتأمين يرصد تأثير تغير المناخ على التأمين البحري

التامين البحرى،فيتو
التامين البحرى،فيتو

رصد الاتحاد المصرى للتأمين أحدث المستجدات التي تطرأ على المشهد التأمينى على الصعيدين المحلى والعالمى، حيث إن قضايا المناخ هي من أهم القضايا التي تتصدر المشهد العالمى في الوقت الحالي.

 

ويعتبر تغير المناخ أحد أهم المخاطر التي تواجه صناعة التأمين البحري اليوم. فمع ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم كما ذكرنا سابقًا، أصبح تزايد حدوث الظواهر المناخية المتطرفة مصدر قلق عالمي، مما يفرض تحديات على شركات الخدمات اللوجستية والنقل. 

 

وأشار الاتحاد المصرى للتأمين فى نشرته الأسبوعية إلى أن الأخطار المتزايدة المرتبطة بتغير المناخ والتي أدت إلى زيادة الحاجة لشركات التأمين لإعادة تقييم الأخطار المرتبطة بالنقل البحري والاستثمار في التكنولوجيا لاكتشاف الأخطار وتطوير مهارات الاكتتاب ومعرفة كيفية التخفيف من حدة تلك الأخطار. وفي نهاية المطاف، سيتعين على شركات النقل نفسها تطوير تقنية جديدة للملاحة البحرية وإيجاد طرق لتجهيز سفنها للتعامل بشكل أفضل مع تواتر وشدة العواصف المتزايدة.

 

وتؤدي هذه التغييرات في النهاية إلى إحداث تأثير دائم أيضا على التنوع البيولوجي البحري وحياة المجتمعات الساحلية وسبل عيشها حيث يعيش حوالى 680 مليون شخص في المناطق الساحلية وحوالي 60 مليون شخص يعملون في مصايد الأسماك وقطاع تربية الأحياء المائية في جميع أنحاء العالم.

 

تأثر اكتتاب التأمين البحري بتغير المناخ

يعتمد الاكتتاب الدقيق في التأمين على الأرقام والإحصاءات. فعندما لا توجد إحصاءات موثوقة، لا يمكن تحديد أسعار مناسبة مع الأخطار. إن تغير المناخ محفوف بعدم اليقين، فلا أحد يعرف بالضبط ما الخطر ومتى سيحدث وأين ومدى شدته. هذا يعني أن تحديد أقساط تأمين بحري دقيقة وعادلة في المستقبل سيشكل تحديًا أكثر من أي وقت مضى.

 

غالبًا ما تتعرض جنوب إفريقيا، ولا سيما كيب تاون كما ذكرنا سابقًا، لرياح شديدة تؤخر النقل مما أدى إلى خسائر كبيرة ومكلفة في مطالبات التأمين البحري-بضائع. وإذا تسببت حاوية مفقودة في تلف أثناء الطفو، فهذا يعني مطالبة أخرى، وبالإضافة إلى الزيادات المحتملة في مطالبات المسؤولية تجاه الركاب وتجاه الغير.

قد شهد عام 2019 توقف النقل التجاري على نهر المسيسيبي لمدة عام بسبب ارتفاع منسوب المياه والفيضانات والضباب وازدحام الجليد.

 

وهنا تحاول شركات التأمين جاهدة لإعادة حساب المخاطر الحالية وحساب المخاطر الجديدة التي يواجهها مشهد التأمين البحري.وقد بذلت شركات التأمين قصارى جهدها بالإحصائيات المتاحة. 

 

الآن بعد أن أصبح تغير المناخ شيئا لا يمكن تجاهل عاقبته وأنه أحد أهم المخاطر التي تواجه صناعة التأمين البحري، فيجب أن تتحرك صناعتنا بسرعة وبدقة للتدخل في المنتجات ذات الصلة وبأسعار معقولة.

 

نموذج الاستجابة لتغير المناخ في اكتتاب التأمين البحري بضائع

وفقًا لإحدى الندوات التي قدمها IUMI ، والتي قدمت رسمًا بيانيًا يوضح كيفية الاستجابة لتغير المناخ وذلك في الاكتتاب علي التأمين البحري بضائع:

 

تأثير تغير المناخ علي مطالبات التأمين البحري- حالة عملية نهر المسيسيبي

نظرًا لأن الطقس أصبح غير قابل للتنبؤ به مع تغير المناخ، فمن المرجح أن يكون لمثل هذه الأحداث تأثير أكبر على مطالبات التأمين التجاري والبحري. 

 

ان مستويات المياه على نهر المسيسيبي في عام 2019 الحقت الاضرار بالسفن والبنية التحتية على جانب الشاطئ، فضلًا عن التسبب في حدوث خلل كبير في سلاسل الإمداد.ان نهر المسيسيبي وروافده يشكلون أحد أهم الممرات المائية التجارية في أمريكا الشمالية، وهو نظام نهري مهم لنقل السلع الزراعية والمصنعة عبر البلاد (على سبيل المثال، 60٪ من جميع صادرات الذرة والجزر الأمريكية الموجهة للتصدير). ومع ذلك، شهد عام 2019 اضطرابًا استمر لمدة عام في نهر المسيسيبي بسبب ارتفاع منسوب المياه والفيضانات والضباب وازدحام الجليد.

 

تسبب هطول الأمطار في الغرب الأوسط في تدفق كميات غير مسبوقة من المياه إلى نظام النهر في بداية عام 2019 - كان الحجم أكبر بنسبة 64٪ من متوسط العشر سنوات الأخيرة وقد سجل نهر المسيسيبي أطول مرحلة فيضان في تاريخه، متجاوزًا بسهولة سجل فيضان عام 1927 البالغ 152 يومًا. وقد أدى ارتفاع منسوب المياه والفيضانات إلى جعل أجزاء كبيرة من النهر غير قابلة للملاحة، مما أجبر العديد من الشاحنين على نقل الحبوب إلى الموانئ بالسكك الحديدية أو بالشاحنات أو قبول أسعار أقل في السوق المحلية، مما أدى إلى فقدان فرص التصدير.

 

وتنشأ معظم المخاطر الطبيعية بما في ذلك العواصف والأعاصير والتيفون والتسونامي من البحر مما يترتب عليه ارتفاع احتمالية تعرض قطاع النقل لهذه المخاطر بصورة تفوق غيره من الصناعات. ويترتب على زيادة الخسائر في قطاع النقل بسبب الأخطار الطبيعية زيادة أقساط التأمين في هذه الصناعة. وتحتاج صناعة النقل البحري إلى توفير الأموال من مختلف القطاعات الفرعية لدفع المزيد من أقساط التأمين للتعويض عن الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية، مما يؤدي إلى انخفاض أنشطة النقل. 

 

وبالتالي، فإن "تغير المناخ - الأخطار الطبيعية - أقساط التأمين - أنشطة النقل - انبعاثات غازات الاحتباس الحراري" يشكلون حلقة توازن أخرى.

الجريدة الرسمية