رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: الإسلام لم يمحو آثار الجاهلية ونحن امتداد لجماعة المرسلين

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن الإسلام لم يأت لمحو كل شيء قبله، مشيرًا إلى أن السعي بين الصفا والمروة كانت قبل الإسلام ولم يتم محوها، وأننا امتداد لجماعة المرسلين خاصة لسيدنا إبراهيم.

الإسلام وعوائد الجاهلية

وأضاف علي جمعة أن المسلمين ظنوا أن دين الإسلام جاء ليمحو عوائد الجاهلية، وهذا مفهوم ضد مفهوم الحضارة وتقع فيه الثورات، مشيرًا إلى أن الإسلام جاء لمحو الباطل وإثبات الحق، والسعي بين الصفا والمروة من شعائر الله، حدثت قبل الإسلام، واستمر مع الإسلام لأنه امتداد لما قام به المرسلين.
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "قال تعالى {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ومَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} هنا يؤكد ربنا سبحانه وتعالى أننا إمتداد لجماعة المرسلين خاصة لسيدنا إبراهيم؛ فسيدنا إبراهيم علمه ربه أن الصفا والمروة من شعائر الله؛ وورث العرب ذلك من بعده وانحرفوا إلى الشرك؛ انحرفوا عن الحنيفية السمحاء التي أتى بها سيدنا إبراهيم إلى الشرك"

الثورة البلشفية

وقال "وعلى الرغم من ذلك فإنهم ما زالوا يقدسون ويعظمون البيت الحرام؛ وما زالوا يبتدئونه بالطواف؛ وما زالوا يسعون بين الصفا والمروة، وظن المسلمون أو بعضهم أن دين الإسلام قد جاء يمحوا عوائد الجاهلية ويمحوا كل شيء مما قبله، وهذا مفهوم يضاد مفهوم الحضارة، وهذا مفهوم تقع فيه الثورات كالثورة البلشفية التي قامت في روسيا"
وتابع قائلًًا: "عندما أعلنت الثورة فبدأت في القضاء على كل شيء يتصل بالقيصر وبعائلة القصير؛ فأمر قائد الثورة لينين أن يقتل كل من كان منتميًا إلى عائلة القيصر؛ وفجأة وجدوا أن الكهرباء في موسكو قد انقطعت! فسأل عن سبب انقطاع الكهرباء؟ قالوا: قتلنا المهندس المسئول عن الكهرباء لأنه كان منتمي لعائلة القصير؛ وأنتم أمرتم بقتل كل من ينتمي للقيصر."

القرآن جاء لنفي الباطل

وأضاف "هذه بربرية وخراب وقتل لذاكرة الأمة وذاكرة البلد، فربنا سبحانه وتعالى يعلمنا ما يقع فيه الخلق عندما يفكر من نفسه؛ ويرى أنه لبدء صفحة جديدة يجب تمزيق الصفحة التي قبلها هذه مصيبة، فالقرآن الكريم كتاب هداية وحضارة، أنظر ماذا يقول؟ نحن جئنا لننفي الباطل؛ لا أن ننفى كل ما كان قبلنا سواء أكان حقًا أو باطلًا، نحن جئنا لنغير الباطل وننفيه ونعدمه مع الإبقاء على الحق فالحق حق، فأقر النبي ﷺ الأمر فأرجعه إلى ما كان عليه في دين إبراهيم ؛ فعلمهم الطواف بين الصفا والمروة فرد بذلك على هذا التوجه البشري وصححه"

واختتم حديثه قائلًا: "أننا عندما نأتي بالتغيير يحدث في مشارب بعض الناس وفي قلوبهم حب القضاء على كل ما هو ماضي؛ وعلى كل ما هو قبل الآن، وهذا شعور خطأ ويجب علينا أن نتخلص منه وأن نعود إلى معيار الحق، إذًا هذه الآية هي عنوان كبير لمن أراد التغيير؛ وشرط عظيم لمن أراد التغيير في الطريق الصحيح؛ بأننا نقر الحق حيثما كان {ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} يعلمك الإنصاف، إذن من أراد التغير فلابد عليه من الإنصاف. الصفا والمروة من شعائر الله {فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} فعليه أن يستمر في هذا لأنها من دين إبراهيم ومن صحيح الدين؛ وليس مما قد طرأ من شرك أو فساد أو انحراف."
 

الجريدة الرسمية