رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة ربيع: الاحتفال بذكرى تعويم إيفر جيفن استرجاع لبطولات رجالات قناة السويس

الفريق أسامة ربيع
الفريق أسامة ربيع خلال كلمته

أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، خلال احتفال الهيئة بالذكرى الاولى لتعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة "ايفر جيفن"، على خالص امتنانه وشكره لشركاء النجاح من مختلف أنحاء العالم، ولكل من حرص على مشاركة الهيئة بهذه المناسبة العزيزة.  

 

وتوجه بالتهنئة للحضور الكريم والشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بقرب حلول شهر رمضان المعظم داعيًا المولى عز وجل أن يجعله شهرًا مباركًا علينا جميعًا، وأن يشمل وطننا الغالي بالخير وأن يظلنا سبحانه وتعالى بأمنه وأمانه. 

ملحمة البطولة 

 

وأشار رئيس الهيئة إلى إن الاحتفال بتلك الذكرى نجاح لأبطال الهيئة في التغلب على أزمة جنوح السفينة "إيفرجيفن" وتفوقهم في مواجهة واحدة من أعتى المشكلات التي يمكن أن تقع في ممر ملاحي بأهمية قناة السويس. معبرا عن شعور بمزيج من السعادة والفخر لكون هذه المناسبة ليست فقط مناسبة لإبراز الأداء المتميز والصلابة التي يمتلكها العاملون بالهيئة، وإنما هو رمز على قدرة الإنسان المصري في مواجهة الشدائد وتماسكه أمام الأزمات والمحن، تلك التي يتفوق بامتياز في تحويلها بعون الله إلى انتصارات وإنجازات. 

 

واسترجع رئيس الهيئة اللحظات الفارقة والتي كان يشهدها العالم أجمع ما بين مساند لجهودنا، وبين متأمل فيما يمكن أن تسفر عنه أزمة إغلاق أهم شريان ملاحي وتجاري عالمي، وبين متربص لإصدار أحكام قد تكون قاسية على كيفية إدارة هيئة قناة السويس ومن خلفها الدولة المصرية للأزمة. 

المساندة الكاملة من الرئيس السيسي  

 

وقال إن هذا الاحتفال هو استرجاع  بما حدث على مدار ستة أيام، لابد من كلمة للحقيقة والتاريخ أجدها ويجدها كل منصف مفتاحًا للتفوق والنجاح والأداء المُبهر لأبطال القناة خلال جهود تعويم السفينة الجانحة، ألا وهي "المساندة الكاملة" من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تابع الموقف لحظة بلحظة وأشرف بنفسه على قيادة عملية إنقاذ وتعويم السفينة على مدار الساعة، وقبل كل ذلك آمن سيادته بقدرة العاملين في هيئة قناة السويس على اختلاف تخصصاتهم ودرجاتهم، على التعامل مع الأزمة بما يمتلكونه من كفاءة ومن خبرات ممتدة ومن صلابة في مواجهة أعتى التحديات، ومن عزيمة وإصرار على رفع اسم مصر عاليًا.  

و أشار رئيس الهيئة إلى إن مساندة الرئيس هي كلمة السر في كل ما تفجر من إصرار على مواصلة الليل بالنهار دون كلل أو إرهاق، ودون راحة أو نوم حتى انجلت الأزمة في ستة أيام فقط. وهي الازمة التي كان مقررًا لها في أفضل التقديرات أن تستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر،  فضلًا عما كان سيترتب على هذه الأزمة من آثار سلبية سواء على حركة التجارة والملاحة الدولية أو على قناة السويس الممر الملاحي ذي الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية غير المسبوقة لا تاريخيًا ولا جغرافيًا. 

 

ووجه رئيس الهيئة الشكر للعاملين بهيئة قناة السويس، أبطال القناة الذين أداروا الأزمة بثقة وعقلية وعزيمة الانسان المصري صاحب التاريخ الضارب في العمق لآلاف السنين والمُقدِر بصدق لِعظَم المسؤولية التي يتحملها، وخطورة الأزمة التي يواجهها. 
 

إنجازات هيئة قناة السويس 

ولفت رئيس الهيئة إلى جُملة ما تحقق من إنجازات بلغة الأرقام والإحصائيات، رغم تحديات انتشار فيروس كورونا المستجد مع ما كان له من آثار مُدمرة على العالم أجمع، وهو ما نجحت الهيئة في مواجهته عبر العديد من السيناريوهات فضلًا عن تطبيق حزمة واسعة من الحوافز التسويقية كان لها أكبر الأثر في تجاوز المحنة بنجاح وتحقيق أرقام هي الأعلى في تاريخ هيئة قناة السويس الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن النجاح في مواجهة التحديات كان نجاحًا مضاعفًا. ورغم ما تحقق من إنجازات أبرزتها بوضوح الأرقام سالفة الذكر، إلا أنه ومن منطلق حرص هيئة قناة السويس على ضرورة استمرار تطوير المجرى الملاحي بما يعزز من ريادته العالمية، فقدت تبنت الهيئة بدعم كامل من القيادة السياسية مشروعًا ضخمًا لتطوير القطاع الجنوبي من قناة السويس، وهو المشروع الذي يعد واحدًا من أهم المشروعات التي تنفذها الهيئة في السنوات الأخيرة. 

 

و أوضح رئيس الهيئة إن ما تمتلكه هيئة قناة السويس من قدرة على مواجهة التحديات مع ضرورة الحرص على مواكبة كافة المتغيرات سواء في صناعة السفن أو تكنولوجيا الملاحة البحرية أو حماية البيئة أو غيرها، فقد حرصت الهيئة على تنفيذ عدة إجراءات من شأنها الحفاظ على سلامة البيئة وحماية الكائنات البحرية ومكافحة التلوث. 

 

لافتا إلى إن هيئة قناة السويس  وهي تنفذ هذه الإجراءات فإنها تتماشى مع جهود الدولة المصرية التي تبذلها في هذا الصدد والتي كانت ثمرتها اختيار مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في نسخته رقم 27،  والذي يعتبر المُلتقى الأهم على مستوى العالم بالنسبة للجهود المبذولة في هذا الإطار. 

 

وأشار إلى إن هيئة قناة السويس هذا الصرح الوطني الشامخ الذي طالما كان رمزًا من رموز العزة والكرامة المصرية، ومحورًا للعديد من المواجهات التي أسفرت عن تحقيق الانتصار الكاسح للإرادة المصرية، سيظل مصنعًا للرجال المرابطين على هذا الثغر الأهم من ثغور مصرنا الغالية، وسيظل أبطال القناة دومًا عند حسن ظن الوطن بهم لا يدخرون غاليًا  إلا ويبذلونه من أجل تحقيق المكانة الرفيعة لبلدهم بين الأمم.  

 

وأختتم رئيس هيئة قناة السويس كلمته بتأكيده بالنيابة عن جموع العاملين بهيئة قناة السويس بالوقوف  خلف القيادة السياسية الرشيدة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى استعداد لبذل كل جهد والتضحية بأثمن ما  يملكون من دماء وأرواح في سبيل تقدم وازدهار مصر.  

 

قائلا إننا نؤمن بما يجب علينا أن نقدمه فداء بلادنا حتى تتحقق لها المكانة التي يستهدفها المشروع الوطني الشامل الذي تتبناه الجمهورية الجديدة، وهو المشروع الذي من شأنه أن يضع مصر في الموقع الذي يليق بها في صدارة الأمم، وكما يقول فخامة الرئيس دائمًا أن مصر أم الدنيا  وستظل كذلك أبد الدهر.  

 

عاشت مصر حرة قوية برئيسها وجيشها وشعبها الأبي وكل عام وأنتم بخير ووطننا الغالي في أمن واستقرار  وازدهار. 


 

مغادرتها لقناة السويس 

وكانت قد غادرت سفينة الحاويات البنمية العملاقة "ايفر جيفين "المجرى الملاحي لقناة السويس، يوم 7 يوليو، عقب توقيع عقود تسوية مع قناة السويس، وبدأت في تفريغ حمولتها في ميناء روتردام في هولندا، بعد 23 يومًا من مغادرة قناة السويس. 

 

وكانت الشركة المالكة لسفينة الحاويات البنمية التي جنحت في قناة السويس في مارس الماضي لمدة 6 أيام، استبدلت قبطانها الذي كان يقودها وقع حادث الجنوح، بقبطان آخر ليستكمل رحلتها التي انطلقت يوم 6 يوليو من البحيرات المرة بمحافظة الإسماعيلية -مكان التحفظ عليها قبل توقيع عقود التسوية- إلى ميناء روتردام بهولندا. 

 

وكانت سفينة الحاويات البنمية "إيفرجيفين"، والتي جنحت بقناة السويس في مارس الماضي لعام ٢٠٢١ تحركت من مقر احتجازها في البحيرات المرة بمحافظة الإسماعيلية، وعبرت المجرى الملاحي استعدادا لاستئناف رحلتها بعد 106 أيام للتوقف في المجرى الملاحي لقناة السويس. 

 

و تعد تلك الناقلة، من أكبر الناقلات حول العالم، قد ظلت جانحة لنحو أسبوع في قناة السويس خلال مارس الماضي ما عرقل الملاحة عبر الممر الملاحي الحيوي للتجارة العالمية، ويبلغ طول السفينة 400 متر، وعرضها 59 مترا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، جنحت في الكيلو 151 ترقيم قناة السويس، في مارس الماضي لمدة 6 أيام. 

 

قصة الجنوح 

وكانت الناقلة مستأجرة من جانب شركة "إيفرجيفن" التايوانية، وجنحت عندما كانت تبحر من الصين إلى روتردام. 

 

وعقب تعويم الناقلة، تم احتجازها في البحيرة المرة الكبرى، التي تفصل الجزء الشمالي من قناة السويس عن الجزء الجنوبي، إلى غادرت الأربعاء المجرى الملاحي. 

 

وغادرت السفينة المجرى الملاحي، عقب توقيع عقود التسوية النهائية بين هيئة قناة السويس، والشركة المالكة للسفينة الجانحة، بحضور الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وسفير اليابان، وعدد من القيادات بالمجتمع الملاحي الدولى.  

 

وعبرت "ايفر جيفين " عقب تلك الواقعة المجرى الملاحي مجددا عدة مرات لتباشر رحلاتها حول العالم من جديد.

الجريدة الرسمية