رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا وإثيوبيا والسد!

الأخبار الواردة من واشنطن تشير إلى العلاقات الأمريكية الأثيوبية مرشحة للتوتر بسبب أزمة إقليم تيجراي فى إثيوبيا والإجراءات العدائية التي اتخذتها الحكومة الإثيوبية ضد سكان إقليم تيجراي وعدم الاستجابة لمطالب أمريكا بوقف هذه الإجراءات.. وهنا لنا أن نسال عن تأثير ذلك على الدور الذي ننتظره من أمريكا في أزمة سد النهضة ونراهن عليه في تحقيق انفراجة في هذه الأزمة.. هل في ظل التوتر المتوقع في العلاقات الأمريكية الأثيوبية يمكن أن تلعب أمريكا دورا في إقناع الحكومة الأثيوبية بقبول توقيع الإتفاق القانوني الملزم الخاص بملء السد وتشغيله أم أن هذا التوتر سوف تزداد الحكومة الأثيوبية عناد وتعنت ورفض للاستجابة لمطالبنا الخاصة بهذا الاتفاق؟


هناك احتمال أن تسعى إثيوبيا لترضية واشنطن في ملف سد النهضة مادامت لا تستطيع الاستجابة لمطالبها في مسألة إقليم تيجراي لتخفف من غضب أمريكا ولتمنعها من التمادي في فرض عقوبات عليها لوح بها البيت الأبيض وتشمل تجميد مساعدات مالية أمريكية وأخرى من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.. وهناك احتمال آخر مختلف يتمثل في أن ترد إثيوبيا على الغضب الأمريكي بسبب أزمة تيجراي بمزيد من التصلب والتشدد فيما يخص أزمة سد النهضة وعدم الاستجابة لرغبة أمريكا في حل سياسي لهذه الأزمة .

وكلا الاحتمالين غير مستبعدين.. لكن ترجيح احتمال على آخر مرهون بأمرين.. الأول هو مدى تفهم أمريكا لما أسماه مبعوث بايدن للقرن الافريقي للمخاوف المصرية والسودانية التى لا يهدئها سوى اتفاق قانوني وملزم خاص بملء وتشغيل السد الاثيوبي. فهذا التفهم هو الذى سيحدد إستعداد واشنطن ممارسة ضغوط على إثيوبيا للتوصل إلى هذا الاتفاق..

أما الأمر الثاني فهو يتمثل في قدرة الحكومة الأثيوبية على تحمل أية ضغوط أمريكية في ظل وضع  داخلي مهترىء ينذر بخطر تعرض البلاد للانقسام.. لذلك يجب أن يكون رهاننا الأول والأخير هو على أنفسنا لحل هذه الأزمة التي تمس وجودنا.  
الجريدة الرسمية