رئيس التحرير
عصام كامل

"فرقة المهام الصعبة" تواجه أباطرة الإجرام الكيف.. والقضاء على 80% من أوكار الجريمة

أرشيفية
أرشيفية

"أنا الحكومة".. شعار رفعه الخارجون على القانون لتجارة السلاح والمخدرات والقتل وترويع المواطنين لا يفعلون شيئا سوى الجرائم،  وجسد فيلم "الجزيرة" واحدة من البؤر الإجرامية التى يتخذها الخارجون على القانون مأوى لهم لنشر الخوف والرعب فى نفوس السكان للتحول إلى أرض يسكنها الدم والنار.

وعانى قاطنو مثل هذه المناطق على مستوى الجمهورية من ويلات الجريمة وانتشار السموم بكافة أنواعها وأصبحت تفوح رائحة الدم فى كل مكان وأرض يسكنها الخوف حتى جاءت ساعة التطهير عبر فرقة أسستها وزارة الداخلية لتكون طوق نجاة لقاطني مثل هذه المناطق والقضاء على البؤر الإجرامية المسلحة وتطهيرها. وكانت عصابة الدكش واحدة من أخطر العصابات التى كشفت عن ضلوع مسئولين بارزين فى دعمهم واستشهاد عدد من رجال الشرطة أثناء المواجهات العنيفة معهم بمحافظة القليوبية والمعروفة إعلاميا بـ"عصابة الدكش" ومنطقة مثلث الذهبي، آنذاك.

المهام الخاصة

وتشكلت فرقة ضمت قطاعات الأمن العام والأمن الوطنى والأمن المركزى، والعمليات الخاصة، وقطاع المخدرات، والأسلحة والذخائر غير المرخصة، ومسئولى البحث الجنائى بمديريات الأمن المختصة، بإشراف اللواء علاء سليم مساعد أول وزير الداخلية تكون مهمتها تفكيك خريطة الجريمة على مستوى الجمهورية.

وتمكنت من تحقيق 80% من خطتها المستهدفة فى نهاية أساطير إجرامية وبؤر استيطانية منذ عدة سنوات، والتى كانت منطقة السحر والجمال وبحيرة المنزلة من أكثر المناطق خطورة، ونفذ 95% من أعمال التطهير. وضمت عناصر الفرقة نحو 20 لواءً و55 ضابطًا رفيعى المستوى و200 شرطى مدعومين بوحدات التدخل السريع.
ويضيف مصدر مطلع لـ"فيتو": تعمل "فرقة المهام الصعبة" المشكلة على تحديد المناطق المراد تطهيرها وإجراء الدراسات الأمنية بشأنها وجمع المعلومات وإجراء التحريات وتحديد كافة التفاصيل وزرع عناصر ذوى كفاءة عالية لجمع المعلومات ويعقبها شن حملة تستمر عده أيام وتمركز فى القرى لحين القضاء على البؤرة الإجرامية وضبط كافة عناصرها، وبالإضافة إلى إزالة أوكارهم ومنازلهم لتكون رادعا لكل من تسول له نفسه ارتكاب أفعال إجرامية.
وأوضح المصدر، تأخر اقتحام بعض البؤر إجرامية يرجع إلى الحفاظ على أرواح المواطنين وتجنب استخدامهم دورعا بشرية من قبل العناصر الخارجة على القانون وعدم اكتمال الدراسات الأمنية عن المنطقة المستهدفة.

خريطة البؤر المسلحة

وكشف تقرير أمنى بأن خريطة البؤر الإجرامية تضم: البلابيش قبلى والصوامعة شرق وجزيرة طما ومركز البلينا بمحافظة سوهاج، وأبو حزام وحمرا دوم والسمطا ودشنا فى قنا وقرى المحمودية، الشراقوة، بندر ديروط، قرى العقال القبلى وعرب العمايم والزاوية ومركز البدارى بمحافظة أسيوط، ودوائر أقسام شرطة الفيوم أول وثان وطامية، منطقة الجسر بقرية صراوة والعزبة الغربية بمحافظة المنوفية، قرى مركز شبين القناطر، طريق جنيفة ووادى أم القمر و"طريق السويس – العين السخنة"، وطريق العاشر من رمضان مع الحدود المتاخمة لمحافظة الإسماعيلية، مركز كفر سعد بدمياط وطريق "العاشر من رمضان – بلبيس" بخلاف منطقة السحر والجمال.

قرى مركز طوخ

وتعد قرية مشتهر بنطاق مركز شرطة طوخ من أخطر البؤر الإجرامية التى تعمل أجهزة الأمن على تطهيرها من الخارجين على القانون وحائزى الأسلحة النارية والمواد المخدرة منذ أكثر من شهرين وما زال جهود التطهير قائمة.
المنزلة
وتمركزت داخل قرية المواجد بنطاق مركز شرطة المنزلة واحدة من أخطر التشكيلات العصابية المسلحة، وضمت هاربين من أحكام قضائية تتجاوز 200 سنة سجن ومقاومة السلطات والقتل وفرض الإتاوات.
ونجحت أجهزة الأمن فى مقتل 6 عناصر وضبط 3 آخرين عقب تبادل لإطلاق النيران والعثور على كميات من مخدرى الهيروين والبانجو والأقراص المخدرة وأسلحة نارية.
وفى قرية العقال القبلى، اتخذ 5 عناصر إجرامية مسرحا لهم لتصنيع الأسلحة النارية وترويجها على المحافظات المجاورة لمحافظة أسيوط ولقى 3 أشخاص مصرعهم وأصيب اثنين آخرين عقب تبادل لإطلاق النيران.

