رئيس التحرير
عصام كامل

يرويها جمال الغيطاني.. مظاهر الاحتفال برمضان خلال 200 عام من حكم الفاطميين

الأديب جمال الغيطاني
الأديب جمال الغيطاني

حرص المصريون على الاحتفال بشهر رمضان خاصة في عصر الدولة الفاطمية، حيث أعطت احتفالا وطقوسا وعادات خاصة بالشهر الكريم أبهرت بها المصريين وهو ما أورثوه لأبنائهم وهي عادات وطقوس انتقلت من مصر إلى الدول المجاورة لها وما زالت هي طقوس واحتفالات شهر رمضان في القرن الواحد والعشرين.
ويحكي الروائي جمال الغيطاني ـ رحل عام 2015 ـ عن مظاهر رمضان زمان على مدار 200 عام حكم الفاطميون خلالها مصر خاصة في منطقة قلب القاهرة والتي ما زالت آثارها باقية حتى الآن، فقال إنهم كانوا حريصين على استمالة قلوب المصريين إليهم بالمظاهر لذلك، فالدولة الفاطمية أكثر دولة عرفت الاحتفالات، وكان يعهد فيه للقضاة بالطواف على المساجد لتفقد ما تم إنجازه من استعدادات.

مسجد عمرو بن العاص 

وقد وصف الرحالة ناصر خسرو الذي زار مصر في القرن الخامس الهجري الثريا التي أهداها الخليفة الحاكم بأمر الله إلى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بأنها كانت تزن سبعة قناطير من الفضة الخالصة، وكان يوجد به أكثر من 700 قنديل، وكان يفرش بعشر طبقات من الحصير الملون، وبعد رمضان كانت تفظ الثريا والقناديل في مخزن مخصص لذلك.
أول احتفالات رمضان في الدولة الفاطمية كان استطلاع الرؤية وتأتي ثاني الاحتفالات بإقامة إفطار جماعى يقيمه الخليفة الفاطمي في يومين وتسمى السماط، وكان الخليفة يحضرها بنفسه ويحضرها كبار رجال الدولة والحرفيين والتجار.

مواكب الخليفة 

كان الخليفة يخرج في موكب يومي من بين القصرين "شارع المعز الآن" ويسير في منطقة الجمالية حتى يخرج من باب الفتوح، ويخرج من باب الذهب إلى باب النصر وأثناء المسير يوزع الصدقات على الفقراء والمساكين، ثم يعود الخليفة إلى القصر فيستقبله المقرءون بتلاوة القرآن الكريم في مدخل القصر.
وكان الخليفة يصلي أيام الجمع الثانية والثالثة والرابعة على الترتيب في جامع الحاكم بأمر الله وجامع الأزهر وجامع عمرو بن العاص، ويتم إحياء آخر ليلة من رمضان بالقصر الشرقي الكبير. 


أما المسحراتي فكان يخرج بالليل حاملًا طبلته الشهيرة يدق عليها ينبه الناس إلى السحور، وكم استمتعنا ونحن صغار بحكاوي المسحراتي وهو يدق على طبلته ومعه طفل يحمل له القنديل المضاء بالشمعة، كان المسحراتي ينادي على البيوت بأسماء أصحابها وكانت هناك عطية له مقابل ذلك.
وفي أيام رمضان كانت تنشط الأسواق ومنها سوق الشماعين بالنحاسين لصناعة الشموع، كما يصنع فيه حلوى السكر بأشكال مختلفة تسمى "العلايق".

مقاهٍ بلا دخان 

وهناك سوق السكرية ببوابة المتولي بالغورية وهو يعج بأنواع الياميش وقمر الدين، وكانت وكالة "قوصون" بشارع باب النصر بمثابة مقر لتجار الشام لبيع الفستق والخروب والتمر والجوز واللوز وما يعرف بتجارة المكسرات.
ولم تكن تعرف المقاهي بمفهومها الحالي أثناء الدولة الفاطمية، حيث كانت قاصرة على الخليفة وكبار رجال الدولة، وكانت هناك مقاهٍ في الفسطاط بالقرب من باب زويلة ـ منطقة تحت الربع حاليا ـ تقدم لسكان المنطقة القرفة والجنزبيل والحلبة ولم يكن بها قهوة أو شيشة أو دخان.

الجريدة الرسمية