رئيس التحرير
عصام كامل

فرحة رمضان في بيت أم دنيا.. حكاية أسرة عشقت تزيين وبيع الفوانيس بباب الخلق| فيديو وصور

دنيا ووالدتها تزينان
دنيا ووالدتها تزينان الفوانيس

في منزل متواضع بشارع مساكن أحمد ماهر في منطقة باب الخلق في محافظة القاهرة، تجلس العشرينية دنيا في صالة المنزل مع السيدة عبير والدتها، كل واحدة منهما تمسك بفانوس صاج ذهبي اللون وخيط عريض لامع ومسدس الشمع، تلصق دنيا الزينة أو"الستراس" فوق الفانوس بطريقة غاية في الدقة حتى يأخذ شكلا جديدا غير الذي نعتاده في شهر رمضان، "إحنا بقالنا حوالي ٣ سنين شغالين في تزيين الفوانيس الصاج بالستراس والقماش من غير الشغل ده منحسش برمضان".

دنيا ترث "غية" شغل الفوانيس من والدها

لم تكن مهنة بيع الفوانيس التي تشتهر بها منطقة باب الخلق في القاهرة، هي المهنة الأساسية لوالد دنيا طالبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، حيث عمل الأب في مجال المقاولات ولكنه بسبب نشأته في تلك المنطقة التي تكون أول مكان يستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك في مصر، تعلق بتجارة الفوانيس وافتراش مربع صغير في الشارع منه لبيع الزينة والفوانيس، ولكن تلك الفوانيس لم تكن كمثيلاتها في بقية الشارع، فمثلما هوى الأب بيع فوانيس رمضان قبل حلول الشهر الكريم بحوالي شهرين، هوت الابنة وأخواتها تزيين الفوانيس بأحجامها وأشكالها المختلفة.

"من أول شهر أكتوبر بنبدأ نشتري الزينة والقماش والخامات المختلفة، وأنا وأمي وأختي الكبيرة بنقعد هنا في الصالة وكل حد فينا بيعمل حاجة مختلفة وأمي بتشتغل على الفوانيس الكبيرة وتزينها بالقماش والستراس".

في كل عام تبتكر دنيا ووالدتها أشكالا جديدة تختلف عن العام الماضي أو تضيف إليه، فالفانوس الشمعة التقليدي الذي نعرفه، فقط في بيت أم دنيا تجد الفانوس أبو شمعة يغني لك "وحوي يا وحوي"، وهذا بعد أن ابتكرت الأم طريقة لوضع دائرة كهربائية أو إسطوانة تعمل بالحجر الجاف بدلا من الشمعة، "إحنا كل سنة عندنا جديد وزباينا بينبهروا دايما بالشغل بتاعنا ماما ست بيت عمرها ما اشتغلت في الحاجات دي لكنها قررت تساعد زوجها فاتعلمت وبقت محترفة".

لا تكتمل فرحة رمضان في بيت دنيا وأخواتها إلا بهذه الجِلسة التي يجتمع بها كل أفراد الأسرة بالصالة،كل واحد منهم له مهمة محددة يقوم بها كل منهن، تجلس الأم على الكرسي المخصص لها تضع الفانوس الكبير أمامها تبدأ في تسخين الشمع ولصق الزينة المصنوعة من القماش أو مختلف الخامات الأخرى، تلصقها في كافة جوانب الفانوس لتحول شكله من المظهر المعدني الذهبي المعتاد إلى فانوس أكثر جمالا وجاذبية يحمل الكثير من الألوان التي تأسرك وتجعل فرحة رمضان تتضاعف لديك، فبحرفة الصانع ودقة الخبير يخرج الفانون من تحت يد السيدة عبير بشكل وطابع فريد فتشعر وكأنه لم يكن فانوس صاج كما كان من قبل ولكنه اتخذ شكلا فريدا يُصنع فقد في "بيت الست أم دنيا وبناتها" هذا المنزل الهادئ في أحد أهم الشوارع التي تخرج منها المئات من فوانيس رمضان سنويا.
 

الجريدة الرسمية