رئيس التحرير
عصام كامل

الاختيار وتسجيلات الإخوان!

لعل أكثر ما أصاب الإخوان بالغضب في مسلسل الاختيار ٣ هى تلك التسجيلات الخاصة بعدد من قادتهم التى كانت كل حلقة له تختتم به.. فهذه التسجيلات كشفت لهم قبل غيرهم إننا لم نكن أمام جماعة دينية دعوية كما ادعى مؤسسها حسن البنّا فور إعلانه عنها، أو حتى جماعة دينية انخرطت في طريق السياسة للوصول إلى السلطة كما جاهر بذلك مؤسسها بعد عشرة أعوام من تأسيسها لتكون الجماعة الاولى للإسلام السياسى أو الجماعة الأم لكل تنظيماته..

 ثم لجأت إلى ممارسة العنف لتحقيق هدفها هذا.. وإنما هى عصابة أرادت السيطرة على المجتمع وتقويض كيان الدولة الوطنية المصرية وتحويلها إلى إمارة في دولة الخلافة الاسلامية بعد تغيير هويتها الوطنية.

 فقد تضمن المسلسل لقاءات عديدة ومتنوعة لقادة الجماعة، خاصة محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد مرسى يكشفون فيه صراحة عن مواقفهم من أبوالفتوح وصلاح أبو اسماعيل اللذين كانا يتطلعان للفوز برئاسة الجمهورية والسلفيين الذين تحالفوا معهم لطبخ الدستور على غير إرادة القوى المدنية التى انسحب ممثلوها من لجنة إعداد هذا الدستور، فضلا عن علاقات الجماعة مع التنظيمات الإرهابية الأخرى خاصة التى كانت موجودة في سيناء، وموقفها الحقيقى  من بعض الشخصيات المدنية التى تعاونت معها مثل أيمن نور.. 

قضية التخابر

كما كشفت هذه التسجيلات أيضا تهديدات الإخوان للمجلس العسكرى عام ٢٠١٢  بإغراق البلاد فى عنف واسع إذا لم يتم إعلان فوز مرسى في الانتخابات الرئاسية، وكذلك نصائح خالد مشعل للجماعة قبل الانتخابات الرئاسية.

 وكل هذه التسجيلات أصابت قادة الجماعة بغضب عارم لأنها قامت بتعريتهم أمام أعضاء الجماعة وكشفت كذبهم وفضحت علاقاتهم مع تنظيمات الإرهاب في سيناء.. فهم إذن ليسوا مجموعة من رجال الله أو (بتوع ربنا) كما كانوا يدعون ويقدمون أنفسهم للمجتمع ولأعضاء جماعتهم قبلها، وإنما هم زعماء عصابة خطيرة لا يهمهم إلا السلطة والنفوذ والمال والسيطرة على المجتمع وأخونته..


وإذا كان صانعو المسلسل قد اختاروا الأغلب الأعم من التسجيلات التى اختتموا بها حلقاته من مضبوطات قضية التخابر التى أدين فيها عدد من قادة الجماعة وصدرت ضدهم أحكام نهائية فيها، فإنهم لم يختاروا أهم التسجيلات فيها على الإطلاق، وهو تسجيل اجتماع لمجلس شورى الجماعة خصص لمناقشة تأسيس حزبها السياسى واختيار اسمه وقادته وأعضائه وبرنامجه والاتفاق على تمويل الحملة الانتخابية لمرشحيه في الانتخابات البرلمانية، وذلك بالتصويت داخل مجلس شورى الجماعة.. 

 

 

وقد أوضح هذا التسجيل الذى نشرت نص تفريغه ضمن أوراق القضية فى كتابى اغتيال مصر الذى نشر على جزءين قبل ست سنوات مضت كيف أن خيرت الشاطر كان يهيمن تماما على الجماعة، حيث كان يسيطر على أموالها واتصالاتها الخارجية وخططها السياسية الداخلية ويتحكم في قراراتها المختلفة.. وكان يمكن اختيار بعض المقاطع في هذا التسجيل لتأكيد ما تضمنه المسلسل حول سيطرة خيرت الشاطر حتى على قرارات  محمد مرسى حتى بعد أن صار رئيسا للجمهورية.        

الجريدة الرسمية