رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز التبرع بالدم أو بيعه مقابل أجر؟

الشيخ الشعراوى
الشيخ الشعراوى
تجتاز البلاد أزمات وكوارث يحتاج فيها الناس إلى عمليات نقل الدم فهناك من يتبرع بالدم وهناك من يبيعه فهل من حق المتبرع الحصول على المقابل وهل المقابل يلغي ثواب التبرع بالدم ؟ فما رأى الشرع فى ذلك؟


وأجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي فقال:

أن مجرد التبرع بالدم ولو أخذ عليه أجرا يوجب الثواب لأن هذا العمل قد يساعد في إنقاذ حياة إنسان خصوصا بعد أن أمكن الطب الحديث الاستفادة بالدم الموجود ولو بعد فترة وذلك مادام القدر الذي يتبرع به المتبرع لا يضعفه ولا يؤذى صحته ، ودليل على ذلك انه من الممكن ان يجرح انسانا عفوا وينزف كمية كبيرة من الدم قد تزيد عن الكمية التى تؤخذ منه عند التبرع ، وعندما يتوقف الجرح فلا يؤثر الدم المفقود على حياة صاحبه ولو على عموم صحته إذا كان أصلا ذا صحة وعافية.

تجدد الدم المفقود 
وأكثر من ذلك فإن الدم يتجدد ويستعيض الجسم الدم المفقود، وبذلك فمادامت الدم الذى يتبرع به الانسان من دمه لا يؤثر على صحته ، وكان ذلك تحت اشراف ورعاية طبية فإن مجرد القيام بهذا العمل ولو بأجر يكون عليه الثواب، أما اذا أراد المتبرع التنازل عن أجره فيكون له بذلك ثوابان .. ثواب التبرع بالدم وثواب التبرع بالأجر، والله تعالى اعلم .

وأجاب الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق على السؤال أيضا وقال:

لا مانع شرعا من التبرع بالدم إذا اقتضت الضرورة ذلك، بشرط أن يكون محققا ومنجزا لمصلحةٍ مؤكدة للإنسان، وألا يؤدى ذلك إلى ضررٍ على المتبرِع كليا أو جزئيا، وأن يتحقق خلوه من الأمراض الضارة، وأن يكون كامل الأهلية.

وللمتبرع ثواب عظيم وجزاء جزيل على تبرعه هذا لقول الله تعالى فى الاية 60 من سورة الرحمن : (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) رواه ابو داود وغيره.
الجريدة الرسمية