إمبراطور الصعيد

وفى أسوان كانت أخطر الضربات الأمنية ضد إمبراطور الصعيد "حمدى أبو صالح" اتخذ من قرية عرب كيما بمحافظة أسوان مأوى لإدارة مملكة خاصة له لتجارة السلاح والمخدرات وأعمال الجلب والتهريب والتنقيب عن الذهب، وتزعم تشكيل عصابى مسلح ضم أكثر من 12 عنصرا إجراميا هاربين من أحكام بالإعدام والسجن المؤبد فى قضايا مختلفة ولقى حمدى أبو صالح و12 من أفراد عصابة مصرعهم عقب تبادل لإطلاق النيران وحاصر أكثر من 12 ساعة وعثر على ترسانة أسلحة وأطنان من المخدرات والذهب الخام فى أوكارهم.
وفى عزبة الصفيح بدائرة قسم المنصورة ثان اتخذها تشكيلان عصابيان شديدا الخطورة بؤرة إجرامية لتجارة المخدرات "الحشش – البانجو – الهيروين – الآيس" وبعد أشهر من النشاط نجحت قوات الأمن ضبط 11 عنصر إجرامى ضمن التشكيليين العصابيين وبمضبوطات أسلحة ومخدرات تقدر بـ8 ملايين جنيه عقب مواجهة عنيفة بالذخيرة الحية.
قرية برديس..إحدى قرى مركز البلينا تحولت إلى بؤرة لإنتاج مخدر الشابو "الآيس" وترويجه على المتعاطين بكافة أرجاء محافظة سوهاج والمجاورات، وتأكد بتقرير صندوق مكافحة الإدمان والتى واجهته الشرطة بكشف 4 مصانع لإعادة تدوير المخدر و7 تشكيلات قائمة على الترويج.
وتشير تقارير الأداء الأمني إلى ضبط نحو 18 ألف عنصر إجرامى شديد الخطورة خلال 2021، وشهدت البلاد فى السنوات الأخيرة العديد من المتغيرات التى أثرت بشكل مباشر على طبيعة الحياة وترتيب الأولويات القيم السائدة وتغير سلوكيات المواطنين وأشكال الجريمة، وظهور أنماط مختلفة من الجرائم سواء الفردية أو الجماعية، بالإضافة إلى تطور الأساليب الإجرامية، والتى اتسمت بالعنف والخطورة، مما جعل مهمة الأمن تواجه صعوبة فى المواجهة.
وأكدت التقارير بأن تداعيات أحداث 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013، كشفت العديد من المتغيرات والتى عكفت أجهزة الأمن على مواجهتها تزامنا مع تزايد الأعمال الإرهابية.
وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة بدأت مهمة القضاء على البؤر الإجرامية والاستيطانية عبر آليات جديدة مكنت الشرطة من المواجهة. وتكللت الجهود خلال الفترة الأخيرة فى القضاء على أخطر البؤر لتجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية وأعمال الجلب والتهريب والتنقيب عن الذهب وفرض الإتاوات والسرقات.

جهود المواجهة الأمنية

وأسفرت جهود ملاحقة العناصر الإجرامية خلال 2021 حتى بداية يناير 2022 عن مصرع 120 من العناصر الإجرامية شديدة الخطورة وضبط 18 ألف عنصر إجرامى شديد الخطورة، وملاحقة وتعقب 103 هاربين من أحكام بالإعدام، و5276 هاربا من السجن المؤبد بنطاق مديريات أمن "أسيوط، الجيزة، الغربية، الإسكندرية، الدقهلية، القليوبية، الشرقية، السويس، المنيا، كفر الشيخ، سوهاج، المنوفية، بورسعيد، قنا، الأقصر، دمياط، البحر الأحمر، جنوب سيناء، الفيوم، مطروح، البحيرة، الإسماعيلية، أسوان، بنى سويف، الوادى الجديد".
وضبط 52 ألف قطعة سلاح نارى أبرزها "جرينوف – بنادق آلية – مسدسات – بنادق خرطوش"، 43 ورشة لتصنيع الأسلحة النارية، وأكثر من 500 تشكيل عصابى ارتكبوا نحو 2090 حادثا متنوعا، فضلا عن 60421 قضية مخدرات ضمت عشرات الآلاف من المتهمين، بإجمالى مضبوطات مواد مخدرة "الحشيش – الهيروين – الإستروكس – البانجو – الآيس"، بالإضافة إلى المواد التخليقية والأقراص المخدرة تقدر بـ6 مليارات جنيه.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية