رئيس التحرير
عصام كامل

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا! (2)

ما أجمل أن تقف وقفة حساب مع نفسك .. حاسب نفسك قبل أن تحاسب وزن عملك قبل أن يوزن عليك .. وما أكثر الدروس والعبر التي يجب أن نخرج بها من شهر رمضان الفضيل وفي ظل كورونا أخطر وباء حير البشرية وأتعبها وأهلكها يصبح حساب النفس أمراً ضرورياً والسؤال: من منا فعل ذلك.. من غالب نفسه وخالف هواه ولم يستسلم لملوك التفاهة والمسخرة ومقالب رامز ومسلسلات الهدم .


أن هناك أعمالا فنية كانت هادفة ووطنية يتصدرها بالطبع مسلسل الاختيار 2 وهجمة مرتدة والقاهرة كابول وفي المقابل كانت هناك هابطة وساقطة.. هل تكررت أخطاؤنا أم تخلصنا من سلبيات وأخطاء نقع فيها للأسف ونكررها كل عام بجهل أو بحسن نية؟!.

تراجع أخلاقي
القلوب محط نظر الله تعالى فهل أصلحنا قلوبنا وتخلصنا من أمراض الحقد والحسد والغل والكبر أم ما زلنا نتشاحن ونتباغض ويقاطع بعضنا بعضاً.. هل صرنا قلوباً رهيفة تتصدق وتجود بما أعطاها الله وتعتدل في طعامها وشرابها أم بخلنا وأسرفنا على أنفسنا بكل ما لذ وطاب، وسهرنا الليل لا قياما لله بل انغماساً في مسلسلات وبرامج أهدر عليها مليارات الجنيهات كان بإمكانها تغيير واقعنا إن كان بكل هذا السوء الذي أظهرته تلك الأعمال التي تهدم قيماً وتضيع أجيالاً..

هل استسلمنا لشهوات النفس فجرحنا صيامنا وشوشنا فطرتنا ونقاءنا الروحي.. هل أقلعنا عن ازدواجيتنا البغيضة بين تدين شكلي تترامى مساحاته، وتراجع أخلاقي وسلوكي تتسع مداراته.. هل يستقيم أن نُصنّف بأننا أكثر أهل الأرض تديناً ثم نكون أكثرها نهماً واستهلاكاً وكسلاً وتشرذماً وجدلاً.. وأقلها إنتاجاً للغذاء والعلم والدواء والسلاح وحتى المسابح وسجادات الصلاة ..

هل يرضى ربنا أن نؤدي العبادات شكلاً ثم لا نجد لها أثراً في معاملاتنا ونسينا أن القاعدة هي "الدين المعاملة" وحسن الخلق بنص الحديث الشريف.
فهل نحاسب أنفسنا مرة واحدة.. أتمنى!
الجريدة الرسمية