رئيس التحرير
عصام كامل

الرأي الكنسي بخصوص المثلية الجنسية (3)

يثبت لنا الكتاب المقدس أن الزواج الطبيعى الكنسي هو زواج مقدس بين الرجل والمرأة، وما يترتب عليه من نسل، ولا توجد أدنى إشارة للزواج غير الطبيعى، بين ذكر وذكر، أو أنثى بأنثى، والذى لا يترتب عليه إنجاب نسل، وذلك نظرًا لأن الزواج الطبيعى الذى شرعه الله منذ آدم وحواء، هو قائم بين ذكر وأنثى، لا بين ذكر بذكر ولا أنثى بأنثى.


هدف الزواج الطبيعي


شرع الله الزواج الطبيعي منذ بدء خلق آدم وحواء لنسلهما. قائلًا: "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا" ( تكوين 24:2 ). بل وفى العهد الجديد، جعل الله الزواج سرًا مقدسًا، ومن أسرار الكنيسة السبعة. حسبما ذكر بولس الرسول: "هذا السر عظيم" (أفسس 32:5 ). ورفع الله من شأنه عن وضعه فى العهد القديم فقال: "ليكن الزواج مكرمًا عند كل واحد، والمضجع غير النجس" ( عبرانين 4:13).

 
فلذلك بوسطة سر الكهنوت، وصلوات الإكليل المقدس، ويصير الأثنان جسدًا واحدًا، وتجميعًا من الله. وهذا ما أشار إليه السيد المسيح له المجد والقديس بولس الرسول "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الأثنان جسدًا واحدًا، إذًا ليسا بعد أثنين بل جسدً واحدً، فالذى جمعه الله لايفرقه إنسان" ( متى 5:19-6)، ( مرقس 7:10-9)، ( أفسس 31:5).


إذًا من أهداف الزواج هو النسل البشرى.. وذلك من خلال الحياة المحللة بين الرجل وامرأته، واستمرارية هذا الزواج بين النسل البشرى لتعمير الأرض حتى مجيئ الرب الثانى، وهذا القرار والناموس الإلهى كان واضحًا فيه السيد الرب منذ بدء خلق أبوينا الأولين، شاهدًا الكتاب له، وعنهم: "وباركهم الله، وقال لهم: أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض" ( تكوين 28:1). وذلك لتعمير الأرض واستمرارية النسل البشرى.. 

 

سوف يستمر الزواج الطبيعي إلى نهاية العالم، وهذ ما قاله الله لنوح ولأبنائه ولنسلهم من بعدهم “وبارك الله نوحًا وبنيه، بالفعل ما أمر به الرب”، إذًا الزواج الطبيعى بين الرجل والمرأة هو زواج شرعى، والهدف منه هو النسل البشرى لتعميرالأرض حتى نهية الأزمنة وهذا ما قاله الرب لأبينا آدم عن أمنا جواء قبل أن يخلقها "ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيره " (تكويت 18:2). 


كما أن من أهداف الزواج الروحية، حفظ الزوجين من الإنحراف في الأرض.. لان حياة البتولية ليست للجميع بل للبعض من الناس، والبعض الآخر يتزوج وذلك: "لسبب الزنى، ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها" ( اكو 7:2)، (عبرانين 13:4). إذًا نحن نتمسك بالزواج الطبيعى وأهدافه الإلهية المرجوة، كما أشرنا، ونرفض وندين الزواج غير الطبيعى، وأهدافه الشيطانية الضارة التى نهى الله عنها.

الزواج غير الشرعي


وننتقل من هذا الزواج المشروع وأهدافه السامية إلى الزواج غير الشرعى وغير الطبيعى الذى نهى الله عنه، وعن أضراره المهلكة، فالله بعلمه السابق، كان يعلم هذا الزواج غير الشرعى والخاطئ أو هذه البدعة المهلكة، سوف يحدث بين البشر، لذلك أشار مسبقًا لها، ونهى البشر عنها، فهذا الزواج الخاطئ، كان ومازال يتم بين البشر ذكورًا مع ذكور، وإناثًا مع أناث.
 

ولنبدأ بزواج الذكور بالذكور، الذى نهى الرب عنه، نظرًا لأضراره، والنهى عن هذا الزواج فى العهد القديم. لذلك نجد السيد المسيح ينهى عن هذا الزواج الخاطئ، وما يترتب عليه من أضرار، ويقول الكتاب "لا تضاجع ذكرًا، مضاجعة إمرأة، إنه نجس" (لاويين 22:18 ). فنهى الرب عن هذا الفعل الآثم، لأنه خطأ أو فعل كبير وسماه رجس، ونجد أيضًا في سفر اللاويين تحذير الرب عن هذا الفعل النجس والقبيح "إذا أضطجع رجل مع ذكر، أضطجاع أمرأة، فقد فعل كلاهما رجسًا، إنهما يقتلان، ودمهما عليهما" (لاويين 13:20).
 

لم يكن هذا النهى قاصرًا على العهد القديم، بل أيضًا جاء فى العهد الجديد، كما فى رسالة القديس بولس الرسول الأولى، لتلميذه تيموثاوس، حيث أوضح أن الناموس الإلهى وضع للتحذيز والبعد عن هذا الفجور وهذا الفعل الأثيم وأمثاله، فذكر فى هذا الصدد: " عالمًا هذا أن وضع الناموس، لم يُوضع للبار بل للأثمة والمتمردين والفجار، والخطأة الدنسين والمستبيحين لقاتلى الآباء وقاتلى الأمهات، لقاتلى الناس، للزناة لمضاجعى الذكور، لسارقى الناس الكذابين للحانثين، وإن كل شى آخر يقاوم التعليم الصحيح " (اتى 9:1- 10 ). 

 

هذا الزواج الخاطئ أطلق عليه الكتاب المقدس في رسالة لأهل رومية، بأنه الزواج غيرالطبيعى، والاستعمال غير الطبيعى، وبالفحشاء أيضًا، نظرًا لأن هذا الزواج بين ذكر وذكر آخر لا بين ذكر وأنثى. وكذلك سمى بالاستعمال غير الطبيعى، نظرًا لأن المعاشرة الجنسية تتم بين ذكر وذكر، لا بين ذكر وأنثى، وبسبب هذا الفعل النجس يجازى الله من يرتكبونه. لانهم تاركين استعمال الأنثى الطبيعى حسب ما نص عليه الناموس، ويقول لنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية "أشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء ذكورًا بذكور، ونائلين فى أنفسهم جزاء ضلالهم المحق " ( رو 27:1).

 


وكل هذه التعديات التى سماها الرب بالفجور وأمثالها، يعاقب الرب أصحابها بالهلاك فى النار الأبدية، وحرمانهم من ميراث الملكوت: "لا تضلوا لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور. ولا سارقون ولاطماعون، ولاسكيرون، ولاشتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" (اكو 9:6-10).
فلأجل كل هذه الأضرار القائمة على هذا الزواج غير الطبيعى، نرفض هذا الزواج، وندينه بشدة.

الجريدة الرسمية