رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل نازلي.. الملكة المتهورة التى أثارت الجدل

الملكة نازلى فى حفل
الملكة نازلى فى حفل زفافها الى الملك فؤاد

هي الزوجة الثانية للملك فؤاد، نازلى عبدالرحيم صبرى باشا  ـ الملكة نازلى ـ ابنة وزير الزراعة في عشرينات القرن الماضى،رحلت فى مثل هذا اليوم 1978 ـ، وتزوجت فؤاد الأول ملك مصر بعد أن رآها بالصدفة في دار الأوبرا وأعجب بها من أول نظرة وأنجبت منه ملك مصر فاروق والأميرات فايزة وفائقة وفتحية وفوزية لكنه كان غليظ القلب يعاملها بقسوة شديدة،ويكبرها ب25 عاما. 
بعد أيام قليلة من وفاة الملك فؤاد عام 1938 خلعت زوجته الملكة نازلى ثياب الحداد وانطلقت تتمتع بحياة الليل الذي ظلت سبعة عشر عاما، طوال فترة زواجها من الملك غائبة عنه، أصبحت تسهر كل ليلة خارج القصر في حفلات تقيمها لها صديقاتها ووصيفاتها أو تنظمها سيدات الجاليات الأجنبية، أو تسهر في أماكن عامة تتناول فيها العشاء، وكانت تصطحب دائمًا أحد كبار رجال الحاشية، أو صغار ضباطها.

الملكة نازلى مع ابنها فاروق 

لعبت الملكة نازلى دورًا كبيرًا بعد وفاة الملك فؤاد عام ١٩٣٦ في اعتلاء الملك فاروق العرش حيث لم يكن قد بلغ السن القانونية لتولى السلطة فاستصدرت فتوى من الإمام مصطفى المراغى ليتم حساب عمر فاروق بالتقويم الهجرى وبالفعل وبهذا التقويم بلغ فاروق السن القانونية.
وقعت الملكة نازلى في غيرة وخلافات شديدة مع الملكة فريدة التي تزوجها الملك فاروق وتسببت في طلاق فاروق لفريدة.

نشأت بينها وبين أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى قصة حب كبيرة كانت سببًا في الصدام بينها وبين ابنها فاروق الذي وافق على زواجهما عرفيا ولكن قتل بريطانيون بحادث سيارة رئيس الديوان أحمد حسنين باشا فوق كوبرى قصر النيل في  فبراير ١٩٤٦لتنتهى قصة غرام الملكة وأحمد حسنين.

الملكة نازلى وأولادها الاربعة 

هجرت الملكة نازلى مصر إلى أوربا مع ابنتيها فايقة وفتحية ثم استقرت في أمريكا عام ١٩٤٧ بعدما تزوجت ابنتها فتحية من رياض غالى المصرى القبطى الذي كان يعمل سكرتيرا للملكة وكانت نتيجة ذلك أن اجتمع مجلس البلاط الملكى بناء على طلب من الملك فاروق وقرر حرمانها من لقب الملكة الأم، والحجر عليها  لغفلتها وعدم مسئوليتها، وإلغاء وصايتها على ابنتها الأميرة فتحية، والتي تم تجريدها من لقبها أيضا.
وتطور الامر حتى فقد رياض غالى اتزانه وأطلق الرصاص على زوجته فتحية فقتلها وسجن ١٥عاما، أما الملكة نازلى فقد مرضت ثم ماتت في مثل هذا اليوم عام ١٩٧٨ في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة.


ويحكى الكاتب صلاح عيسى في مؤلفه "حكايات من دفتر أحوال الوطن "ويقول:عاشت الملكة حياة متحررة لكنها لم تصل إلى حد الانفلات فكانت ماتزال حريصة على سمعتها وسمعة العرش لذلك حافظت على قدر مطلوب من الاتزان، ورغم ذلك تناثر الأقاويل حول علاقاتها مع بعض ضباط الحاشية لكن أحدا في القصر لم يجسر على الجهر بتلك الأقاويل أو يفكر في إبلاغها إلى الملك الشاب خاصة بعد أن طهرت نازلى القصر من جواسيس زوجها الملك فؤاد، وأصبحت صاحبة الكلمة الأولى فيه.

القفص الذهبى 

ويضيف عيسى: ولأن رئيس الديوان أحمد حسنين باشا دبر سيناريو ليحكم مصر من خلال قلب الملكة الوالدة خاصة وأنه كان أكثر الناس إدراكا لحقيقة العلاقة بين الملك فؤاد وزوجته نازلى، لذلك كان على يقين من أن نازلى ستفتح أبواب القفص الذهبى الذي سجنها فيه زوجها لتقفز وتطير في الفضاء، باندفاع امرأة ترتعد من الخريف الزاحف إليها، لذلك لم يرفض حسنين عواطف نازلى الجارفة نحوه حتى تم الزواج لتنهى حياته بمأساة وتنهى حياتها بخلع اللقب عنها ومرضها ثم رحيلها في غربتها.

الجريدة الرسمية