رئيس التحرير
عصام كامل

لم يدخلوا التاريخ من باب السياسة!

الأفذاذ من العلماء والمبتكرون والشخصيات البارزة  لم تدخل التاريخ من باب السياسة ولا من باب الثروة والغنى، لكنها دخلت من باب العلم والتميز الفكري والتفوق العقلي والإسهام المعرفي والحضاري، فقد خلد التاريخ مثلًا مخترعي الكهرباء والبنسلين والإسبرين والبنج، وغيرها من منتوجات العقل المبدع التي يبقى ذكر أصحابها خالدًا ما بقي استعمالها، حتى الديناميت المدمر لم تنس البشرية من أوردها موارد التهلكة وجر عليها ويلات الدمار نوبل صاحب الجائزة الأشهر تاريخيًا.

 

ربما يتلاشى ذكر الملوك والقياصرة لكن المؤكد أنه يبقي خالدًا في ذاكرة الإنسانية أصحاب الأعمال الخالدة والابتكارات الرائدة التي تنعم بها البشرية الآن بفضلهم.. ومن المؤكد أن بيل جيتس أو زوكر بيرج مثلا أكثر حضورًا في أذهان العالم من كثير من الساسة وذوي المناصب الكبرى أو السطوة والنفوذ أو المال والثروة في بلدانهم.. ما يؤكد حقيقة يراها البعض شعارًا وهي أنه بالعلم تحيا الشعوب وتبنى الحضارات وتجد البشرية حلولا لأزماتها المستعصية.. وأكبر دليل جائحة كورونا.. فمن الذي استفاد أكثر من الظروف الوبائية.. والإجابة إنهم أصحاب اليد الطولى في إنتاج اللقاحات والمستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع الفيروس المستجد شديد التحور.

 

 

فإذا سلمنا بأن العلم والبحث هما مفتاح البقاء والحياة فإننا بالضرورة سنسلم بحتمية الاستثمار في صناعة العقل وصياغة الفكر وبناء الشخصية وتشكيل الوجدان.. ولا عجب والحال هكذا أن نجد أكثر المجتمعات عافية ورشدًا هي أكثرها دعمًا للطبقة الوسطى بحسبانها وعاء الإبداع وحاضنة القيم والحارس الأصيل على مقدرات الأمم ومقومات البقاء.

الجريدة الرسمية