رئيس التحرير
عصام كامل

الأخطر في حرب أكتوبر.. تفاصيل تحكى لأول مرة من بطل معركة “أبو عطوة”

المقدم علمي حسين
المقدم علمي حسين كامل أحد ابطال الكتيبة 133

أكد المقدم علمي حسين كامل، أحد أبطال  الكتيبة 133 وأبطال معركة أبو عطوة بمناسبة الذكرى 49 لانتصارات أكتوبر، أن معركة أبو عطوة حفظت الإسماعيلية ودمرت معظم القوات الإسرائيلية في الثغرة حتى لا يهنأ شارون بجائزته وهي القاهرة أو يستطيع التفاوض علي أرض مقابل أرض في الشرق.


واضاف "علمي": "أول  يوم ارتدى فيه بدلة ضابط بنجمة واحدة وصلنا إلى كتيبة 133 في الهرم منطقة دهشور لم أر الرائد علي أمين قائد الكتيبة فذهبت  للرائد صادق عبد الواحد رئيس عمليات كتيبة 133 كان شخصا هادئا جدا مرتدي الأفرول المموَّه وجسمه ممشوق جميل ويتكلم بهدوء قال لي أهلا وسهلا أنت شرفت الكتيبة 133 صاعقة اذهب للنقيب ابراهيم الدسوقي قائد السَّريّة لتوزيعك على السَريّة الأولى".

 

وأكمل علمي: وصلت السرية ودخلت لأجد إبراهيم الدسوقي شخصية هادئة جدا غير ما رأيت في مدرسة الصاعقة، وكان أول شهيد في عزبة أبو عطوة  قال لي هيا لتتسلم الفصيلة الأولى ولا يوجد شيء تفكر فيه لانك لن تعيش طويلا أنت دخلت الصاعقة لأنك مشروع شهيد من أجل الوطن.

 

واستطرد: جيلنا كانت إمكانياته محدودة جدا تسليحنا بندقية آلية روسي دِبشِك ينطوي وكنا في الصاعقة نضع ثلاث خَزَن  أي 90 طلقة وقادتنا علمونا أن الطلقة بجندي وان قائد السرية يراقب من بعيد قيادة السرية على ربوة عالية والميدان تحت..قمت باستلام  فصيلتي وكان رجالها اقوياء الكتيبة كلها واقفة شَدّة على الظهر سلاح خوذة نسميها شَدّة قتال يقف كالاسد".

 

وروى علمي عن معركة أبو عطوة: انه يوم 18 أكتوبر سمعنا في الجهاز أن شارون دخل الديفرسوار بسبعة دبابات  فتحركنا من المطار في طريق الزقازيق الزراعي الي الاسماعيلية ومهمتنا اسر 7 دبابات الاسرائيلية بمن فيها وصلنا ابو صوير ثم دخلنا معسكر الجلاء وكانت معنوياتنا عالية جدا نتأهب للقتال وقد تم امدادنا بصناديق ذخيرة وقنابل مضادة للدبابات وكانت الاهالي يصطفون حولنا يشجعونا كان تسليحنا عبارة عن اربي جي ومسدسات وقنابل يدوية وهجومية  وخرجنا  ومعنا قائد الكتبية الرائد علي امين ورئيس عمليات الكتبية الرائد صادق عبد الواحد وخطب فينا قبل الخروج المقدم مدحت عثمان رئيس اركان المجموعة 139 صاعقة قائلا بعض من ايات القران الكريم ثم علي بركة الله يا ابطال النصر او الشهادة.

 

طبيعة المعركة

وأضاف، في ارض المعركة الكل صائمون وصلنا الي سرابيوم علي بعد 12 كم من الديفرسوار واول ما دخلنا قبل عزبة ابو عطوة ب3كم اتجهنا شمال سرابيوم وبينما نمشي في مدق لا يحتمل سوي سيارة واحدة فتح علينا كمين وكنا رتل عربيات تحمل الجنود والضباط والذخيرة وتساقط علينا لطلقات من كل ناحية قفزنا في الارض في الحدائق علي الشمال والعربات تتلقي ضربات المدافع وتشتعل الواحدة تلو الأخرى ودار في ذهني وقتها ان مهمتنا اسر 7 دبابات بمن فيهم ولكن النيران تقول ان العدد اكبر وان العدو موجود قريب جدا منا وقف العقيد اسامة ابراهيم نادي علي علي امين ومدحت عثمان ووقفوا كالأسود ضممنا علي بعض ووجه السرية الاولي في مواجهة العدو بقيادة النقيب ماجد شحاته وقام معوض  الصفتي قائد فصيلة يواجه العدو.


وأشار إلى أن العدو كان بينه وبين الاسماعيلية مسافة قليلة وقد دخل عدة محاور منها محور نفيشه وابو سلطان والجندي المجهول محاصرا الجيش الثاني وكان هدفه احتلال مدينة الاسماعيلية وبدا معوض القتال الشرس وزاد وطيس المعركة يضربون ونحن نرد ولا نري اي عدو  ثم نزلنا في ارض منخفضة ناحية سرابيوم والعدو دخل المدق وحاصرناهم في الحدائق لان دباباتهم لا تصلح للحركة في الحدائق وتم توزيع مجموعات وعمليات فردية فدائية من الدرجة الاولي وعملنا حفر برميلية حول عزبة ابو عطوة.


أوامر الرئيس السادات:

وأردف: قمنا بفتح الاجهزة وبدات الاوامر  من قائد الجيش الثاني والرئيس السادات بعده  لاسامة احموا مدينه الاسماعيلية باجسامكم وكانت المعركة يوم 18 و19 حتي يوم 22 كنا نقاتل العدو في مساحة ضيقة جدا ندفع العدو الا يتقدم شبر بكل ما اوتينا من قوة ففي نظري 36 فدائي من الكتيبة 133 استطاعوا ان يوقفوا شارون عن التقدم للاسماعيلية في 3 ايام الاولي لم نتلقي اي تعزيزات من قوات الطيران ويوم 22 قبل اذان الظهر فتحنا عليهم  كمين ودخل  شارون بدباباته واصيب في راسه واختبا كما ذكر في مذكراته فيما بعد في احد بيوت الفلاحين هو واثنين من جنوده وفي هذا الكمين ضربنا فيه دبابة وعربة مجنزرة واستشهد فيه الرائد ابراهيم الدسوقي والشهيد الجندي سعدون عندما ضرب دبابة العدو وجري عليها لياتي باسير يهودي فانفجرت الدبابة واستشهدوا وتولي القيادة بعده حامد شعراوي وبعد استلامه القيادة بدأ في تنظيم القوة ونجحنا في ضرب 3 دبابات إسرائيلية.

الجريدة الرسمية