رئيس التحرير
عصام كامل

العزاء لنا جميعا!

ضحايا كنيسة إمبابة هم مصريون قبل أن يكونوا مسيحيين.. لذلك لا أقبل أن نخص بالعزاء الإخوة المسيحيين في البلاد وحدهم، وكأن المصاب مصابهم فقط.. إن الكارثة التى شهدتها الكنيسة ألمت بِنَا نحن المصريين جميعا، وأحزنتنا جميعا، وأدمت قلوبنا جميعا.. ولذلك كان ملفتا للانتباه مشاركة أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين في إنقاذ من حاصرتهم نيران حريق الكنيسة.. 

 

كما كان ملفتا للانتباه أيضا إعلان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تقديم الدعم لأسر الضحايا والمصابين في هذا الحادث المفجع الذى أسال دموع المصريين.. وهذا يعنى إننا جميعا نحتاج للمواساة.. لذلك علينا أن نقدم العزاء لبعضنا البعض، ونواسى بَعضُنَا البعض، وندعو لبعضنا البعض أن يلهمنا الصبر على تحمل من فقدناهم من ضحايا ومنهم أطفال صغار. 


أما أن نختص الإخوة المسيحيين وحدهم بالعزاء في هذا المصاب الجلل فهو يعكس تفكيرا طائفيا غير مقبول.. فإن المصاب مصابنا جميعا نحن المصريين، مسيحيين ومسلمين.. وهذا الحادث الذى تحقق فيه النيابة الان صدمنا جميعا نحن المصريين، مسيحيين ومسلمين.. لذلك العزاء يجمعنا كلنا، مسيحيين ومسلمين.. كلنا نستحقه وكلنا يجب علينا تقديمه لأنفسنا، وهذا ما وضح في إجرءات الدولة وقيادتها بعد الحادث مباشرة، إبتداء من الإهتمام الذى أولته النيابة للتحقيق في هذا الحادث لكشف أسبابه وملابساته، وحتى قرار إعادة بناء الكنيسة المحترقة سريعا.. وهذا أيضا ما تبين من حالة الحزن التى سيطرت على عموم المصريين بعد وقوع هذا الحادث المفجع.

 


لقد جمعتنا التحديات الكبيرة ووحدتنا وبوعينا حافظنا السنوات السابقة على هذه الوحدة،  ولا يصح أن نسمح لأى تفكير طائفى أن يفرقنا مرة أخرى.. فهذا ما يبتغيه أعداوءنا ويعملون ليل نهار من أجل ابتلاءنا به مجددا حتى يتمكنوا مجددا من السيطرةَ علينا والإستيلاء على حكم بلادنا. 

الجريدة الرسمية