رئيس التحرير
عصام كامل

التحدي الأولمبي وخيبة المصريين

يتابع الجمهور المصرى على مسرح التحدى فى أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ بحسرة وألم كبير الفشل المتواصل للرياضات المصرية المختلفة وعجزها عن المنافسة فى الميدان الأولمبي وخروج أغلب المتنافسين من الجولات الأولى أو تحقيق أرقام متدنية فى الرياضات الرقمية جعلتهم يحتلون المراتب المتأخرة فى الترتيب، فلا حوزنا الميداليات التى ترفعنا على منصات التتويج ولحظينا بالتمثيل المشرف.. ففى أى واد كانت تلهو وتلعب لجنتنا الأولمبية المبجلة خلال السنوات الأربع الماضية  وفى أى حقل أو ساحة كانت تتدرب وتستعد فرق الاتحادات الرياضية ولمن ذهبت الملايين التى أنفقتها وزارة الشباب والرياضة والتى وصلت لنحو ٣٢٠ مليون جنيه ولم يبقى لها سوى أن تتفاخر أمام الشعب بأنها ذهبت لطوكيو بأكبر زفة رياضية بين بلادنا العربية.

لم يتبق سوى أيام وينتهى العرس الرياضى العالمى الكبير ونحن نصحو كل صباح على خيبة كبيرة لمتنافسينا المظلومين فى أعدادهم وتأهيلهم للسباق العالمى الأهم وحزن أكبر على انكسار لاعبينا أمام منافسيهم  ونحن نرى أعينهم تزوغ مملوءة بالدمع  يمينا وشمالا تشكو عدم معاونة أحد لهم على مجابهة التحدي الأولمبي، شاهدنا تلك النظرات من لاعبينا بعد هزائم فرق كرة القدم والجودو والسباحة والرماية وغيرها، ولم يتبق سوى بريق أمل فى فريق كرة اليد العظيم ويمكن فريق الكاراتيه لنحظى ببعض من نشوة الانتصار فى ساحة التحدي الأولمبى كبقية شعوب العالم.

ثمن حسرة المصريين

 

الحسرة والخيبة ليس فقط مرجعها تدنى نتائجنا فى المحفل الرياضى الاولمبي وإنما أيضا بسبب إهدار  فرص التفوق واعتلاء منصة المجد الأولمبى لأبطال مصريين كانوا قادرين على التحدى والتفوق فى هذا الاحتفال العالمى الكبير، خاصة لأبطال رفع الاثقال وعلى رأسهم بطل عالم كبير اسمه إيهاب وآخر اسمه فارس حسونة جنسته دولة خليجية ورفعها إلى منصة التتويج الاولمبى مرصع بالذهب على صدره.

   

لا نلوم  العربة وركابها  من أفراد البعثة الأولمبية لأنهم قبلوا التحدى وحلموا بالتتويج ولكن نلوم سائقها الفاشل لأنه لم يعرف العنوان إلى طوكيو ولم يستعد للتحدى والطريق الطويل والشاق واكتفى فقط بحلم الفرجة ومحفظة البدلات والسياحة والتمتع برقصة  الكابوكى.. الخيبة القوية لبعثتنا الأولمبية فى بلاد الشرق الأقصى تستوجب محاسبة قوية على أعلى مستوياتنا الرسمية والشعبية، ليعلم الجميع أن حسرة المصريين لها ثمن وإنه لامكان للفاشلين فى مصر الجديدة.

الجريدة الرسمية