رئيس التحرير
عصام كامل

طاولة الرئيس!

يلتقى الرئيس الروسي فلادمير بوتين المسئولين الآن، أجانب أو روس، على طاولة طويلة جدا، يساوى طولها أربع طاولات عادية.. وقد ظهر الرئيس الروسي وهو يجتمع مع الرئيس الفرنسي الذى زار موسكو مؤخرا على هذه المائدة ويفصل بينهما عدة أمتار ولا يوجد في القاعة أحد غيرهما حتى المترجم لأنهما اعتمدا على أجهزة الترجمة السمعية. 

 

وإذا كان البعض علل ذلك المشهد بأن طاولة بوتين الجديدة الطويلة صممت بشكل خاص لمراعاة الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن هؤلاء وغيرهم لم يجدوا تفسيرا واضحا لخروج الرئيس الروسي على قواعد البروتوكول حينما أشار للرئيس ماكرون بعد انتهاء مؤتمرهما الصحفى المشترك  لآن يتبعه، وسبقه للخروج وحده من القاعة التى تم فيها المؤتمر بينما لحق به الرئيس ماكرون.. 

 

الموقف الروسي

 

لذلك صارت هناك اجتهادات لتفسير ذلك لآن الرئيس بوتين لا يفعل شيئا عفويا وإنما كل ما يقوم به مخطط ومقصود ويبغى به دوما أمرا ما.. ومن أبرز هذه الاجتهادات أن الرئيس بوتين أراد أن يقول للعالم أن ثمة مسافة بعيدة بين الموقف الروسي في أزمة أوكرانيا والموقف الفرنسي والأوربي وأن مباحثاته مع الرئيس الفرنسي لم تقرب من تلك المواقف، وأن الأزمة مازالت ملتهبة.

 

بينما يفسر البعض عدم اتخاذ الرئيس الفرنسي موقفا تجاه ما حدث له في موسكو بأنه أراد أن يمر ولا يتوقف الفرنسيون أمامه طويلا في وقت يخوض فيه معركة انتخابية يسعى فيها إلى الفوز والاستمرار في الإليزيه. 

 

 

وأيا كانت التفسيرات ل طاولة الرئيس بوتين وما فعله مع ضيفه الرئيس ماكرون فإن أزمة أوكرانيا الحالية تمثل صداعا في رأس رئيس آخر هو الرئيس الأمريكى بايدن الذى يبدو أنه ليس أمامه سوى توجيه التهديدات بعقوبات اقتصادية رادعة لروسيا لكبح جماح الرئيس الروسي في زيادة النفوذ الروسي في العالم، في ظل تحالف روسي صيني، وفي ظل عدم حماس أوروبا لوقوع صدام عسكرى في هذه المنطقة.. ولعل ذلك ما يجعل بعض المحللين يعتقدون أن هذه الأزمة تجد في نهاية المطاف حلا روسيا وأمريكيا وأوربيا.. غير أن هذا الحل سيكون له دور مؤثر في  صياغة مستقبل النظام العالمى الجديد ورسم ملامحه.

الجريدة الرسمية