رئيس التحرير
عصام كامل

حميدتى والبرهان.. كواليس «فخ الدم» بين حارسي السودان

حميدتي والبرهان
حميدتي والبرهان
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى فى السودان خلال الأيام الماضية، شائعات تهدف للوقيعة بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" بصفته قائد قوات الدعم السريع.


عملت ماكينة الشائعات على نشر مزاعم حول الخلافات بين حميدتي والبرهان، لدرجة وصلت لحد بث مزاعم متعلقة برفع حالة الجاهزية داخل القوات المسلحة السودانية من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، قبل معركة أقل ما توصف به أنها "فخ دم" للتقاتل بين حارسي السودان.

الوقيعة بين حميدتي والبرهان 

وعلى ما يبدو فإن مجاهدي "الكيبورد" فى الغرف المظلمة، فشلوا فى الوقيعة بين المكون المدني والعسكري فى مجلس السيادة، ما دفعهم لنقل الخطة لتفتيت التحالف الصلب بين رجلين تصديا لكافة أشكال الانفلات الأمنى فى البلاد، وأجهضا خطة فلول نظام الرئيس المعزول عمر البشير -يعرفون محليا بـ الكيزان-.

العبث فى أركان الدولة العميقة الحامية للبلاد، ذهب بعيدا فى تبنى حملة سخرية من الجنرال حميدتي، تتعلق بمؤهله الدراسي وعدم تناسبه مع رتبته العسكرية التى يتقلدها الآن.

قوات الدعم السريع 

وبهدف تفويت الفرصة على المتربصين، ألقى حميدتي خطبة بين قوات الدعم السريع التى تعمل تحت إمرته، أكد خلالها عدم وجود خلافات بينه وبين القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

وقال حينها، لدى مخاطبته قوات الدعم السريع : "ما في حاجة بتخلينا نختلف.. الجيش والدعم السريع حاجة واحدة"، وأضاف: "السودان ملتهب لأن في غرف شغالة إشاعات وفتن".

وأوضح دقلو، أن الخلافات لا يجدونها إلا في الوسائط، محذرًا من أن تمضي الأوضاع بالبلاد عبر الشائعات، مضيفًا "الشعب لا بد أن يكون صاحي لأي مهدد ويجب ألا يهتم بالشائعات.

تكذيب القوات المسلحة السودانية 

القوات المسلحة السودانية لم تترك هى الأخرى الفرصة لماكينة الشائعات التى تستهدف دوران عجلة الحرب الداخلية، وقال نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة والتوجيه، منور عثمان نقد، إن قوات الدعم السريع تتبع للقوات المسلحة بقانون، مضيفاً، حسب وكالة أنباء السودان الرسمية "سونا"، أن ما يروج له بهذا الخصوص حديث مدسوس لزرع الفتنة، وأن الطرفين يعملان بتنسيق في كل المناطق، التي توجد بها قوات مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن.

البرهان يبرأ الدعم السريع 

البرهان من جهته بادر لنفى وجود الخلافات، ووصف، العلاقة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بـ"الممتازة".

وأوضح رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه حال قررت الدولة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، فإن الإجراء سيكون منفصل عن مقاتلي الحركات المسلحة.

دور حميدتي فى عزل البشير 

وبالرغم من الانتقادات التى تطول الجنرال حميدتى لطبيعة علاقته السابقة بالرئيس المعزول عمر البشير، إلا أن الرجل قدم أوراق اعتماد كجندي مقاتل لصالح شعبه وبلاده إيان الثورة على نظام الرئيس المعزول، ورفض الانصياع لطلبه بإطلاق النار على المتظاهرين لحماية نظامه من السقوط.

بحسب تقرير سابق لوكالة " أسوشيتد برس"، برأت قوات حميدتي نفسها بصورة أفضل خلال الاحتجاجات ضد راعيها القديم البشير، التي اشتعل فتيلها في ديسمبر 2018 تنديدًا بارتفاع سعر الخبز، حتى تصاعدت سريعًا وأصبحت ثورة شعبية.

يقول حميدتي إن قواته، وكما الجيش النظامي، رفضت أوامر البشير باستخدام العنف لتفريق المشاركين في اعتصام خارج مقار الجيش بالخرطوم.

خطة أصوات الرصاص 

الخلاصة، أن السودان الذي يعانى من ويلات النظام السابق سياسيا واقتصاديا وعسكريا، مع ظهور بوادر استقراره وتقدمه خطوات للأمام يتربص له خصوما بالداخل والخارج، بهدف وضعه مجددا فوق برميل بارود واختار أصحاب المخطط رأسي الدولة ليتحول الصراع من مجرد كلمات مكتوبة على مواقع التواصل، لسماع أصوات الرصاص من جديد فى قلب البلاد.

الجريدة الرسمية