رئيس التحرير
عصام كامل

حادث "الأوكرانية" والحكمة الغائبة!

لمن لم يتابع القصة.. مواطنة أوكرانية بأحد الأحياء الراقية خرجت إلي شرفة منزلها شبه عارية كما يقولون.. السكان اتصلوا بالشرطة للقبض عليها لمخالفتها قيم البلاد وهو ما جرى.. قبل ذلك صورها بعض الشباب على حالتها الجارحة ونشروا الفيديو وهو ما يعني أن وقتا مر قبل استدعاء الشرطة!

السؤال: ماذا لو قرر بعض المنزعجين إختيار إحدي المقيمات في العمارة للحديث مع الأوكرانية وإفهامها مخالفة ذلك للتقاليد المصرية؟! وإن لم يتيسر ذلك فماذا لو أبلغوا صاحب العمارة نفسه الذي استأجرت منه الأجنبية سكنها ليبلغها أن ذلك لا يليق ويخالف أعراف شعبنا؟!

 

السؤال: ماذا لو انتشر الحادث في صحف العالم وأن الأوكرانية سيقت إلي قسم الشرطة وب"زفة" من أهالي المنطقة ثم أضافت الصحافة الأجنبية وبعضها عدو.. "تحابيش وبهارات" للحادث وإنها أهينت أثناء ذلك؟! وماذا لو قيل إن هذا السلوك من الأهالي متعارف عليه في بلادنا علي عكس طيبة المصريين وكرمهم مع  الأجانب والغرباء؟! وماذا لو غادرت الضيفة مصر وروت تجربتها؟! هل سيشعر جيرانها بما ارتكبوه تجاه بلدنا في وقت تبذل كل الجهود لإعادة السياحة إلي سابق أرقامها وعائداتها؟!

 

 

قليل من الحكمة يكفي للنجاة من مآزق عديدة خصوصا إن كانت تخص شعبنا كله.. والحكمة واللين والتأني فضائل تدعو لها الأديان كلها خصوصا للجهلاء ممن لا يعرفون أعراف الأماكن التي ذهبوا أو نزحوا إليها.. ولنا في قصة الرجل الذي "بال" في المسجد -ليس هناك أسوأ من ذلك-  وهم البعض لعقابه لولا تدخل الرسول عليه الصلاة والسلام وقربه وأفهمه خطأه وهكذا قصص شبيهة في المسيحية.. عن الحكمة وعن الستر.. ولا نعرف أين ذهبت ولماذا يتناساها البعض؟! 

الجريدة الرسمية