رئيس التحرير
عصام كامل

كلنا متهمون

قبل أن تبدي رأيك في قضية ما، أو حدث ما، أو شخص ما.. عليك أن تكون جاهزًا للتهمة التي توجه إليك، وتهمتك قد تكون الخيانة أو الإنتماء لجماعة إرهابية، أو زعزعة الإستقرار، أو إزدراء الدين، أو نشر أخبار كاذبة، أو التطبيل للنظام، المهم أنك متهم ما دمت صاحب رأي، أما الحكم فيصدر سريعًا ونهائيًا دون استئناف أو طعن، فاحذر أيها المتهم مسبقًا قبل أن تبدي رأيك، فأنت في مجتمع فتته الاستقطاب، حتى أصبحت حاجته للعلاج أهم من حاجته للحوار.


إياك أن تتعاطف مع نبيلة مكرم وزيرة الهجرة كأم مصابها في ابنها المتهم بالقتل، لأنك إذا تعاطفت فأنت تدافع عن مسئولة هددت المعارضين في الخارج قبل سنوات، كما أنها استغلت وظيفتها في تعيين ابنها في شركة مهمة، وبالتالي أنت متهم بالدفاع عن الفساد.


إياك أن تدافع عن حرية الروائية سلوى بكر عندما أبدت رأيها في إجبار التلاميذ على حفظ القرآن في المدارس مبكرًا، أو إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب في سن مبكرة، فإذا فعلت.. فأنت متهم بازدراء الدين، وربما تجد من يكفرك.


إياك أن تترحم على قيادي من جماعة الإخوان، أو تتعاطف مع مريض منها لم تتلوث يده بالدماء، فإذا فعلت.. فقد ترحمت على من لا تجوز عليه الرحمة، وتكون تهمتك الانتماء لجماعة إرهابية.. 

إياك أن تدافع عن إنجاز تحقق على أرض الواقع، أو تشيد بمشروع حقق لك السعادة، فإذا فعلت، فأنت تنافق النظام، وتطبل له، وإياك أن تنتقد قرارًا للنظام، لأنك لو فعلت.. فأنت إخواني وتعمل ضد النظام.


إياك أن تطلب التأدب في مخاطبة الرموز مثل شيخ الأزهر، لأنك لو فعلت.. فأنت رجعي وتؤيد الفاشية الدينية وتقدس الأشخاص. وإذا انتقدت قرارًا له فأنت مع التنويريين الذين يسعون إلى هدم الدين.. 

إياك أن تهاجم من يستبيحون أعراض المحسوبين على النظام، لأنك لو فعلت.. فأنت الخائف المنافق المدلس ومدعي الفضيلة.

 


إياك أن تصفق لنجم العرب محمد صلاح أو تطلب دعمه نفسيًا، لأنك لو فعلت فهذه مكايدة لنجم الأهلي السابق محمد أبو تريكة، وإذا تحدثت إيجابًا عن أبو تريكة فأنت إرهابي مثله.


إياك أن تقول رأيك.. لأنك لو فعلت.. فأنت متهم.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية