رئيس التحرير
عصام كامل

تحدثوا مع الناس ببساطة!

الناس تحتاج دوما أن يخاطبها المسئولون عن إدارة الاقتصاد بشكل مستمر لا يتوقف، ويزداد هذا الاحتياج أكثر في أوقات المشاكل والتحديات الاقتصادية التي تستدعي اتخاذ قرارات مهمة ومؤثرة عليهم وتطال حياتهم، وكانت هذه التحديات والمشاكل أيضا مقترنة بعمل ممنهج يستهدف إثارة الشكوك في الاقتصاد وقدراته على تجاوز الأزمات وتخطي التحديات.

ولذلك فان الحفاظ على تواصل دائم ومستمر بين من يديرون الاقتصاد وعموم الناس أمر ضرورى ومهم لهم وللناس معا، ولا نبالغ إذا قلنا بأن يكون هذا التواصل يوميا.. فإن مواجهة مشكلة اقتصادية هى أشبه بخوض معركة تحتاج لبيانات متتالية تقدم للناس ممن يديرون هذه المعركة ليكونوا على معرفة وعلم  بتطوراتها. 

صراحة وشفافية


لكن حتى يكون هذا التواصل مثمرا ومفيدا للناس ومن يديرون الاقتصاد فانه يجب أن يتم باللغة التى يفهمها ويدركها ويعيها  الناس.. وهذا يفرض على المسئولين عن إدارة الاقتصاد بعض الالتزامات المهمة مثل الإلتزام بالصراحة والشفافية التامة، ومثل أن يكون كلامهم محدد وليس كلاما مرسلا خاصة فيما يتعلق بأمر موعد تجاوز التحديات، وأيضًا مثل أن يتحلى حديثهم مع الناس بالبساطة وهذا يعنى أن يتخلّوا عن الكلام الأكاديمي والفنى والمهنى المتخصص ويستخدمون معانى المصطلحات الاقتصادية التى يعرفها بل يعيشها الناس.

  
الناس في مصر مثلا يعيشون التضخم وارتفاع الأسعار ولا يسمعون  فقط عنه، ولا يستخدمون في أحاديثهم الخاصة مصطلحات مثل مرونة أسعار صرف الجنيه وإنما يتحدثون عن قيمة الجنيه تجاه العملات الاخرى وانخفاضها، ولا يهمهم من هذا الآمر سوى تأثيره على معدل التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات، أى تأثيره على جيوبهم ودخولهم وبالتالى قدراتهم على توفير احتياجاتهم من السلع والخدمات الضرورية.. وهم سوف ينصتون لمن يحدثهم بوضوح وبساطة  حول ما يؤرقهم لانهم ينتظرون من يطمئنهم.   
 

 

باختصار.. إذا كان التواصل مهم بين من يديرون الاقتصاد والنَّاس خاصة في ظل وجود تحديات ومشاكل طارئة على الاقتصاد، فإن الأهم هو أن يكون تواصلا مثمرا ومفيدا للطرفين.. وهذا الأمر في أيدى من يديرون الاقتصاد أساسا  ويلزمهم بالصراحة والبساطة.. فذلك سبيل طمأنة الناس وإقناعهم، وأيضًا راحة بال من يديرون الاقتصاد.  

الجريدة الرسمية