رئيس التحرير
عصام كامل

جوجل وتويتر وفيس مصري

كتبت الأسبوع الماضى عن بعض ما يحدث في العوالم الخفية وراء شبكات التواصل الاجتماعى ومحركات البحث وما تمثله من خطر في بعض جوانبه طبعا، ووضعنا تحت مقصلة الغرب بدوله وأجهزة مخابراته والوقوع في فخ سياسة الكيل بمكيالين في توجيه هذه الوسائل لخدمة مصالحهم وضد مصالحنا في كثير من الأحيان، فالهجوم على الكونجرس الأمريكى يستدعى حذف حساب الرئيس الامريكى السابق ترامب، لكن الهجوم على مؤسسات الدول خارج أمريكا من صور حقوق الانسان وحرية التعبير ومن يعترض من الحكومات يتم فرض العقوبات عليه مع إغراقه في سيول من بيانات التنديد!

 
قلت إن ما حدث في تويتر وفيسبوك وواتس وسناب وجوجل.. إلخ من شركات التواصل الاجتماعى ومحركات البحث وأنشطتها المتعددة المعلنة والسرية قد تصل في حدتها إلى مرحلة الكارثة بعد أن أصبحنا نخوض بسببها حروب الجيل الرابع والخامس.. حروب تدمير الدول من الداخل بعيدا عن الحروب التقليدية، وهذه الوسائل هي في مقدمة أسلحة هذه الحروب الجهنميه الشيطانية!

كيل بمكيالين


نعم لا يمكن أن ننعزل عن الغرب، لكن من المهم أن نكثف ونقوى أدواتنا في هذه الحروب بزيادة الوعى، فعلينا أن ندرك ما تلعبه هذه الوسائل الغربية في التخريب وإثارة الحروب والقلاقل في دولنا.. فلم نسمع مثلا عن تنقية هذه الشبكات من الحسابات المزيفة أو التي تدعو إلى العنف والإرهاب والتطرف في بلادنا أو حظر حسابات بعض الشخصيات التي تدعو إلى العنف مثلما حدث مع الرئيس الأمريكى السابق ترامب.. يعنى أمنهم القومى مصان وخط أحمر وأمننا الوطنى والداخلى خط أخضر تحت دعاوى حرية الرأي والتعبير.

 
هم يدعون إلى الاقتصاد الحر والراسمالية وإلغاء القطاع العام وحرية تدفق رؤوس الأموال الأجنبية في شراء الأصول الوطنية للدول هنا وهناك وفى نفس الوقت ينزعج الرأي العام الأمريكى لوجود بعض رؤوس الأموال الأجنبية في شراء تويتر ويصل الأمر إلى قيام صحفى أميركي بتوجيه سؤال للرئيس الأمريكي بايدن عن خطورة ذلك على الأمن القومى الأمريكي، ويعده بايدن بدراسة الأمر!


منتهى التناقض والكيل بمكيالين هم يدعون إلى تدخل الاستثمارات الاجنبية في شراء الشركات الوطنية هنا وهناك، لكن في أمريكا يسألون عن الأمن القومى الأمريكى ويخافون عليه من استحواذ البعض على حصص في تويتر؟!
أما الكارثة فتتركز من وجهة نظرى حول المعلومات السرية لمليارات البشر من سكان الأرض الوجودة تحت يد هذه الشركات والتي تسلمها أو تبيعها إلى أجهزة المخابرات المختلفة وتستخدم في الأغراض المختلفة المشبوه منها والمسئ، والتى وصلت إلى عرض بيانات المشتركين في هذه الشركات لأجهزة مخابرات عالمية أو حتى لشركات تجارية وتعددت الشكاوى والاتهام لجوجل وفيس بوك بجمع ومشاركة البيانات الشخصية لمستخدميها، وقد تنبه الصينيون وغيرهم إلى المخطط الغربى فأنشأوا محركات بحث خاصة بهم.

 

هل سنظل في موقع المتفرج؟


أعود بالذاكرة لما كتبته في نفس المكان منذ شهور ودعوت إلى إنشاء محركات بحث وشبكات تواصل مصرية، صحيح توجد محركات للبحث ووسائل التواصل في العديد من البلاد مثل الصين وبعض محركات البحث العربية التي مازالت في طور النمو مثل Bing وBaidu الصينى ومحيطى وفهارس..الخ لكن دعوتى اليوم هي الدعوة إلى عمل محرك بحث مصري أو عربي بمواصفات متميزة ويحقق لنا الكثير من الفوائد، فلماذا لا نحمى أنفسنا ونستفيد، فنحن أكثر من 70 مليون مستخدم في مصر وحدها فما بالنا بالمتحدثين بالعربية في عالمنا العربى وخارجه وقد فعلتها دول كثيرة مثل الصين وغيرها وامنيا ومخابراتيا بدأ العالم يضج بما يتردد بقوة على استحواذ الامريكان والغرب على أسرار مليارات البشر بسبب السوشيل ميديا ومحركات البحث وغيرها.


ليكن الأمر.. فهذه ضريبة التكنولوجيا أو العولمة وقل ما تشاء.. ولكن لماذا لا يكون لنا نصيب فيها وفى محركات البحث والسوشيل ميديا سواء تويتر أو فيس بوك أو انستجرام أو يوتيوب.. إلخ، نعم التكلفة الاقتصادية الضخمة في مقدمة العراقيل، فهذه تكنولوجيا تحتاج الآن الى أموال ضخمة وخبرات لا يقدر عليها في عالمنا الثالث إلا الحكومات لكن الأرباح والأهداف تستحق المحاولة ولن أقول المغامرة، فكل الأحلام الكبرى بدأت بالمغامرة وبالفكرة المجنونة أحيانا..

 

 

ويكفى أن تويتر مثلا تم بيعها ب44 مليار دولار والكل يعرف حكاية إنشاء جوجل وفيس بوك على سبيل المثال والكل يقرأ ويتابع ما ينشر عن رؤوس أموالها في البورصات العالمية الآن والتي دخلت إلى عالم التريولانات من الدولارات وليس المليارات.. فهل يكون لنا نصيب من الكعكة الالكترونية؟!
نعم هو الحلم، ومتى كانت الاحلام عظيمة ولا نهائية كان العمل والانجاز ضخما، وهو ما نحتاجه في مصر لكى يكون لنا مكانا بين الأمم!!
yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية