رئيس التحرير
عصام كامل

في عيدها القومي.. المقومات السياحية والأثرية لمحافظة المنيا

محافظة المنيا
محافظة المنيا

تحظى محافظة المنيا بموقع جغرافي متميز على نهر النيل العظيم بوسط جمهورية مصر العربية، وتتمتع بالجو الدافئ المشمس والمناظر الطبيعية الخلابة، والأماكن السياحية والأثرية الرائعة والمتفردة مما جعلها تلقب بعروس الصعيد كما أنها قبلة الزائرين من المصريين والسائحين.

عاصمة إخناتون الجديدة 

وتعود الأهمية التاريخية والأثرية لمحافظة المنيا، إلى العصور المصرية القديمة فقد اختارها الملك اخناتون لتكون مقرا للعاصمة الجديدة للبلاد، حيث أنشأ فيها مدينة تل العمارنة والتي نادى من خلالها بالوحدانية وعبادة الإله الواحد آتون.

محافظة المنيا

وكان لفن العمارنة أسلوبه الخاص الذي عبر عن العقيدة التي سادت خلال تلك الفترة التاريخية، كما لجأت العائلة المقدسة إلى المحافظة أثناء رحلتها في مصر، حيث استقرت في دير الجرنوس الذي يعتبر المحطة الأولى التي استقبلت العائلة المقدسة ويقع غرب مغاغة بــ 20 كم، وبه كنيسة ترجع للقرن الــ19 كما يوجد به بئر عميق شربت منه "العائلة المقدسة" بالإضافة إلى دير السيدة العذراء على قمة جبل الطير بسمالوط ويوجد به كنيسة أثرية منحوتة في الصخر وتحتوي على مغارة صغيرة اختبأت فيها العائلة المقدسة.

وتتمتع المحافظة بتنوع أنماطها السياحية ما بين السياحة الثقافية والريفية والصحراوية، حيث تضم مجموعة متنوعة ومتميزة من المواقع الأثرية من العصور المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، كما بها مساحات ريفية  شاسعة يستطيع السائح فيها أن يستمتع بمشاهدة الأراضي الزراعية والخضراء الواسعة على جانبي الطرق المؤدية إلى المواقع الأثرية والسياحية والبيوت الريفية المبنية بالطوب اللبن وتظللها الأشجار العالية وتجاورها أبراج الحمام والأسواق الشعبية.

المقومات السياحية

كما أن بالمحافظة مساحات صحراوية شاسعة ممتدة بطول 160 كم علي جانبي نهر النيل ويجاور المنيا من ناحية الغرب الصحراء الغربية تصلح لأنشطة متعددة من السياحة الصحراوية مثل إقامة المعسكرات والسباقات ورالي للدرجات البخارية والسيارات، ولعل أهم ما تتميز به المحافظة من أنماط سياحية هي السياحة الدينية. 
فعلي أرضها كانت أول دعوة للتوحيد وفيها دير السيدة العذراء في نفس المكان الذي زارته العائلة المقدسة ومكثت به ثلاث أيام بالإضافة إلى منطقة البهنسا  التي تطيب برحيق دماء الشهداء، ومزاراتها ويوجد بها مقبرة لما يزيد عن أربعين من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وممن حضروا موقعة بدر.

كما تعمل المحافظة حاليا على الترويج لسياحة الطعام خاصة وأنها تتميز بمأكولات شهيرة يتم عملها في الريف مثل خبز البتاو الكشك الصعيدي الفطير والعسل الأسود وعسل النحل والجبنة القريش والجبنة القديمة والمش والبيض البلدي.

كما يمكن لزائري المحافظة الاستمتاع بمشاهدة حفلات الفن الشعبي التي تقيمها مديرية الثقافة علي المسرح المكشوف بكورنيش النيل كما تقوم الفنادق بإقامة مثل هذه الحفلات لزوارها، بالإضافة إلى الجزر النيلية المنتشرة بالمحافظة حيث تحتوي على 72 جزيرة خضراء بديعة يمكن للسائح الاستمتاع بها ومشاركة أصحاب المزارع بالزراعة ورعي الغنم وركوب الخيل والدواب وصيد الأسماك، كما تتميز بكورنيش رائع يمتد بطول 6 كم على ضفاف النيل.

كما يوازي النيل ممشى على النيل يوجد به مسرح مكشوف وملاعب ومراسي وأندية وكلها مواقع جذب يجد فيها الزائر متعة كبيرة كما يسعد الزائر برحلات نيلية بمجموعة من البواخر السياحية إلى المواقع الأثرية ومنها ‏الكوم الأحمر وزاوية الميتين وبني حسن وما بها من مقابر رائعة الجمال ودير البرشا واسطبل عنتر والشيخ عبادة والشيخ سعيد والعمارنة والأشمونين وتونة الجبل والبهنسا، بالإضافة إلى محاجر حتنوب التي استخرج منها المصريون القدماء الألباستر واستخدموه في نحت روائعهم الفنية وكنيسة العذراء بجبل الطير ودير أبو حنس ودير أبوفانا ومسجد اللمطي ومسجد العمراوي ومسجد علي شعراوي ومسجد الحسن بن صالح زين العابدين ومقابر الشهداء والصحابة بالبهنسا ومسجد العسقلاني وقصر عبد المجيد باشا.

المتاحف والمواقع الأثرية

وتضم المحافظة عدة متاحف منها: متحف ملوي والذي يحتوى على مجموعة من الآثار تعود لعصور مختلفة منها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطي، والمتحف الآتوني والذي يعد أحد أهم المشروعات التي تعمل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الحكومة الألمانية على الإنتهاء  منه وهو مبنى على شكل هرمى يحتوى على قاعات عرض متحفية، ومدرسة ترميم، ومسرح، وقاعة مؤتمرات، بالإضافة إلى حديقة ومحلات بيع هدايا ومطاعم وكافيتريا.
والجدير بالذكر أنه تم اختيار يوم 18 مارس من كل عام عيدا قوميا لمحافظة المنيا، تخليدا لانتفاضة أهالي مركزي ( ديرمواس وملوي ) فى مواجهة الإحتلال الأجنبي، واعتراضًا على اعتقال الزعيم سعد زغلول وزميله على شعراوي، وعبد العزيز فهمي يوم 8 مارس 1919م، حيث أثار ذلك نفوس المصريين وخرجوا في ثورة عارمة في جميع محافظات مصر.

وبدأت المظاهرات بتاريخ 10 مارس وسارع أبناء محافظة المنيا بالانتفاضة ضد الاحتلال الأجنبي، وفي يوم 18 مارس قام المواطنون بمركزي ديرمواس وملوي وأصبح هذا اليوم عيدًا قوميًا لمحافظة المنيا، تخليدًا لدورهم الوطني.

الجريدة الرسمية