رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يجب تفكيك مصطلحات الإسلاميين والتوعية بها ؟ ‏

التطرف
التطرف

خلال السنوات الماضية، عرف المصريون والعرب عدد من الكلمات التي يستخدمها الإسلاميين ويوصمون الآخر بها، وأصبح البعض يردد مصطلحات ‏لايعرف أصولها وبأي قصد، ما يسبب مشكلة ليست هينة، خاصة أن البعض يستخدمها لوصم غيره مثل كلم زنديق التي يشار بها ‏إلى غير المؤمنين حاليا، مع أن الكلمة لها أصل مختلف. ‏



الزنادقة 
يرى أسامة يماني، الكاتب والباحث، أن هناك أهمية لإلمام الشباب بثقافتنا العربية وتطورها، حتى يكون هنا معرفة ‏بالكلمة ‏وتطورها، بما يجعلهم أكثر إلماماً بدلالاتها ومضامينها ومعانيها لافتا إلى أن كلمة مثل الزندقة ـ من الكلمات التي استخدمها ‏الإسلاميون بكثرة خلال العقود الماضية ـ  جردت من معناها ‏الحقيقي، فالزناديق وشعر الزندقة إرث كبير.‏

أضاف: كما تذكر الكتب التاريخية ما تعرض له الزنادقة من تعنيف وقتل وحرق لمؤلفاتهم في ‏زمن الدولة العباسية، مثل الفهرست ‏لابن النديم، ومروج الذهب للمسعودي والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.

إذ جاء في الروايات أن زرادشت، مؤسس عقيدة الفرس قد ‏بشر بظهور مجدد، وقد استغلت ‏هذه الرواية من قبل الدعوة المزدكية التي استغلتها وسخّرتها لمصالح سياسية واقتصادية، بعدما ‏ظهر رجل اسمه مزدك بن نامذان  ودعا إلى ديانة جديدة لها كتاب مقدس أسماه الزند والمؤمن به يدعى الزنديق.‏

العقائد الفارسية
أضاف: دعا لبعض الأمور المستقاة من بعض العقائد الفارسية القديمة، لكن ما كان جديداً بعقيدته تلك، هو دعوته إلى إلغاء ‏الملكية ‏الفردية، لأن استئثار الإنسان بمال أو أرض أو بيت أو أي ممتلكات هو السبب - على حد قوله - في شيوع الحسد والحقد ‏واعتداء ‏الإنسان على أخيه الإنسان، وأكد أن الوضع المثالي ألا يمتلك الفرد سوى قوت يومه، بينها تبقى بقية الأشياء على المشاع ‏بين ‏الناس».‏

أوضح يماني أن كسرى الفرس اتبع تعاليم مزدك واتبعه لا عن اقتناع، وإنما عن رغبة في تقليم أظفار كبار رجال الدين ‏الزرادشتي ‏الذين تعاظمت سلطتهم، وتدخلوا في أدق شؤون الحكم.

ولكن بعد ذلك وجد قباذ أن تحالفه مع المزدكيين لم يساعده على ‏إضعاف ‏سلطة الكهنة بل بالعكس، أمدهم بالدعم الشعبي وتسبب في تحالفهم مع طبقة الأثرياء التي كانت تتكون من أبنائها أقوى ‏أجنحة ‏الجيش، وأعاد كسرى حساباته وقرر أن الوقت قد حان للتخلي عن تأييد مزدك.‏

أضاف: تم الخلاص من مزدك وقتله وأتباعه، وأصبحت بعد ذلك، كلمة زنديق أي المؤمن بكتاب الزند، تعني كل مَن يُحدث ‏بدعة ‏خارجة عن العقيدة العامة.‏

اختتم: مثل هذه الكلمات لايجب أن تطلق على أي شخص دون أن يكون هناك إلمام وفهم بمعناها الحقيقي.‏

الجريدة الرسمية