رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. صوت ذهبي أجمع عليه مسلمين وأقباط.. وهذه حكايته مع الملوك والرؤساء

القارئ الشيخ عبد
القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

صوته ملائكى رنان، الابتسامة لا تفارق وجهه، هو أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، ويتمتع بشعبية هي الأكبر في أنحاء العالم لجمال صوته ولأسلوبه الفريد، وقد لُقب بصاحب الحنجرة الذهبية وعرف بحلاوة الصوت اجتمع على حبه المسلمين والأقباط وعشقه الملوك والزعماء واستقبلوه استقبال الرؤساء وكان أول نقيب لقراء مصر عام 1984 هو القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد


ولد عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود الشهير عبد الباسط عبد الصمد عام 1927 بقرية المراعزة مركز أرمنت محافظة الأقصر، حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته، أخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة.


ويحكى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عن بدايته ويقول: كان عمرى عشر سنوات حين أتممت حفظ القران الكريم الذى كان يتدفق على لسانى كالنهر الجاري، وكان والدى يعمل موظفا بوزارة المواصلات، وجدى كان من العلماء، فطلبت منهم أن اتعلم القراءات على يد الشيخ محمد سليم بالوجه البحري، فأ أشار على والدي الذهاب إلى طنطا، وقبل التوجه إلى طنطا بيومٍ واحدٍ علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (أرمنت) ليستقر بها مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به؛ لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر قد سَاقَ إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب،  وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (بأصفون المطاعنة) فكان يُحَفْظ القرآن ويُعَلْم علومه والقراءات،  فذهبت إليهِ وراجعت عليه القرآن كله، ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع.

الاذاعة المصرية 

وقد حدثت للشيخ عبد الباسط عبد الصمد  نقلة كبيرة له حينما جاء من قريته لزيارة مولد السيدة زينب، رضى الله تعالى عنها بصحبة جده، وطلب منه كبار القراء تلاوة ١٠ دقائق وكان من بين الحضور الشيخان عبد الفتاح الشعشاعي، ومصطفى إسماعيل فاستمر في القراءة حتى تجاوز الـ٦٠ دقيقة وكانت تلك هي بداية الانطلاق والشهرة واقترحوا عليه التسجيل في الإذاعة،والتحق بالإذاعة المصرية عام 1951 وكانت أول تلاواته من سورة فاطر.

الامام الشافعى 

عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952 ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود على البنا، ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.


وكان الشيخ يقيم بالمنزل رقم 3 شارع على الجارم بالروضة، وتقف أمام المنزل كما نشرت مجلة الجيل عام 1959 سيارة دودج موديل 1955 يقودها بنفسه، وهو يسكن فى شقة بالدور الأول مكونة من خمس غرف إيجارها 18 جنيها ويعيش مع زوجته وأبنائه الخمسة ثلاث بنات وولدين.  


وبدأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم بزيارة المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج مع أسرته واعتبر السعوديون هذه الزيارة فرصة لكى يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة، لم يتردد الشيخ عبد الباسط وسجل عدة تلاوات للمملكة أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، ولقب بعدها بصوت مكة وهو نفس اللقب الذى أطلق على الشيخ الحصري.


ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى وكذلك المسجد الإبراهيمي بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق وأشهر المساجد بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم.. فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والاحترام.

أسطورة القراءة

يعتبر الشيخ عبد الباسط القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظًا لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين  وتوفى الشيخ بعد أن أعياه المرض يوم الأربعاء الموافق 30 نوفمبر 1988..

مارلون براندو

في علم 1954 واجه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العديد من المطاردات النسائية في كل رحلة كان يقوم بها خارج البلاد، والتي كانت تلاحقه أينما ذهب، فذاعت شهرته بـ"مارلون براندو" مصر، نظرا لأناقته الزائدة وتعطره دائما، ويعلق ابنه ياسر عبد الباسط على ذلك بقوله: في البداية كانت وسيلة لمحاربته وعلى سبيل السخرية، ولكن جاءت النتيجة عكسية وفهمها الناس باعتبارها إشارة إلى أناقة واهتمام الشيخ بمظهره.
 

الجريدة الرسمية