رئيس التحرير
عصام كامل

ما أهمية حب وحدود محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة
يغالى بعض الناس في حب آل بيت النبى وتصل محبتهم لآل البيت الى درجة التقديس والعبادة ، فما هى حدود محبة آل بيت النبي؟


أجاب الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق فقال:

قال تعالى فى سورة الشورى (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة فى القربى ) وصح عن سعيد ابن جبير رحمه الله ان قال فى معنى هذه الاية فلم يكن هناك بطن فى قريش الا كان له فيهم قرابة فقال ( الا ان تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة ) وهذه توصية بقرابته يأمره الله ان يبلغها للناس .

أوصانا الرسول بهم 

وامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب آل بيته والتمسك بهم ، ووصانا بهم أجمعين فى احاديثه الشريفة نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم ( أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتى رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين :أولهما كتاب الله ..فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) حث على كتاب الله ورغب فيه .

حب آل البيت 

وقال (وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى ، أذكركم الله فى أهل بيتى ، أذكركم الله فى أهل بيتى ) فقال له حصين : ومن أهل بيته يازيد ؟ أليس نساؤه من اهل بيته ؟ قال نساؤه من اهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم ؟ قال : هم آل على ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس ، فال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال :نعم .

وقال صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس انى قد تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتى اهل بيتى ) أخرجه احمد فى مسنده مسلم فى صحيحه .

نافذة الخير 
فنحن نحب الله حبا كبيرا ، وبحبنا لله أحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان نافذة الخير التى رحم الله العالمين بها ، وبحبنا لرسول الله أحببنا آل بيته الكرام الذين اوصى بهم وعظمت فضائلهم وزادت محاسنهم .

المغالاة فى الاعتقاد 

والمغالاة لا تكون فى المحبة وانما تكون فى الاعتقاد ، فطالما ان المسلم سليم الاعتقاد فلا حرج عليه فى المحبة لرسول الله واهل بيته ، فنحن نعتقد انه لا اله الا الله وان محمد رسول الله وان الانبياء معصومون وغير الانبياء من العترة الطاهرة ن والصحابة الكرام ليسوا بمعصومين وانما هم محفوظون بحفظ الله للصالحين ، ويجوز شرعا وقوعهم فى الآثام والكبائر ، ولكن يحفظهم الله بحفظه ، 

وطالما ان المسلم سليم الاعتقاد فى هذه النواحى فيحب اهل بيت رسول الله من كل قلبه ن وهى درجات يرزقها الله لمن أحبه ، فكلما زاد حب المسلم لآل البيت ارتقى بهذا الحب الى درجات الصالحين ، لان فى حبهم علامة على حب رسول الله ، وحب رسول الله علامة على حب الله عز وجل والله تعالى أعلى واعلم .
الجريدة الرسمية