رئيس التحرير
عصام كامل

يسبب مشكلات نفسية.. ما الذي يقوم به العقل الباطن وكيف يمكنك برمجته؟

 يدور حاليا أكبر جدل في علم النفس حول السؤال: ما الذي يقوم به العقل الباطن تحديدًا، فيعد العقل الباطن لؤلؤة مدفونة داخل الإنسان لا يُعرف مكانها بالتحديد، فهو شيء محسوس وليس ملموسًا مثل الروح، يتم فيه تخزين التجارب والمشاعر والأفكار والأحاسيس والخبرات والغرائز، فهو مخزن للاختبارات المترسبة نتيجة عن القمع النفسي.

اكتشاف العقل الباطن

كان عالم النفس الشهير فرويد أول من كشف في الإنسان عقلًا ثانيًا غير هذا العقل الواعي الذي اغتر به الناس طويلًا، وقد أسماه بالعقل الباطن أو اللاشعور. ومما تجدر الإشارة إليه أن فكرة اللاشعور كانت معروفة قبل فرويد، ولكنها كانت في الغالب فكرة غامضة غير واضحة المعالم، ويعزى إلى فرويد الفضل الأكبر في توضيح هذه الفكرة وفي إقامة بناء نظري شامخ فيها.

 

وعندما ندرس نظرية فرويد في هذا الضوء نجد أنها خدمت البشرية خدمة لا يستهان بها، فهي قد وجهت الأنظار نحو ما يختفي في أعماق النفس من الرغبات القوية التي تدفع الإنسان في مختلف السبل من حيث لا يدري. حيث لم تلق فكرة من الرواج والانتشار في هذا القرن مثلما لقيته فكرة اللاشعور أو العقل الباطن. وقد أصبح حتى الذين يفكرون في وجود هذا العقل لا يستطيعون أن يفكروا في وجود بعض القوى الكامنة في أغوار النفس حيث تسيّر الإنسان وتؤثر في سلوكه من حيث لا يشعر.

 

وظائف العقل الباطن

يشير أحد الآراء الأكثر شيوعًا إلى أن العقل الباطن يمكن أن يجهز الردود البسيطة المحفزة، وأن يقدم الحقائق الأساسية، وأن يدرك الأشياء، وأن يمارس الأمور التي تدربت عليها. أما الإدراك المعقد الذي يشمل التخطيط، والتعليل المنطقي، وجمع الأفكار، فيحتاج لتفكير العقل الواعي.

 

تأثير العقل الباطن

ومن الجدير بالذكر أنّ الأفكار التي يعرضها العقل الباطن قد تُؤدّي إلى العديد من المشكلات النفسية، ومن أبرزها ما يأتي: الغضب. التحيّز. الاضطراب والضيق النفسي. السلوكيات الوسواسية أو القهرية. صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين. وجود الذكريات والمشاعر المكبوتة، والتي تُؤدّي إلى حدوث مشكلات نفسية عادةً.

 

برمجة العقل الباطن

لدينا خمس قواعد لبرمجة العقل الباطن بالتكرار وهي:

١. الأفكار التي نكررها ونعطيها حيزًا من اهتمامنا -سلبية أو إيجابية- تتحول لأمر واقع في العقل الباطن.

 

٢. الأفكار جميعها ضيوف على العقل الباطن، استقبل الضيوف المرغوب بهم فقط وساعدهم على البقاء والإقامة، واطرد الضيوف المتطفلين.

 

٣. تكرار المعاناة يعني المزيد من المعاناة، وتكرار الشكوى يعني المزيد من الشكوى، وتكرار المخاوف يعني تعزيز المخاوف.

 

٤. فائدة التكرار تتضاعف في برمجة العقل الباطن مع الشحنة العاطفية القوية.

 

٥. التكرار ليس ما تكرره أنت فقط -إيجابي أو سلبي- بل ما يكرره الناس من حولك، وما تستقبله من رسائل عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والأحاديث الجانبية.

الجريدة الرسمية