رئيس التحرير
عصام كامل

نهر الخير يتدفق في ميت يعيش

فكرة بسيطة تابعتها على صفحة جمعية تنمية المجتمع المحلى فى قرية ميت يعيش بمحافظة الدقهلية، قوامها التكامل المجتمعى، إذ أعلنت الجمعية عن افتتاحها ورشة لتصليح وصيانة الأجهزة المنزلية والأخشاب، تضم فريقا من الحرفيين المهرة، كل يسير في طريق الخير والتعاون فى سبيل سد احتياجات الأسر المتعففة.

ربما كان هناك من لا يقدر على شراء جهاز تتطلبه ضرورات المعيشة مثل ثلاجة، أو غسالة، أو بوتجاز، أو تلفزيون، أو من ليس لديه القدرة على وضع قطع من الأثاث فى منزله، مثل سرير خشبي أو كرسي أو منضدة.

تكامل مجتمعي

ومن هنا جاءت الفكرة، التي أتمنى أن تعم قرى وأحياء أخرى، على تبرع الأسرة التى لا تحتاج إلى وجود جهاز متعطل أو غير صالح للعمل، لديها، أو قطعة أثاث منزلية مكسورة  أو بها عيوب، وبالتالى لا تلزمها وتتخذ حيزا من المنزل بلا داعي، إلى جمعية تنمية المجتمع المحلى، ومن ثم يتناولها هؤلاء الحرفيون الذين تعاقدت معهم الجمعية، لإصلاحها وتجديدها ودهانها بكل ما يستلزمه ذلك من أدوات وقطع غيار، على نفقة الجمعية، مع نقلها من منزل المتبرع إلى مقر الورشة على نفقة الجمعية أيضا.

 

وحال الانتهاء من تجديد الجهاز المعطل أو قطعة الأثاث غير الصالحة لسبب ما، وإعادتها إلى العمل مرة أخرى، يتم إهداؤها إلى أسرة فقيرة تحتاجها ولا تستطيع شراء الجديد منها، ومن ثم يتم سد احتياج تلك الأسرة من هذا البند، من فائض أسرة أخرى لا تحتاجه، وتتحقق فكرة الترابط والتكامل المجتمعى، دون حرج لأسرة المتبرع أو المُتبرع له.

 

وبالفعل تلقت الجمعية الكثير من التبرعات، ما بين أجهزة لازالت تعمل بكفاءة، وتم الاستغناء عنها، أو أجهزة تحتاج إلى لمسات فنية، كى تعود إلى العمل مرة أخرى، فضلا عن أعداد كبيرة من قطع الأثاث، التي أعادت البسمة والدفء إلى أسر كانت في أمسّ الاحتياج الى هذا.

 

 

نحيي تلك الأفكار الاجتماعية الهادفة، التي تسعى في تحقيق التواصل وبث روح المحبة بين أفراد القرية والحي الواحد، والسعي في إضفاء لمسات السعادة على أسر ربما حالت ظروفها المادية دون القدرة على إكمال ما يلزمها من أدوات إعاشة ضرورية، ومن ثم تتدفق الرحمة وتسري في أوصال المجتمع، شكرا لكل من قدم فكرة طيبة لصالح قريته ووطنه.

الجريدة الرسمية