رئيس التحرير
عصام كامل

منحه الملك فاروق البكوية لخفة ظله.. محطات في حياة الشاعر الراحل كامل الشناوي

كامل الشناوى وعبد
كامل الشناوى وعبد الحليم حافظ

هو آخر الظرفاء في تاريخ الأدب والصحافة وهو أستاذ النكتة والضحكة والقفشة النظيفة، وهو من أشهر  الكتاب والصحفيين العزاب قال عنه الكاتب مصطفى أمين: “هجر كل شيء وقرر أن يكون شاعرا ثم قسم نفسه بين الشعر والصحافة، إنه أول من رأيته ينام في النهار ويسهر في الليل”، وقال الأديب  عباس العقاد عنه: “هو ليس صغيرا لأنه لايريد أن يكون كبيرا”.،  ذلك هو الصحفى والشاعر والعاشق الفنان كامل الشناوى الذى رحل في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1965.

وقال الكاتب رجاء النقاش عنه:"كان يرى ان الحب والعذاب فيهما شيء واحد والشناوى لم يكن يميل الى الحب السهل الخالى من الآلام والمشكلات لذلك لم يتزوج ولم يعرف في حياته إلا قصة حب واحدة هي حبه لنجاة الصغيرة، وجميع الأوساط كانت تعرف هذا الحب الملئ بالعذاب ". 

شاعر رومانسى

عاش الشاعر الكبير كامل الشناوى حياته يحمل في صدره قلبا يقطر رومانسية ويحمل في عقله فلسفات شاعرية فهو يقول:" يستطيع الزمن ان يأخذ منى كل شيء إلا  قدرتى على أن أتمنى أو أعيش مع الأحلام وعندما تضيق بى سبل الحياة، فإننى قبل أن أستسلم  لليأس سأتمنى أن أيأس".

تكرار الحب 

عن رأيه في الزواج يقول كامل الشناوى: “الانسان نفسه مشكلة فكيف يتزوج مشكلة أخرى فكيف أرضى أن أنجب مشكلات جديدة،  في حياتى اكثر من حب واكثر من امرأة وأكثر من مشكلة، وعندما كنا صالحين للزواج لم نكن نملك المال فقد جاء الاستقرار المادى في سن لا يصلح للزواج، وعلى كل فقد فاتنى القطار وتجاوزت سن الزواج، وفى النهاية انا غير نادم على انى لم أتزوج  ، فحياتى الطويلة لم تخلى من الحب وأرى ان الحب لا يصيب القلب الا مرة واحدة ثم بعد ذلك يتكرر ويكون انعكاسا للحب الأول لكنه ليس حب جديد”. 

كامل الشناوي من مواليد عام 1910 بالدقهلية، بدأ حياته الصحفية مصححا في مجلة "كوكب الشرق" عام 1930 وكان مدير تحريرها الدكتور طه حسين الذي أعجب بأسلوبه ونقله محررا في مكتبه،  ثم انتقل مع الدكتور طه حسين للعمل في مجلة "الوادي" ثم محررا في جريدة الأهرام عام 1935، انتقل بعدها الى روز اليوسف اليومية وعهد إليه العقاد كتابة المقال القصير وكان يقوم بنفسه بتصحيح مقال العقاد ومراجعته.

كتب أيضا في مجلات آخر ساعة والاثنين والمصور، حتى رأس تحرير مجلة "آخر ساعة" عام 1943، ثم انتقل عضوا بمجلس النواب عام 1945، ثم انتقل إلى أخبار اليوم ورأس تحرير آخر ساعة بعد ضمها إلى أخبار اليوم وانتقل منها إلى الجريدة المسائية التي صدرت عام 1949، ثم عاد إلى الأهرام رئيسا لقسم الأخبار عام 1950 فترة رئاسة محمد حسنين هيكل، ثم رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية عام 1955 بعد إصدارها.
إلى جانب كتاباته الصحفية في معظم الصحف والمجلات وضع الشناوي الكثير من القصائد الشعرية التي تحول أغلبها إلى أغنيات وهي تعبر عن حياته والأمة منها لا تكذبي، لست قلبي، حبيبها، حياتي عذاب وغيرها.


أعجب الملك فاروق بالشاعر خفيف الظل كامل الشناوي فمنحه رتبة الباكوية عام 1951 فكان من القلائل الذين حصلوا على البكوية.

الثورة فى وجدانه 

وقال عنه الكاتب صلاح حافظ: لقد وزع كامل الشناوي إنتاجه الصحفي والأدبي على آلاف الصفحات المبعثرة في الصحف والمجلات منذ الثلاثينيات، كما وزع كامل أخباره وخبراته وثروته وكيانه على مئات المثقفين والشعراء والفنانين بعضهم كانوا نجوما ورحلوا والباقى منهم أطال الله أعمارهم مازالوا يثرون حياتنا الأدبية والفنية.

 وبعد إلغاء معاهدة 1936 وانطلاق المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإنجليزي في منطقة القنال، في هذه الفترة من عمر النضال أذاع الراديو كلمات ممتلئة بالحماس تحرض على الصمود كانت من نشيد الحرية لكامل الشناوي وبتعبير وأداء رائع من عبد الوهاب كان لها وقع السحر والثورة في وجدان جيلنا.

الجريدة الرسمية