رئيس التحرير
عصام كامل

زعيم استثنائي!

ومع تجدد ذكرى ثورة يوليو التي نحتفل بها هذه الأيام من الطبيعي أن يتبادر للأذهان سؤال محوري: ماذا حققت ثورة 23 يوليو.. وفيمَ أخفقت؟! ويجيبنا التاريخ هنا بأن ثمة ثلاث مراحل رئيسية في الفترة من يوليو 1952 وحتى اليوم؛ أولاها المرحلة الناصرية ( 52- 1970)، وثانيتها الساداتية والمباركية ( 71- 2010 ) ثم أحداث يناير 2011 وما تبعها من تحولات قادت إلى ثورة 30 يونيو الشعبية التي صححت المسار وأزاحت حكم الإخوان.


ما أكثر ما كُتب عن ثورة يوليو 1952 من كتب ودراسات ومقالات، سواء بأقلام رجال الثورة، وقد كانوا بارعين في الكتابة ولهم حولٌ وطولٌ في الثقافة والأدب، أو بأقلام خصومها أو بأقلام صحفيين أحبوا عبدالناصر وآخرين كرهوا سياسته وعادوا أفكاره ومشروعاته.. وهي كتابات من الكثرة حتى يكاد المرء يتوه في مساراتها، ولكل واحد من هؤلاء شهادته وشهوده ووثائقه وحججه وأسانيده.. وأيًا ما كانت مواقف هؤلاء واتجاهاتهم السياسية فإنه لا خلاف أن ثورة يوليو كانت فاصلًا بين عهدين، عهد الملكية الإقطاعية وعهد الجمهورية الأولى لمصر.


وأيًا ما كان موقف هؤلاء من ثورة يوليو، قدحًا أو مدحًا فلا ينبغي أن يغيب عنا ونحن نطالع كتاباتهم أن ثوار يوليو كانوا بشرًا يخطئون ويصيبون، لهم أحلامهم وأطماعهم ونقاط قوتهم وضعفهم.. لكن أليس ما يثار من جدل لم ينقطع منذ رحيل عبدالناصر في سبتمبر 1970 دليلًا على عظمة  تأثير تلك الثورة في حياة المصريين ؟!

 


ورأيي أن هذا الجدل سلبًا أكان أم إيجابًا حول شخصية ناصر وعهده وما فعله من أحداث جسام أمر طبيعي؛ فلم يكن ناصر شخصًا عاديًا بل كان استثنائيًا فرض شخصيته على مسارات الأحداث في عصره بل ربما صنع بنفسه أو شارك في صنع تلك الأحداث، تاركًا بصمة يستحيل أن تُمحَى بعد أن مدّت آثارها العميقة والخطيرة ليس في مصر وحدها بل في منطقتها وقارتها والعالم الثالث بأسره.  

الجريدة الرسمية