الشيخ متولي الشعراوي يشرح معنى الحياة والموت
ما معنى الحياة وما معنى الموت ؟ بعض الناس يقولون إن الحياة هى الحس والحركة، وان كل شئ لا حس ولا حركة ظاهرة لنا ليس فيه حياة كالجماد، يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى القول بأن كل شئ لا حركة فيه ليس فيه حياة ليس هو الحقيقة، فكل شئ فى الدنيا فيه حياة..لكنها حياة تلائم مهمته، والحق تبارك وتعالى يقول فى سورة الإسراء ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ).
إذن كل ما يطلق عليه شئ يسبح بحمد الله، الارض تسبح والجبال تسبح والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة الأنبياء ( وسخرن مع داود الجبال يسبحن ) وقال جل جلاله فى سورة الجمعة ( يسبح لله مافي السموات وما فى الأرض الملك القدوس ).
الحس والحركة
بل ان امر الله يتعدى ذلك، الى ان هذه الاشياء التى نراها امامنا جامدة بلا حس ولا حركة، لها عواطف تعبر عنها بالبكاء، ألم يصدر جذع النخلة التى استند اليها رسول الله وهو يخطب فى المسجد أنينا حين تركه رسول الله ليخطب على منبر بناه المؤمنون، ألم يقل الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى سورةالدخان (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ).
اعتقاد غيرصحيح
واذا قرأنا الآية الكريمة فى سورة فصلت (ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارضض أئتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين )..هنا يجب ان نلتفت ان للارض والسماء لغة تتحدثان بها، انهما يسمعان ايضا مصداقا لقوله تعالى (اذا السماءانشقت وأذنت لربها وحقت )ومعنى أذنت أى سمعت بإذنها فانقادت لأمر الله واطاعته وهكذا نرى ان كل شئ فى هذا الكون له حياة تناسب مهمته وان الاعتقاد بأن الجماد ميت لا حياة فيه اعتقاد غير صحيح.
الله تعالى خلق حياتين..الحياة الدنيا وهى حياة موقوته لكل شئ فيها نهاية ونصيب كل منه فيها مختلف، وجعل نهاية الحياة الدنيا 1لانتقال الى عالم الموت، والله سبحانه وتعالى لفت انتباهنا الى ان الحياة الحقيقية للانسان ليست فى الدنيا ولكنها فى الاخره لأن الحياة الآخرة أبدية ليس فيها موت.
وخلق الحق عالم موت قبل المجئ الى الحياة الدنيا وعالم موت عند الخروج من الحياة الدنيا ، وقبل بداية الاخرة.
فالله سبحانه وتعالى حين خلق آدم،خلق فى آدم ذريته كلها من آدم الى آخر من ستقوم عليهم الساعة مصداقا لقوله تعالى ( واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدتهم على انفسهم ألست بربكم ؟ قالوا بلا وشهدنا ) ان الحياة لا يمكن ان تستمر الا اذا كانت حلقاتها متصلة.
