رئيس التحرير
عصام كامل

ماكينات الصراف الآلي وأزمة كل عيد!

في البناية المجاورة التي يفصلنا عنها حائط واحد فرع لأحد البنوك الوطنية الحكومية الشهيرة وقد حدد مكانا ملحقا به لماكينات الصراف الآلي برصيد ثلاث ماكينات.. وإلى جواره مباشرة فرع لأحد المحلات الشهيرة وقد منحهم بنكا أجنبيا شهيرا ماكينة صراف آلي في المدخل.. وإلى اليمين من المنزل وعلى بعد أقل من مائة متر ماكينة صراف آلي لبنك مصري عربي شهير وبعده بأمتار واحدة أخرى لذات البنك الوطني الأول.. وأمامهما على الجانب الآخر ماكينة أخرى لبنك للمعاملات الإسلامية وإلى جوارها آلة صرف لبنك آخر!

عذاب الصراف الآلي

على اليسار من المنزل وفي نطاق لا يزيد  عن أربعمائة متر وفي أفرع لصيدليات ولبنك آخر وفي فرع أيضا لمحل أجهزة الكترونية شهير جدا وفرع شهير كذلك لأحد محلات بيع السلع الغذائية بسعر الجملة يوجد خمس ماكينات صراف آلي لخمسة بنوك مختلفة وبما يصل بعدد الماكينات إلى دستة ماكينات صراف آلي ومع ذلك ورغم التزام هذه البنوك مع عملائها ومع هذه المؤسسات كلها وبلا أي مبالغة تتحول جميعها عند الضرورة إلى كتلة حديد خردة لا تملك من أمرها شيئا وتصبح  كالأصنام لا تضر ولا تنفع ولا حتى تعرف منها إن كانت خالية من الأموال أو أصيبت بعطل دائم أو مؤقت!

هذه الماكينات تتحول في الأيام الأولى لصرف المرتبات والمعاشات إلى كارثة حقيقية.. والمحزن أن نجد كبار السن ومنهم مرضى قد تركوا منازلهم للحصول على نسبة من معاشاتهم لاحتياجاتهم الضرورية وأولها بكل تأكيد وبكل آسى العلاج لأمراضهم المزمنة!

تحتاج قصة ماكينات الصراف الآلي في مصر إلى حل.. فرق تدخل سريع لإصلاحها.. أو مثلها لشحنها فورا بالأموال عند الحاجة لذلك بما يتطلب تسهيل الاجراءات المطلوبة من البنوك التابعة لها.. أو غيرها من الأفكار.. فضلا عن حلول للمسنين كتخصيص ماكينات خاصة بهم أو بالمعاشات فقط!

 

 

ماكينات الصراف الآلي خصصت للتسهيل على الناس.. وهي تفعل ذلك فعلا أوقاتا عديدة خصوصا أيام الإجازات وبعد ساعات العمل الرسمية.. لكن مجرد امتلاك بطاقة الصرف -خصوصا بعد التوسع في استخدامها- تهيئ صاحبها لممارسة حقه في الحصول على أمواله عند الضرورة.. لكن للأسف ذلك لا يتم كما ينبغي.. وأحيان كثيرة لا يتم أصلا.. والأمل كل الأمل أن تناقش الحكومة الأمر مع البنك المركزي لتتحول هذه الوسيلة إلى نعمة علي الناس وليست نقمة!

الجريدة الرسمية