رئيس التحرير
عصام كامل

السلفية المدخلية والتبليغ والدعوة.. من عباءة واحدة وبينهما ما صنع الحداد

أنصار التبليغ والدعوة
أنصار التبليغ والدعوة ينتشرون في المساجد

ترفض السلفية المدخلية، التابعة لـ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، الاعتراف بالتيارات الدينية الأخرى، حتى لو كانت من عباءة السلفية، وترفض علنا اقتحام السياسة أو الخوض فيها، ولا تتعرض للحاكم أو تعترض طريقه، وهو المبدأ الأول للسلفية المدخلية.

 

وتجتهد المدخلية في رفض كل الجماعات الأخرى التي لاتمتثل لها، حتى لو كانت تتماس معها في الكثير من المبادئ والقناعات مثل جماعة التبليغ والدعوة، إذ تتهمها المدخلية بالفساد وتحرض السلطات المختلفة عليها دائما، فالمدخلية عند أنصارها هي السلفية الخالصة وغيرها مبتدع وضال.  

 

السلفية المدخلية ورفضها للتبليغ والدعوة 

 

تكشف رسائل متتالية من المدخلية لأنصارها موقفها من التبليغ والدعوة ورؤيتها للفكرة التي لاتطيق وجودهها، إذ تقول عن الكتب التي تدرس وتشرح التبليغ: الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم لا خير فيها؛ وتؤكد دون شك أنها  جماعة بدعة وضلالة.

 

تتابع المدخلية في رسائلها: يوضح ذلك قراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ إذ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسع السكوت عنه.

 

وتختتم: لن نتركها حتى نكشف ضلالها وباطلها، نصرا للدين وإعلاء كلمته. 

 

عن التبليغ والدعوة 

 

وجماعة التبليغ والدعوة، من الجماعات الدينية المثيرة للجدل منذ نشأتها في الهند، إذ تدعو للتدين بأسلوب يتناسب مع الترغيب والتأثير العاطفي الروحاني، ولهذا انتشرت في معظم البلاد العربية والإسلامية.

 

تضع الجماعة هدفين لها، تبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية ومحاولة إدخاله للإسلام، والثاني هو وعظ المتساهلين من المسلمين في امور العبادة، وتجنيدهم في الدعوة للخروج معهم لدعوة آخرين على نفس المنهج. 

 

ويرى البعض أن جماعة التبليغ لها أدوار كبرى في فتح ممرات للتطرف، ولهذا اتهمتها وزارة الشؤون الدينية السعودية بأنها بوابة من بوابات الإرهاب، وخصصت بعض خطب الجمعة للتحذير منها. 

 

عن السلفية وتاريخها 

 

والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ‏والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث ‏النبي.‏

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على ‏التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا ‏يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. ‏

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام ‏بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ‏ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية