رئيس التحرير
عصام كامل

للمغفرة شروط!

الله عز وجل غفور رحيم.. فلماذا لا نغفر ونعفو نحن البشر؟ هكذا يسأل البعض عندما نقول لهم كيف ننسى جرائم فادحة ارتكبها  أشخاص أو قوى وجماعات فى حقنا وحق المجتمع والوطن.. وهؤلاء محقون فإن الله عز وجل  يغفر الذنوب جميعا، وهو محب للعفو ورحيم.. ولكن الله عز وجل لا يغفر لأحد ذنبه إلا إذا تاب..


فإن المغفرة لها شروط، وأهم شروطها الاعتراف بالذنب والخطأ والتوقف عن ارتكابه، أى التوبة.. فكيف يطلب منا أن  نغفر لأشخاص وقوى وجماعات لا يعرفون التوبة ومازالوا يقترفون ذات الخطأ ويمارسون نفس الخطيئة ويرتكبون الجرائم؟!

بدلا من أن يطالبنا أحد بأن ننسى جرائم بشعة ارتكبت فى حقنا ألحقت بِنَا الأذى وسقط لنا فيها ضحايا أبرياء عليهم أن يطالبوا من ارتكبوا هذه الجرائم بأن يعلنوا التوبة الحقيقية.. وهذا يقتضى منهم أن يعتذروا عن الجرائم التى ارتكبوها وأن يتوقفوا عن ارتكابها أو ارتكاب المزيد منها، وأن يقبلوا بأن يكونوا تحت الاختبار. لفترة  من الوقت للتحقق من ذلك.. وهذا ينطبق على جرائم الفساد والعنف التى شهدها مجتمعنا فى العقود الماضية، ومن بينها جرائم توظيف الأموال وجرائم العنف والإرهاب التى عانى منها مجتمعنا وألحقت به الكثير من الأذى.

لا تسألونا نحن أن نغفر لأصحاب هذه الجرائم، وإنما طالبوا أصحاب الجرائم أولا بالتوبة التى تبدأ باعتذار واضح وصريح عن جرائمهم، والتوقف عن ارتكاب المزيد منها سرا وعلنا، بعد القصاص منهم بالطبع عما ارتكبوه من جرائم، فإن الله الغفور الرحيم هو الذى أرشدنا بأن لنا فى القصاص حياة. 
الجريدة الرسمية