رئيس التحرير
عصام كامل

بيزنس الدوري المصري

أصبحت كرة القدم صناعة وعلم كبير وتحتاج  لخبرات ومواهب فنية وإدارية واحتراف حقيقي لكل المنظومة وليس للاعبين فقط إذ أن ما يحدث لدينا به إستباحة لكل المنظومة ولا يزيد عن كونه سمسرة يشبه تجارة الرقيق على يد بعض وكلاء اللاعبين والمدربين.. لدرجة إنتشار اكاديميات غير رسمية بطريقة سرطانية غريبة ومعها ما يسمي بالاستديوهات التحليلية وهي لاتقدم إلا وصفا للمباريات لمساحات من الوقت بهدف وضع الإعلانات ليس إلا..


ورغم قوة الدوري المصري وتفوقة علي الدوريات العربية والافريقية فإن العائد النهائي هزيل وكان يمكن أن يحقق أضعاف ما يحققه الآن لو تولي أموره إدارات محترفة لرابطة الأندية بعيدا عن فرق الشركات والمصانع منزوعة الجماهيرية وليس لها وظيفة إلا الإعلان عن تلك الشركات فقط حتي قنوات الأندية تعمل بصورة غير محترفة ولا علاقة لكثير من محتواها بالمهنية.

شركات مساهمة
وفي الوقت الذي ينادي فيه البعض بتأسيس شركات لأندية كرة القدم، وتحويل أندية الدوري الممتاز إلى شركات مساهمة، على غرار أندية أوروبا، لزيادة الاستثمارات في مجال كرة القدم تزحف أندية الشركات والمؤسسات، وحالياً يشهد جدول مسابقة الدوري 11 نادياً هي، بيراميدز، مصر المقاصة، وادي دجلة، الجونة، البنك الأهلي، سيراميكا كليوباترا، الإنتاج الحربى، طلائع الجيش، المقاولون العرب، غزل المحلة، إنبي.

أما الأندية الجماهيرية التي تمثل محافظات مصر مثل، بورسعيد، المحلة، المنصورة، فلديها الجماهير العريضة، لكنها تفتقد الداعم المادي. ويعتبر عدد البطولات وشعبية النادي هي التي تميزه عن أي نادٍ آخر، وتمنحه عقود رعاية بالملايين، وهو ما يتفوق فيه الأهلي عن باقي أندية مصر..

وقبل نحو عامين، نجح مجلس إدارة النادي، برئاسة محمود الخطيب، في الحصول على 520 مليون جنيه قيمة عقد رعاية، و400 مليون جنيه قيمة حقوق بث المباريات، ليجمع إجمالي 920 مليون جنيه في أربع سنوات، أي أن الموسم الواحد يحصل خلاله الأهلي على 130 مليون جنيه عقد رعاية سنوي، و100 مليون بث فضائي. وفي الوقت نفسه عانت أندية شعبية من نقص الموارد المالية مثل، الإسماعيلي، الاتحاد السكندري، المصري البورسعيدي، ولعل الموسم الماضي (2019 – 2020) هو أكبر مثال على معاناة هذه الأندية..

فبسبب الأزمات المالية، أنهى الإسماعيلي الموسم في المركز العاشر، بينما جاء الاتحاد السكندري في المركز الحادي عشر وكانت قلة الموارد المالية سبباً في فشل أندية الشركات، منها نادي جولدي الذي أنشئ بغرض الترويج لمنتجات الشركة، وبعد 4 مواسم فقط بالدوري الممتاز، كان حجم الخسائر أكبر من المكاسب، لذا قرر التخلص من النادي وبيعه لإحدى شركات الدعاية والإعلان في عام 2010، قبل أن يختفي النادي تماماً ويتواجد بالدرجة الثالثة..

وكذلك نادي مزارع دينا، المملوك لرجل الأعمال محمد حسين عثمان، والذي اضطر لتجميد النشاط الكروي بعدما وجد أن الإنفاق على الكرة بلغ حد الإسراف.

أغلى الأندية العربية
ووفقا لتصنيف عام 2021. يحتل الدوري المصري المركز الثالث من حيث أغلى الأندية العربية من حيث القيمة التسويقية بإجمالي 148 مليون يورو بينما يحتل الدوري المصري صدارة الدوريات الإفريقية من حيث القيمة التسويقية، حيث تصل قيمته إلى 145.43 مليون يورو. ثم الدوري الجنوب إفريقي بقيمة  128.43 وتبلغ القيمة التسويقية للدوري المصري 151.4 مليون يوور، أي ما يساوي 2 مليار و952 مليون و300 ألف.

كما يعد الأهلي أغلى فريق في الدوري بـ 25.5 مليون يورو ويحل الزمالك ثانيا بـ 22.15 مليون يورو، وبيراميدز ثالثا 21.23 مليون يورو.

وكان الفيفا قد كشف عن أقوى دوريات العالم عن عام 2020، حيث جاء الدوري الإيطالي في الصدارة بعد غياب دام 14 عاما، ثم جاء الدوري الإنجليزي في المركز الثاني، والبرازيلي في المركز الثالث، والإسباني في المركز الرابع، والألماني في المركز الخامس، والبرتغالي في المركز السادس، والفرنسي في المركز السابع.

وجاء الدوري المصري في المركز الـ 15 عالميا، ليحتل صدارة قائمة الدوريات الأقوى عربيا وأفريقيا. وحل الدوري السعودي في المركز الـ 31 على العالم، بينما جاء المغربي في المركز الـ 33، والقطري في المركز الـ 55، والجنوب أفريقي في المركز الـ57. ورغم أن الدوري المصري ليس الأعلى من حيث القيمة التسويقية، إلا أنه نجح في أن يكون أقوى دوري أفريقي وعربي عن عام 2020 وكلها أرقام متواضعة إذا عرفنا أن قيمة البايرن ميونخ لوحده 879.5 يورو.
الجريدة الرسمية